أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » من هنا وهناك

نهب حدائق صنعاء

- العربي الجديد - همدان العليي

تُعاني الحدائق العامة في العاصمة اليمنية صنعاء من إهمال تام. مع ذلك، يلجأُ إليها كثير من الأهالي لقضاء الإجازات الأسبوعية. هنا، يمكنهم الترفيه عن أنفسهم بكلفة زهيدة، تتناسب وأوضاعهم المعيشية.

في صنعاء أربع حدائق عامة كبيرة، هي: الثورة، السبعين، برلين، وحديقة الحيوان، بالإضافة إلى عدد من الحدائق الصغيرة الموزعة على بعض الأحياء، قضى الإهمال على جمالها، ولا يجد زائروها فيها الراحة التي يطمحون إليها.

ويُعرب أحد رواد حديقة السبعين الذي رفض الكشف عن اسمه، لـ "العربي الجديد"، عن "استيائه من الوضع الذي وصلت إليه هذه الحديقة، حتى باتت لا تلبي تطلّعات الزائرين، لناحية الخدمات الترفيهية الحديثة، بالإضافة إلى السلامة العامة".

بدوره، يقول علي الضبيبي، وهو أب لأربعة أولاد: "كنت أحرص كثيراً على اصطحاب أطفالي إلى الحدائق بين الحين والآخر. اليوم، باتوا يرفضون الذهاب إليها لأنها لم تعد تغريهم. الألعاب قليلة. كما أن المعنيين لا يهتمون بالاعتناء بالحدائق وتجديدها، أو حتى الحرص على نظافتها".

من جهة أخرى، يشير إلى "قلة الحدائق في العاصمة، حتى أنها تشابه إلى حد بعيد". يوافقه عبد الرحمن الصبري، وهو من سكان صنعاء. ويوضح أنه "في ظل الكثافة السكانية التي تعاني منها العاصمة، ومع تدفق عائلات كثيرة من الأرياف، لا بد من إنشاء حدائق جديدة".

معسكر.. وحديقة
وكان قرار رئاسي صادر في 10 أبريل/نيسان عام 2013، قضى بتحويل مقر الفرقة الأولى مدرع في صنعاء، إلى حديقة تحت مسمى "حديقة 21 مارس"، نسبة إلى تاريخ إعلان قائد الفرقة علي محسن الأحمر تأييده لثورة الشباب ضد حكم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح عام 2011.
وعقب هذا القرار، قالت وكالة الأنباء اليمنية نقلاً عن أمين العاصمة إنه "تم اختيار 8 شركات استشارية متخصصة من أصل 22 شركة، لإعداد دراسات الجدوى الاقتصادية والأثر البيئي والتصاميم، قبل تحديد الكلفة المالية والمدة الزمنية للتنفيذ".

من جهته، لا يبدو أحد المواطنين الذي يقطن بجوار الأرض المخصصة لتشييد الحديقة متفائلاً. يقول إن "تنفيذ هذا المشروع الكبير في هذه المرحلة شبه مستحيل، بخاصة بعد سيطرة جماعة أنصار الله (الحوثيين) عليه في 21 سبتمبر/أيلول الماضي".

ولم تكن الحدائق في العاصمة صنعاء بمنأى عن المواجهات المسلحة التي تندلع بين الحين والآخر. يقول المدير العام للحدائق والمتنزهات في أمانة العاصمة حسين الروضي لـ "العربي الجديد"، إن "بعض الحدائق تضررت بسبب الأحداث التي شهدتها صنعاء أخيراً. حديقة الثورة على سبيل المثال تعرضت لأضرار في الأسوار الحديدية المحيطة بها، عدا تكسير الألعاب والمقاعد، بالإضافة إلى حفر الخنادق والمتاريس".

يضيف الروضي: "تعرضت حديقة الشهيد خالد جمعان، وحديقة 26 سبتمبر، للسرقة، عدا محاولة البعض بناء معاهد دينية فيها. كذلك، تم الاستيلاء أيضاً على حديقة فرح لاند في منطقة عصر في صنعاء من قبل مسلحين، قاموا بعمليات تخريب وتكسير بعض ممتلكات الحديقة ونهبها".

وعن المشاريع التي تم إنجازها أخيراً، يلفت الروضي إلى "العمل على تجهيز وافتتاح حدائق جديدة تُواكب التطور العمراني والزيادة السكانية في العاصمة صنعاء"، مشيراً إلى أن "أمانة العاصمة تستقبل زائريها اليوم في 62 حديقة عامة وخاصة، بالمقارنة مع 55 حديقة خلال العام الماضي". ويشرح أن "أية مساحة تصلح للتنزه تسمى حديقة".

ويؤكد الروضي أن "الأمانة أقرت أخيراً عدداً من الإجراءات الاحترازية والضوابط والقانونية للمنشآت والمرافق العامة، تسري على جميع المستثمرين في الحدائق والمتنزهات من دون استثناء، بخاصة بعد حادث مصرع طفلين في إحدى الحدائق الخاصة عام 2012

Total time: 0.0501