أكد الأمين العام للمنظمة العالمية للسياحة، طالب الرفاعي ، اليوم الاثنين بالرباط، أن القطاع السياحي بالمغرب عرف كيف يحقق “قصة نجاح مذهلة” رغم الظرفية الدولية الصعبة وغير المشجعة على تنمية السياحة عبر العالم.
وقال الرفاعي، في مداخلة خلال افتتاح الدورة 11 للمناظرة الوطنية للسياحة إن القطاع السياحي المغربي ، الذي ساهم ب 18,7 بالمائة في الناتج الداخلي الخام للبلاد سنة 2013، سجل تطورا مهما بفضل نهج المملكة لسياسة اقتصادية واجتماعية ناجحة، مبرزا أن تطور هذا القطاع بالمغرب ليس وليد الصدفة، ولكن جاء نتيجة نهج استراتيجية إرادوية، وبفضل الإرادة الراسخة التي تحدو الحكومة والفاعلين الخواص على حد السواء في الارتقاء بالمغرب ليصبح من بين 20 وجهة سياحية مفضلة على الصعيد العالمي في إطار رؤية 2020 ، والتموقع بالتالي كوجهة مرجعية في مجال التنمية المستدامة في المنطقة المتوسطية.
وتابع الأمين العام للمنظمة أن المغرب، الذي يعتبر رائدا في المجال السياحي على صعيد القارة الإفريقية، تمكن من تخطي عتبة 10 ملايين سائح سنة 2013، بفضل نهج سياسة إرادوية ، مضيفا أن الرؤية والخبرة المغربيتين، جعلتا من المملكة نموذجا سياحيا مبتكرا وتنافسيا قائم على الاستدامة وتطوير أجيال جديدة من المنتوجات السياحية.
كما أبرز المسؤول ذاته أهمية احترام المعايير الدولية في مجال جودة البنيات التحتية السياحية وكذا جودة الخدمات المقدمة والتي تعتبر معيارا أساسيا في الاستجابة لانتظارات السياح في عالم يسعى فيه المستهلك إلى البحث عن المغامرة والراحة.
وأشار طالب الرفاعي إلى أن المنظمة العالمية للسياحة تعمل حاليا بالتعاون مع وزارة السياحة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي على جعل معايير تصنيف الفنادق تتماشى مع أفضل الممارسات على الصعيد الدولي ، ومع متطلبات السوق وتوجهات تطوير السياحة المغربية، معربا عن اقتناعه بأن هذا النظام الجديد من شأنه المساهمة في تحسين تنافسية القطاع السياحي المغربي وإنجاح رؤية 2020 التي تطمح لأن تجعل من هذا القطاع أحد روافد التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بالمغرب.
وفي استعراضه للدور الذي يلعبه القطاع السياحي سواء فيما يتعلق بالعائدات أو خلق فرص الشغل، اعتبر الأمين العام للمنظمة أن السياحة لم تعد مجرد متعة ولكنها أضحت صناعة تهدف إلى تعزيز التعلم والاستكشاف.
وتتوخى الدورة 11 للمناظرة الوطنية للسياحة التي تنظمها وزارة السياحة والفدرالية الوطنية للسياحة، الوقوف على سير رؤية 2020 والإنجازات الرئيسية التي تحققت خلال الأربع سنوات الأخيرة.
وتهدف المناظرة التي تشكل إطارا للتبادل والتشاور بين القطاع العام والفاعلين الخواص في قطاع السياحة، المغاربة والأجانب، إلى الحفاظ على دينامية التشاور والتقاسم وتعبئة الفاعلين حول الأهداف الاستراتيجية لقطاع السياحة المغربية.
وسترتكز هذه المناظرة حول محورين رئيسيين يهمان “إقلاع المناطق السياحية” و”تمويل الاستثمار في قطاع السياحة”.
وسيتم التركيز على رهان انبثاق ثمان مناطق سياحية تنافسية وتكاملية مع تموقعات واضحة تتيح توازنا جيدا بين الوجهات الشاطئية والوجهات الثقافية والوجهات الطبيعية.
وسيناقش المشاركون أيضا رهان تحقيق هذا الطموح الوطني والتطلعات الإقليمية التي تمر عبر تفعيل استراتيجية لمنتوجات محددة تمكن من إنعاش عرض سياحي متنوع وجيد يستجيب لحاجيات السياح.