تستعد معارضة اليمن لإحياء يوم الشهيد بتجمعات في كل ساحات المدن، وسط حديث عن تعليقها للتحركات السياسية الهادفة لإنهاء الأزمة، مما أثار مخاوف من انزلاق البلاد إلى دوامة العنف، خاصة بعد تراجع الرئيس علي عبد الله صالح عن مقترح للتنازل عن السلطة.
وتحدث أحد المتظاهرين عن خطط لتحريك مسيرات اليوم في شوارع رئيسية في العاصمة تنتهي باعتصام أمام جامعة صنعاء.
وشهد أمس مسيرات حاول خلالها بضعة آلاف السير إلى القصر الرئاسي، في وقت تحيي فيه المعارضة هذا الأربعاء يوم الشهيد بتجمعات في كل ميادين المدن.
ووصل عشرات الآلاف اعتصاماتهم في تعز وعدن والحديدة وحضرموت وإب وذمار ولحج وشبوة ومحافظات أخرى مطالبين الرئيس بالتنحي، وقد انضم إليهم في صنعاء عشرات الضباط مع أطفالهم.
تراجع الرئيس
وجدد صالح الاثنين رفضه الاستجابة للمطالبين بتنحيه، قائلا إن على معارضيه تحديه في صناديق الاقتراع.
وحسب ياسين سعيد نعمان الرئيس الدوري لأحزاب اللقاء المشترك المعارض، فقد تقدم صالح قبل أسبوع بمبادرة إلى سفير واشنطن -سريعا ما تراجع عنها- قضت بأن يسلم سلطاته لرئيس الوزارة المقالة علي محمد مجور، بعد تعيينه نائبا له، على أن تُشكل بعد ذلك حكومة وحدة وطنية انتقالية.
وكان الرئيس أبلغ أنصاره الجمعة أنه مستعد لتسليم السلطة إلى "أيد أمينة"، لكن حزبه شدد على استمراره في الحكم حتى نهاية فترته في 2013.
وقال أمس سعيد نعمان ليومية يمنية مستقلة إنه لم يكن هناك حوار مع صالح، لكن الأخير تقدم بمبادرة كمقترح إلى سفير واشنطن الذي سألهم عن رأيهم فيها، وأُبلغ بأن نقل السلطة والاستقالات مسألة تخص السلطة، وعليها التوجه إلى الشعب.
وحسب سعيد نعمان فقد استاء الأميركيون والأوروبيون من تراجع صالح عن مبادرته، لأن النظام أصبح عاجزا عن ضبط الأمور، أو تقديم حل سياسي للخروج من أزمة تتفاقم.
تعليقات المحادثات
ونقلت رويترز عن متحدث باسم المعارضة قوله إن المحادثات توقفت، وإن قدّرت شخصية معارضة أخرى في حديث للوكالة أن تحقيق اتفاق ما زال ممكنا، قائلة إن الرئيس يسعى لتخفيف شروط تريد المعارضة فرضها على نشاط أسرته مستقبلا.
وطالب ائتلاف ثورة الشباب والطلاب المجتمع الدولي ومنظماته خصوصا مجلس الأمن وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، بتحديد موقفهم وبتحمل مسؤولياتهم تجاه "جرائم إبادة جماعية بحق الشعب اليمني".
وقد قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية في الرياض إن المجلس يحترم اختيار شعب اليمن لدعم الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية، وتحدث عن تعهدات بثلاثة مليارات دولار التزمت بها دول المجلس لمساعدة هذا البلد.
دوامة العنف
وأثار انفجار مستودع ذخيرة في مدينة الحصن بمحافظة أبين الجنوبية قبل يومين وأسفر عن مقتل 120 على الأقل، مخاوف من انزلاق اليمن إلى دوامة العنف.
وأضاف إلى هذه المخاوف ما أعلنه أمس تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب من إعلان أبين "إمارة إسلامية".
وحمّل اللقاء المشترك الرئيس صالح مسؤولية الانفجار الذي أراد به -حسب بيان للائتلاف المعارض- تأكيد مقولته إن اليمن قنبلة موقوتة.
وكان مجهولون -قالت السلطات إنهم من القاعدة- استولوا على أسلحة المستودع الذي انفجر بعدما غادروه، ودخله عشرات المواطنين للاستيلاء على الذخيرة التي خلفها وراءهم المسلحون.
وتظاهر أمس مئات في عدن احتجاجا على الانفجار، وألقوا بالمسؤولية في حدوثه على سلطات أبين، في مسيرة رفعوا فيها أيضا لافتات تطالب برحيل صالح