أخبار الساعة » دراسات ومتابعات » تحليل ومتابعات

ألحرب العالمية القائمة : رغبة شعبية أم سياسة ؟ بلدان البلقان تسعى للإنضمام إلى اتحاد يتفكك !!!

- عباس عواد موسى
ألحرب العالمية القائمة : رغبة شعبية أم سياسة ؟
بلدان البلقان تسعى للإنضمام إلى اتحاد يتفكك !!!
 
عباس عواد موسى
 
 
لا تزال أحداث العالم تباغت الساسة والمحللين والباحثين والمراقبين . إنها حرب عالمية ذات شرارات عديدة . تقلب التحالفات وتغير الموازين . لكن الثابت الوحيد فيها هو التيار الجهادي الذي يقلق بال الأطراف المتناحرة برمتها . 
 
يسألني عديدون عن بؤر توتر ويطلبون مني الإجابة عما ستؤول إليه الأحداث محلياً وإقليمياً ودولياً . وكأنهم يعتقدون أنني أعرف مصير العالم بعد هذه الحرب التي لا يزال دولابها يدور بوتيرة متسارعة .
 
تحدثت في سهرتي الليلة مع عدة خبراء عسكريين وسياسيين من بلدان بلقانية . وتانكم موجز ما تناوله حديثي معهم . لعلكم تجدون شيئاً منه عمّ تسألون .
 
تذكروا أن استفتاء اسكتلندا على الإنفصال سيكون يوم الخميس القادم . وحتى لو تمت تزوير النتيجة الحتمية لصالح الإنفصال فإن تداعيات هذا الحدث ستكون وخيمة جداً . فالواقعة تأتي في ظل تصاعد وتيرة الحرب الأهلية في أوكرانيا التي قسّمت العالم إلى محورين متعاركين وبلدان أخرى متأرجحة .
 
وهنا لا يفهم السفير المقدوني ريستو نيكوفسكي سعي دول البلقان للحصول على عضوية اتحاد يتفكك . فالمسألة تتعدى اسكتلندا إلى الباسك في الشمال الإسباني وكورزيكيو الغرب الفرنسي يسعون للإنفصال والضم لهولندا ولعل التاسع من نوفمبر القادم سيكون موعداً لانفصال كاتالونيا عن إسبانيا لتتدمر نهائيا . 
وأما فلاديمير أورتاكوفسكي عميد كلية الشرطة العسكرية فيرى أن تداعيات استقلال اسكتلندا كارثية فستليها مقاطعة ويلز وإيرلندا الشمالية . ولن يتوقف الحد عند فلمنيي بلجيكا بل سيعود مجدداً إلى إقليم كويبك في كندا .
 
وأشار الدبلوماسي شعبان ياشاري إلى أن انفصال شبه جزيرة القرم الذي تم يوم السادس عشر من آذار الماضي عن أوكرانيا وما تلاه من تفتيت لمقاطعات أوكرانية ما هو إلا بداية لبلدان أخرى في القارة الأوروبية . وستسرع العقوبات الإقتصادية المفروضة على روسيا ذلك . وسينسى القاموس دولاً متحدة على غرار الإتحاد السوفييتي ويوغوسلافيا البائدتين .
 
وتتسائل أستاذة الإعلام سوزانا كاميلوفسكا عن نتيجة استفتاء إيرلندا الشمالية على الإستقلال الذي تم عام 1973 وهل زورتها بريطانيا بالفعل ؟ وتذكرني بالظروف التي لم تسمح لموسكو بتزوير نتائج استفتاءات بلدان البلطيق ( استونيا وليتونيا وليتفانيا ) عام 1991 . وهي السنة التي شهدت انفصال كرواتيا ومقدونيا عن يوغوسلافيا بعد سنة فقط من استقلال سلوفينيا لتلي ذلك البوسنة والهرسك التي استقلت عام 1992 . 
منعت إسبانيا استفتاءاً لإقليم الباسك عام 2008 ولكن ذلك بالتأكيد سيقود بالإنفصاليين إلى التسلح واتخاذ منهج العنف الثوري لتحقيق رغبتهم .
 
وأما الوضع العربي فهو مرتبط بقدرة هذه البلدان على تثبيت حكام أقطاره لتطبيق إسلامٍ مختلف يخلو من الجهاد . ففي حال تفكيك الإتحاد الأوروبي ستتفكك الولايات المتحدة المتأزمة داخلياً وخارجياً على حد سواء وستختلف خارطة الوطن العربي بحسب التداعيات المرتقبة  .
 
المصدر : عباس عواد موسى

Total time: 0.0319