أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

الحوثيون يتدخلون في مصير جنوب اليمن

- عبدالإله سميح

أثار الوصول المفاجئ لعدد من قيادات جماعة الحوثي إلى عدن للمشاركة في "مليونية 14 أكتوبر" المقامة الثلاثاء، العديد من ردود الأفعال المتباينة بين نشطاء الحراك الجنوبي المطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله، في حين غيّر حزب التجمع اليمني للإصلاح (إخوان اليمن) في عدن موقفه تجاه الانفصال وأعلن تأييده المطلق لدعوات "تقرير المصير" للمرة الأولى.

وكان عدد من قيادات ونشطاء الحراك الجنوبي في استقبال قيادات جنوبية قادمة من الخارج إلى مطار عدن الدولي، قبل أن يفاجئوا لاحقاً بوصول مجموعة من قيادات جماعة الحوثي التي سيطرت مؤخرا على العاصمة اليمنية صنعاء، مطالبة بلقاء اللجنة التحضيرية للفعالية التي يقيمها الجنوبيون للتأكيد على "مطلب الانفصال".

في المقابل، أعلنت اللجنة التحضيرية لـ"مليونية 14 أكتوبر" بعد اجتماع عقدته منتصف ليل الاثنين، عن رفضها القاطع لمقابلة أي وفد حوثي "مهما كان السبب".

وقال رئيس اللجنة الإعلامية للفعالية ردفان الدبيس، إن الحراك الجنوبي السلمي يؤمن بأن المكونات السياسية في الشمال لم تعترف أولاً بقضية شعب الجنوب وحقه في استعادة دولته، لافتاً إلى أن "الأطراف السياسية في صنعاء معظمها شاركت في احتلال الجنوب عام 1994".

ويرى الناشط السياسي في الحراك الجنوبي باسم الشعيبي أن لجماعة الحوثي ثقل في الشمال، وأصبحت إحدى القوى المحركة لسياساته، وأن أي تجاهل لها كالعادة هو غباء، مطالباً بالسماع لما جاء الوفد الحوثي لقوله، ومن ثم إعلان الموقف من ذلك.

وحذر القيادي في الحراك علي شائف الحريري جماعة الحوثي من أي استغلال للمليونية من خلال "دسّ عناصرهم بين الجماهير ورفع شعار الحوثي"، مشدداً على عدم سماحهم بنقل الصراع من صنعاء إلى عدن.

وأشار الحريري إلى أن الهدف الرئيس لجماعة الحوثي إغواء الجنوبيين بالوعود الكاذبة والمال حتى يتسنى لهم الوصول إلى عدن وحضرموت والسيطرة على باب المندب الذي يمر ثلث نفط العالم عبره.

وسبق أن دعا زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي القيادات الجنوبية في الخارج للعودة إلى صنعاء لبحث الحلول الممكنة لقضية الجنوب "بشكل عادل، بعيدا عن تآمر الخارج".

الإخوان يؤيدون الانفصال

من جانب آخر، أعلن حزب التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة عدن (إخوان) تأييده لدعوات تقرير مصير أبناء المحافظات الجنوبية، ودفع أعضائه للمشاركة في فعالية 14 تشرين الأول/ أكتوبر، بعد مصادمات عنيفة شهدتها عدن بين أنصار الحراك الجنوبي والإصلاح خلال السنوات الأخيرة.

وأوضح "إصلاح عدن" في بيانه، أن "الذكرى 51 لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة تأتي وفي الأفق تلوح بوادر صراعات ذات أبعاد متعددة تفرض على الجميع التوقف الواعي عند مآلاتها وتغليب مصلحة الشعب الجنوبي وصون النسيج الاجتماعي عما سواها من المصالح الأخرى، وتفرض على الجميع التعاطي الجاد والتفكير بعمق في الخيارات المناسبة التي تحفظ للإنسان حقه وكرامته".

وأكد على "احترام الإرادة الشعبية الجنوبية والاستجابة لتطلعاتها وفق أسس مدروسة تضمن السلم وتصون الأرواح وترتقي إلى مستوى عدالة القضية".

ودعا أعضائه ومناصريه "للمشاركة في الفعالية الاحتفائية التي ستقام في ساحة العروض بعدن، تأييدا مطلقا للقضية الجنوبية وعدالتها وحق أبناء الجنوب في تقرير مصيرهم".

ورحب العديد من نشطاء الحراك الجنوبي بهذه "الخطوة الجريئة" التي أقدم عليها حزب الإصلاح في عدن، حيث قال الصحافي منصور صالح، إن "الإصلاح بعدن بات يدرك اليوم جيداً أن لا مستقبل له في ظل الأوضاع الناشئة في صنعاء، وإن مصير الحزب عموماً محفوف بخطر شديد، وبالتالي فإن أي عودة له للجنوب هي عودة حقيقية وإن كان مكرهاً عليها، إلا أنها ليست تكتيكاً".

وأضاف: "ليس من الحكمة التشكيك في موقف إصلاح عدن، أو إساءة استقباله، فجميع أعضاؤه جنوبيون، وهذا وطنهم من حقهم العودة إليه في أي وقت شاءوا".

إرم نيوز

Total time: 0.0515