أجبرت مديرة مدرسة للبنات بالعاصمة اليمنية صنعاء، طالبات المدرسة على عدم الحضور يوم الخميس من كل أسبوع، معتبرة إياه يوم عطلة رسمية، على أن يتم استبداله بيوم السبت.
وقالت مصادر في مدرسة "7 يوليو"، فضّلت عدم ذكر اسمها، إن مديرة المدرسة، شفيعة السراجي، أعلنت الاثنين الماضي، في الطابور الصباحي، أن "يوم الخميس إجازة رسمية في المدرسة والسبت يوم دوام، متجاوزة بذلك لوائح وزارة التربية والتعليم وقرار الحكومة السابقة الذي حدد يوم السبت راحة أسبوعية بدلاً من الخميس".
وأضاف المصدر أن السراجي بررت القرار بقولها إنها تحرص على ألا تتحوّل المدرسة إلى مؤسسة تعليمية تتشبّه بـ"اليهود والكفّار" "الذين يجعلون من السبت إجازة".
ولقي القرار معارضة شديدة من بعض أولياء الأمور الذين رفضوا تطبيقه وتوعّدوا بعدم حضور بناتهم إلى المدرسة يوم السبت كونه يوم إجازة رسمية بقرار رسمي صادر عن الحكومة اليمنية.
ووصف أبو هيفاء، أحد أولياء الأمور، القرار بـ"الباطل"، مستنكراً قيام المؤسسة التربوية بالانصياع للإملاءات الحوثية على حساب المجتمع، حسب وصفه.
وقال لـ"العربي الجديد": "من الصعب التجاوب مع مثل هذه الخطوة، ما لم تكن مرتكزة على إجراء حكومي تلتزم به كافة مؤسسات الدولة". متسائلاً: "كيف يمكن أن تكون إجازتي كموظف يوم السبت بينما أطفالي في المدرسة؟ الإجازة متوافقة في الدولة كي تتيح للأسرة أن تجتمع في أيام الإجازات".
من جانبه، أشار محمد أحمد، وهو أحد أولياء الأمور، إلى أنه سيمنع ابنته من الذهاب للمدرسة يوم السبت، لأن اليوم تكون فيه شوارع المدن خالية لأنها إجازة رسمية للموظفين في الدولة".
في السياق، أبدى مصدر مسؤول في وزارة التربية والتعليم استغرابه من مثل هذه الاجراءات الفردية وغير الصادرة عن الوزارة، وأشار المصدر إلى أن هذه الخطوة ليست قانونية وتعد مخالفة وسيخضع أصحابها للمساءلة، مناشداً مدراء المدارس والمدرسين عدم الإساءة للعملية التربوية وتجنيبها أي اعتبارات أو أجندة سياسية أخرى.
وعبّر المصدر عن حزنة "لاستغلال بعض التربويين للمرحلة التي تمر بها اليمن من ضعف وهوان لصالح تيارات سياسية أو حركات مسلحة، مثل ما حدث في صعدة وعمران وبعض مديريات محافظة ذمار" على حد تعبيره.
وتقع مدرسة "7 يوليو" للبنات في منطقة المدينة السكنية، شمال العاصمة، وهي مجاورة تماماً لمبنى السفارة الأميركية، وتعد واحدة من المدارس التي طالما تلقت مساعدات ودعماً من سفراء الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية.
وكانت الحكومية اليمنية السابقة أقرت يوم السبت راحة أسبوعية بدلاً من الخميس، إضافة إلى الجمعة، بعد تردد دام خمس سنوات تحسّباً لردة فعل متوقعة من بعض المعارضين الذين اعتبروا الأمر محاكاة "لليهود والمسيحيين".
وهدفت الحكومة من القرار تلبية متطلبات القطاع الاستثماري العام والخاص ومكاتب السفارات والبعثات الدولية، بما يزيد من أيام انتفاعها ويقلل خسائرها.
وسبّب القرار، الذي اتخذ في 29 يونيو/ حزيران 2013، جدلاً واسعاً في الأوساط اليمنية، فانقسم المواطنون بين مؤيد مقتنع بالدوافع الاقتصادية، ورافض يستند إلى آراء بعض علماء الدين.
الخميس إجازة مدرسة يمنية.. لمخالفة "الكفار"
اخبار الساعة - العربي الجديد