ذكرت صحيفة محلية، أن دخول امرأة إلى وسط مسجد دائرة التوجيه المعنوي، التابعة للقوات المسلحة، في العاصمة صنعاء، أثار حالة من الفوضى والهلع في صفوف المصلين المنتمين إلى دائرة التوجيه، وهم جنود وضباط برتب مختلفة.
ونقلت يومية "الشارع" عن عدد من الجنود قولهم: "إن عشرات من أفراد دائرة التوجيه كانوا قد بدؤوا تأدية صلاة الجمعة الماضي، عندما فوجئ الصف الأخير منهم بدخول امرأة إلى المسجد وشروعها في الصلاة معهم، وهو ما دفع الشخص الذي وقفت جواره إلى ترك الصلاة والفرار، ففر المجاورون له، ثم فر جميع من كانوا في الصفوف الأخيرة من المصلين وتدافعوا لمغادرة المسجد من بابه الرئيسي ونوافذه خوفاً من أن تكون هذه المرأة انتحارياً من تنظيم القاعدة يعتزم تنفيذ عملية وسطهم".
وأوضحت مصادر الصحيفة، أن أغلب الجنود والضباط غادروا المسجد من بابه الرئيسي ونوافذه عندما شاهدوا هذه المرأة وظنّوا أنها أحد عناصر "القاعدة" ستنفذ عملية انتحارية وسطهم، حيث اعتادوا تأدية صلاة الجمعة في هذا المسجد الواقع داخل دائرة التوجيه المعنوي الواقعة في التحرير وسط العاصمة صنعاء.
وقال للصحيفة أحد هؤلاء المصلين: "فجأة دخلت المسجد امرأة ترتدي بالطو ووجهها مكشوف أثناء ما كنا قد بدأنا تأدية صلاة الجمعة. وقفت هذه المرأة في الصف الأخير وشرعت في تأدية الصلاة، ففر الشخص الذي كان بجوارها فتنبه لذلك المجاور له وفر، حتى فر جميع من كانوا في الصفوف الأخيرة وتدافعوا محاولين الخروج من المسجد؛ خوفاً من قيام هذه المرأة بعملية انتحارية في المسجد، خصوصاً بعد ورود معلومات تشير إلى أن دائرة التوجيه مستهدفة من قبل عناصر القاعدة".
وأضاف هذا المصدر: "تدافع المصلون الذين كانوا في الصفوف الأخيرة ولاذوا بالفرار تاركين صفوفهم وبعض أمتعتهم الخاصة، ولم يعودوا لها إلا بعد أن تم القبض على هذه المرأة من قبل جنود أمن الوحدة المكلفين بحراسة البوابات التابعة للدائرة".
وتابع: "تم توقيف هذه المرأة، التي لم يُعرف كيف دخلت إلى التوجيه المعنوي، رغم الحراسة المشددة من جنود الشرطة العسكرية، ووجود مسلحين يتبعون جماعة الحوثي يشاركون في خدمات الحراسة".
وقال: "علمنا أنه تم توقيف هذه المرأة للتحقيق معها حول سبب دخولها إلى التوجيه المعنوي وإلى وسط المسجد، وكيف دخلت، ومن الذي ساعدها على الدخول، ولماذا".
وأفاد للصحيفة مصدر عسكري آخر في التوجيه المعنوي بأنه اتضح أن هذه المرأة مسنة، وأنها تعمل في البنك اليمني للأنشاء والتعمير، وأنها دخلت إلى جامع التوجيه من أجل الصلاة والبحث عن مساعدة مالية.
وفيما نفى هذا المصدر هروب عدد من المصلين من المسجد بعد التنبه لوجود هذه المرأة؛ قال إن نائب رئيس دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة، العميد الركن علي غالب الحرازي، "وجّه بسرعة التحقيق حول كيفية دخول هذه المرأة إلى الدائرة في مثل هذا التوقيت". غير أن أكثر من مصدر أكد للصحيفة فرار كثير من المصلين عند التنبه إلى وجود هذه المرأة في المسجد.
وقال للصحيفة ذاتها مصدر ثالث في التوجيه المعنوي: "إن هذه المرأة تجاوزت بوابتين حتى وصلت إلى المسجد داخل التوجيه المعنوي، موضحاً أنه تم التحقيق مع هذه المرأة وتم الإفراج عنها بعد التعرف عليها من قبل أحد موظفي الإنشاء والتعمير، حيث تأكد أنها تعمل في فرع هذا البنك الواقع أمام دائرة التوجيه المعنوي".
وقال مصدر عسكري رابع: "قيل لنا إن هذه المرأة تعاني من حالة نفسية وكانت تريد أن تشكو زوجها إلى رئيس دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة، العميد يحيى السقلدي".
وأفاد مصدر عسكري خامس في التوجيه بأن جنود حراسة التوجيه سمحوا لها بالدخول لأنهم اعتقدوا أنها من سكان المنازل الواقعة داخل دائرة التوجيه، مشيراً إلى أنه تم إيقاف جنود الحراسة وإحالتهم للتحقيق على ذمة دخول هذه المرأة إلى المسجد والدائرة.
وأكدت المصادر، أن رئيس دائرة التوجيه المعنوي ونائبه لم يكونا متواجدين في المسجد أثناء دخول هذه المرأة إليه، وأن من كان متواجداً في المسجد عشرات الضباط والجنود والصف، على رأسهم ركن استخبارات دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة.
وقالت الصحيفة، إنها حاولت، مساء السبت، التواصل مع نائب مدير التوجيه المعنوي العميد الحرازي، لأخذ تعليقه حول ما جرى؛ غير أن تلفونه الشخصي كان مغلقاً، ولم يرد على الاتصالات التي أجرتها الصحيفة إلى تحويلة التوجيه، أو تحويلة منزله.
امرأة تتسبب بفرار جماعي من داخل مسجد التوجيه المعنوي للجيش في العاصمة
اخبار الساعة - متابعة