أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

حتى لا يصير جيش هادي كجيش المالكي

- وضاح حسين المودَّع

وأخيراً تذكر بعض ضباط الجيش والأمن أن هادي أهان العسكرية كما لم تهن في التاريخ فتنادوا مجتمعين محاولين لملمة ما بقي من فتات جيش دمره بزعم الهيكلة وأنهى معنوياته بزعم الحياد وأهان أفراده بزعم اتفاقية سلم وشراكة وسلم أسلحته بزعم نهبها دون علمه مزقه بزعم إنهاءه لجيش العائلة الذي كان مدربا تدريباً جيداً، والحقيقة أن كل ذلك له غرض في نفسه هو التمديد سنين عددا ولو رئيساً لأطلال وطن وأطلال جيش وأطلال دولة!!!.

تذكر بعض القادة أخيراً أن شرفهم العسكري أكل يوم أكل الثور الأبيض، صحوة متأخرة لكنها وفي حال صدقوا ترعب هادي وتفزعه ، وتعني أنه لازال هناك في اليمن من يمكن أن يقول له كفى عبثاً بكل اليمنيين، كفى انتقاماً ممن انتخبوك سنتين دون أدنى كفاءه فيك، كفى تدميراً وإهانة للجيش والأمن، كفى نهباً لأسلحة الجيش والأمن التي هي ملك للشعب أصلاً، صحوة الضباط الذين اجتمعوا الاثنين في صنعاء مهمة ومفصلية لليمن لو تم توظيفها جيداً، فمن يملك كل الأدلة على تواطؤ هادي وخطته التي أدت إلى إدخال اليمن في هذا النفق المظلم هم قادة المناطق والمعسكرات وبالذات الذين عزلهم حين لم ينفذوا له بعض طلباته، كثير ممن اجتمعوا صناديق سوداء للأسرار بكل المقاييس شهادتهم بإن من أصدر الأوامر والتوجيهات بتسليم المعسكرات والمناطق تنهي خرافة يرددها البعض دون تفكير من أن سبب السقوط كان تحالف صالح والحوثيين متناسين كلمات القائد الأعلى (عمران عادت إلى حضن الدولة) و(صنعاء لم تسقط ولم يكن لها أن تسقط) و(هم شركاء الجيش والأمن في المرحلة القادمة)!!!

أهينت العسكرية في العهد الهادوي البن عمري البن مباركي بطريقة سيعجز المؤرخون بعد مئات السنين عن تفسيرها في حال سكت العسكريون اليمنيون وسكتنا بعدهم عن فضح حقارة ماتم من قبل هادي ورفيقيه لأجل انهاء الخصوم المحتمل معارضتهم لفكرة بقاءه رئيساً لعصابة علي بابا فترة أطول دون انتخابات تنافسية حرة، حقارة ماتم في شهور العام الأقبح في تاريخ اليمن أي 2014م لايكفي لشرح مؤامراتها ألف صفحة وصفحة بل يلزمها مجلدات من القطع الكبير توضح بعض وليس كل الدناسة والحقد التي يحملها المنتهي ولايته وتؤكد أن رسالته بالأركان كانت كما قيل عن تفكيك الجيوش!!!.جيش اليمن المهترئ أصلاً يراد له أن يصير كجيش نوري المالكي في العراق جيشاً طائفياً، تقوده مليشيات، أوامره تأتي من قائد المليشيات، قراراته تأتي من قم، الأمر الناهي فيه المليشيا، والمبرر كما في العراق تماماً (الشراكة) لكن المختلف أن جيش المالكي بنكهته اليمنية يقوده (سني جنوبي) يمثل الأقلية وأغلب قادة مناطقه السبع وأغلب قادته في المواقع العليا ونصف قادة معسكراته (جنوبيون سنة) ، ليسوا شيعة لكنهم أكثر حقداً على السنة من نوري المالكي ومليشيا جيش المهدي التي اخترقت الجيش العراقي وصارت هي الأمرة والناهية فيه والمتحكمة بكل شيء والمنفذة للإعدامات بلبس الجيش وبأرقامه العسكريةّ!!!.

بإمكان الضباط الذين اجتمعوا الاثنين ومعهم من عجز عن الحضور من القادة العاملين في الجيش ممن يخالفون دناسة هادي بإمكانهم جميعاً تسجيل موقفٍ تاريخي يمسح عنهم غبار الذل والمهانة الذي لحقهم يوم سكتوا على قائدهم الأعلى ووزير دفاعه اللذان خانا الوطن والجيش والقسم، بإمكان الصوملي ورفاقه تسجيل مكان لهم في التاريخ حال تصدوا لنظام عبدربه الحاقد على كل من أحسن إليه، الحاقد على اليمن ككل والباحث عن البقاء في السلطة رئيساً عراقياً تديره المليشيا التابعة لإيران لإن كل ما يهمه جمع غنائم مغارة علي بابا هو والأربعين حرامي الذين يحكمون معه.

أيه الضباط: سيغفر لكم اليمنيون كثيراً من أخطائكم كثيراً من فسادكم الذي ارتكبتموه يوم أن تستردوا جزء من الكرامة التي سلبكم إياها عبدربه، يوم أن تثأروا لأنفسكم أولاً، ولليمن واليمنيين ثانياً فهل أنتم فاعلون دون تردد؟؟؟.

Total time: 0.051