أكدت مصادر طبية فلسطينية أن قائدا في كتائب عز الدين القسام -الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"- وأحد مساعديه استشهدا بقصف إسرائيلي استهدف سيارة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، كما أصيب ثالث بجروح خطيرة.
وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن طائرات الاحتلال أطلقت في ساعة مبكرة من فجر اليوم السبت، صاروخا على سيارة من نوع سوبارو، كانت تسير في حي تل السلطان غرب مدينة رفح (جنوب قطاع غزة) فقتلت جميع ركابها.
ونقل مراسل الجزيرة نت عن أدهم أبو سلمية، الناطق باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ أن القيادي في كتائب القسام تيسير أبو سنيمة استشهد مع مساعده محمد عواجة وأصيب قائد ثالث هو شادي الزطمة بجروح خطيرة.
وبذلك يرتفع عدد شهداء العدوان العسكري الإسرائيلي على غزة منذ ثلاثة أيام إلى 16 شهيدا بينهم اثنان من طواقم الإسعاف، إضافة إلى أكثر من 60 جريحا غالبيتهم من الأطفال والنساء بحسب مراسل الجزيرة نت.
وأشار مراسل الجزيرة نت إلى أنه قبل عملية الاغتيال وبعدها شهدت مناطق متفرقة من قطاع غزة علميات قصف مركزة استهدفت سيارة مدنية دون إصابات في مدينة غزة، ومناطق في شمال القطاع، ومناطق حدودية فارغة.
وقبيل ذلك أيضا استهدفت طائرة استطلاع سيارة في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة بصاروخ، لكن ركاب السيارة فروا منها قبل إصابة الصاروخ لها، كما نجت مجموعة مقاومين من قصف في مخيم جباليا للاجئين شمال القطاع.
وقالت فصائل ومسؤولون بغزة إن المقاومة أطلقت ما يزيد عن 60 قذيفة صاروخية باتجاه مناطق متاخمة للحدود، ونجحت القبة الحديدية الإسرائيلية في اعتراض أربع قذائف منها فقط، حسب الإذاعة الإسرائيلية.
غارات وقصف
عدد الجرحى الفلسطينيين أصبح أكثر من 60 خلال 3 أيام من العدوان (الفرنسية) |
وذكرت مصادر طبية في غزة أن إسرائيل وجهت ضربة أخرى قرب الساحل مما أسفر عن مقتل ناشط وإصابة آخر. وقالت حماس إن قائدا محليا أصيب أيضا بجروح بالغة وإنها ردت بإطلاق ستة صواريخ على إسرائيل من جهة الجنوب.
وقالت مصادر طبية إن عجوزا فلسطينيا وامرأتين استشهدوا عندما أصيب منزلهم في خان يونس كما أصيبت ثلاث نساء أخريات.
مساع لوقف العدوان
في السياق ذاته أعلنت الحكومة الفلسطينية المقالة الجمعة أنها تحاول منذ الخميس إيجاد صيغة لوقف هذا العدوان ووقف استهداف المدنيين الفلسطينيين، ولكن الاحتلال الصهيوني مصر على مواصلة ارتكاب مجازره بحق شعبنا في محاولة لفرض معادلاته وشروطه.
وأشارت الحكومة المقالة إلى أن القوات الإسرائيلية تستخدم كافة أنواع الأسلحة من طائرات ودبابات ومدفعية وصواريخ وكذلك أسلحة محرمة دوليا كالفسفور الأبيض الذي استخدم مجددا ضد أهداف مدنية في قطاع غزة.
ودعت الحكومة إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة العربية لبحث التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة وإيجاد الآليات الملائمة لوقف العدوان.
وشددت على ضرورة وحدة الصف الفلسطيني وتناسي الخلافات وتمتين الجبهة الداخلية في مواجهة الاحتلال والتحرك في كل المستويات لوقف العدوان على شعبنا.
من جهته قال الجيش الإسرائيلي إنه رصد مجموعتين من حماس وضربهما من الأرض والجو، وأضاف في بيان له "يبدو أن مدنيين لا علاقة لهم بالأمر أصيبوا في إحدى الغارات" وأنه "يأسف لأن منظمة حماس الإرهابية تختار العمل وسط سكانها المدنيين واستخدامهم دروعا بشرية".
وقال متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية "إن 15 صاروخا على الأقل سقطت على إسرائيل منذ فجر الجمعة مما تسبب في تلفيات دون وقوع إصابات، وتقيد الشرطة حركة المرور بالقرب من المنطقة الحدودية ولا تبدو في الأفق نهاية مبكرة للعمليات".
وقال رئيس القيادة الجنوبية للقوات الإسرائيلية الجنرال تال روسو "نحن في منتصف حدث ندرس كل التحركات ونحن في وسط العملية، وحماس أضيرت بشدة ولكن العملية لم تنته بعد". وأضاف "ندرس كل شيء نبحث في المدى القريب والمدى البعيد هناك أدوات كثيرة".
قلق مصري
في هذه الأثناء أعرب وزير الخارجية المصري نبيل العربي الجمعة عن قلق بلاده البالغ إزاء التصعيد الإسرائيلي ضد قطاع غزة.
وأوضح أن مصر تشجب الغارات الجوية الإسرائيلية وإطلاق المدفعية على مواقع مختلفة من القطاع، مطالبا جميع الأطراف بالوقف الفوري لكافة الأعمال العسكرية حفاظا على أرواح وسلامة المدنيين.
وأشار العربي إلى أن مصر بذلت جهدا وأجرت اتصالات لوقف التصعيد بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي حقنا للدماء ولمنع تفاقم الموقف، معربا عن أمله في التزام الجميع بالتهدئة حرصا على أمن وأمان مواطنيهم.