أخبار الساعة » السياسية » عربية ودولية

اسفة زميلاتي لكنها ... السلطة المطلقة

- كوكب الذيباني
يعتقد الكثير بان الثورة الهه لاتمسها الاخطاء وانها تدار من قبل ملائكة لابد ان يتمخض عنهم الكمال واننا لابد ان نقف معا كي لاتظهر هذه الاخطاء ولكنني اعتقد ان الوقوف امامها واجب وان اصلاحها هي من باب اولى حتى لاتصبح سلوكا او حتى لايزايد علينا به.
لقد طالبنا بدولة مدنية يتعايش فيها الجميع من جميع الاطياف ومن جميع المذاهب والاطياف المدنية ولقد طالبنا بتقييد سلطات الرئيس لان السلطة المطلقة مفسدة وهذا ما حدث مع بعض افراد اللجنة الامنية الذين صاروا كافراد حماية الفضيلة واستغلوا بساطة وتمسك الشعب اليمني بالعادات والتقاليد لتمرير هذه الانتهاكات.
فبعد حديث الرئيس عن الاختلاط ظهرت بعض الممارسات من قبل اللجنة الامنية ومن قبل بعض افراد الاصلاح بالذات وكانها تحاول ان تدافع عن نفسها.
اشتكت اخواتي وزميلاتي من تعرضهن للانتهاك والسؤال من قبل بعض اللجان الامنية وان يبتعدن عن الرجال وزادت هذه الانتهاكات حدة الى ان وصلت الى حد انه تم ضرب زميلاتنا باعقاب البنادق وتعرضن لاسوا انواع السباب.
لكني لا أرى هنا المشكلة الاكبر لان الخطأ وارد...لكني ارى ان المشكلة الحقيقية في وجود حقوقين وثوريين يبرورن لهذا التصرف بان زميلاتنا كن يردن ان يمسكن بايدي زملائهن والكثير من التبريرات التي تبرر لفعل لايغتفر.
لماذا غضبنا من الرئيس؟ لان اخواتنا وامهاتنا في هذه الجموع؟ وغضبنا لان هناك الكثير من النساء الاصلاحيات في هذه الجموع؟ ولانها طالت نساء الثورة؟ ولم نغضب لاجل زميلاتنا واللاتي هن يمنيات ومدافعات عن الثورة من ظلم بعضنا؟الانهن يعتبرن من وجهة نظرهم متحررات علمانيات غير متدينات وقامت "هيئة الدفاع عن الفضيلة" بالواجب.
كنا نامل ان تدرس ثوراتنا في الجامعات بانها رمز الدفاع عن الحرية ومهما كان اختلافنا فلابد ان نعلم ان الدين خلق قبل الحرية وان الخمار الطويل واللحية لن تشفع لنا قمعنا للحريات فالله قد خلق الحرية قبل الدين.
وهذا منافي للدولة المدنية التي نطالب بها! ومن وجهة نظري ان الله لابد ان يضع لنا اختبارات لصدق اهدافنا وليس لغايتنا فاسقاط الرئيس صالح هو احداها وليس جوهرها. لقد خرجنا لكي نبحث عن بلد يتعايش فيه المسلم والشيعي والبهائي والعلماني وخرجنا نبحث عن حلم العدالة التي فقدناها في حكم صالح.
فانا هنا اعتذر لزميلاتي من من تعرضن للاهانة تحت مبرر الحفاظ على الشرف واقول لهن ان الرئيس عرف كيف يقسم الصفوف واقول لقادة الاعتصام بان سلبيتهم هي عار كبير وتبريرهم لما يجري هو شرخ لجمال هذه الثورة.
اعتذر ياهدى وياوداد ويازميلاتي لان اللجنة الامنية اعطيت لها "السلطة المطلقة" ولم تحدد مهامهم ولم تحدد اشخاصهم ورغم انهم الخصم الا انه كان له الحق والغلبة ولم يكلف احدا نفسه عناء الاستماع لكن.
اعتذر للجميع الذين طالتهم "رهاب البلطجة والامن القومي" واصبحت احدى ادوات قمع الحرية.
واعتب على قادة الاصلاح والمشترك من صمتهم لما حصل واعتب على زملائي وعلى قادة ساحة التغيير من الموافقة الصامته لما يجري.
لاننا مع الثورة وسنظل معها نحبها ان تكون صافية وكما قالت الام تريزا ان القوة تكمن في التفاصيل الصغيرة وهذه ليست تفاصيل بل شروخ كبرت وكبرت حتى اشترك بها الجنود الذين كان يفترض بهم حماية المعتصمين والمعتصمات.

اعتذر لسلمية الثورة واعتذر من أن احدا لم يكلف نفسه عناء الاعتذار ولكن السلطة المطلقة هي السبب....
*صحفية وناشطة حقوقية

Total time: 0.0985