أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

العسلي : رحلات مستشاري هادي إلى الحوثي خيانة للشعب وأن الشعب اليمني لن يستسلم للسيد ولا لغيره

- صنعاء

شنَّ وزير المالية الأسبق البروفيسور/ سيف العسلي هجوماً مزدوجاً على الرئيس/ عبد ربه منصور هادي ومستشاريه، وعلى جماعة الحوثي وفسادهم وقال: "إن الشعب اليمني لن يستسلم للسيد ولا لغيره إذا ما تاجر بحقوقه وأهدافه".. معتبراً الزيارة الأخيرة لمستشاري رئيس الجمهورية إلى صعدة خيانة للشعب اليمني..
 
وأوضح العسلي في تصريحه  لـ"أخبار اليوم" قائلاً: "كنا قد استبشرنا خيراً بخطاب "العلامة" عبد الملك الحوثي – حد قوله ـ أثناء الاعتراضات على الجرعة الاقتصادية وتقديم الضمانات والحديث عن أنه لن يبتاع ولن يشتري ولن يفاوض وانه سوف يحارب الفساد ولن يكون إلا مع الشعب ومع المحرومين و الجائعين و المساكين، ثم نُفاجأ بهذه الرحلات المكوكية التي تخفي وراءها صفقات مشبوهة ليست لصالح الوطن".
 
واستغرب الدكتور/العسلي أن جماعة الحوثي قد أسقطت هادي الذي أسقط نفسه أصلاً، تحاول اليوم إحياءه، في حين هم من دعونا للثورة عليه والوقوف ضده وضد قراراته الخاطئة، مضيفاً: "لا أدري ما الذي تغير؟ فهل الحوثيون طعموا مذاق الفساد واستمرؤه، واستمرؤا السياسية والخيانة والتقيه و الخداع بعد أن كانوا يقولون إنهم من الاتقياء الانقياء الواضحين الذين هم مع الله ومع الناس؟".
 
وأكد العسلي أن الواقع يكشف حقيقة الحوثيين ويكذِّبهم، معتبراً المشكلة لا تكمن في الأقاويل، بل في الفساد المستشري والذي أضاف إليه الحوثيون فساداً أكثر خلال الثلاثة الأشهر الماضية، مضيفاً: "فحديث الحوثي عن محاربة الفساد الذي أيدناه فيها، لسوء الحظ، لم تعمل على حل أي مشكلة من مشاكل اليمن بل إنها فاقمت المشاكل القائمة وأضافت إليها مشاكل أخرى ولا شك أن ذلك سيجعل الوضع في اليمن معقداً".
 
ولفت العسلي إلى أن الحوثيين قد استمرؤا النصر الرخيص الذي أعطاهم أياه هادي من خلال انسحابه وانسحاب الجيش، ويتصرفون اليوم على أنهم أقوياء، مؤكداً أن الواقع والوضع عكس ما تصوَّره الحوثيون، فالشعب اليمني لن يموت ولن يستسلم لا للسيد ولا لغير السيد إذا أراد أن يتاجر برغبات الشعب وأهدافه وحقه في العيش –حد وصفه - معتبراً في الوقت ذاته زيارة مستشاري الرئيس هادي لصعدة للتفاوض مع عبدالملك الحوثي، زيارة ورحلة لا مشروعية لها وخيانة للشعب اليمني، ويجب أن يُطلعوا الشعب على ما تم فيها، مضيفاً: لا يحق للحوثيين ولا لهادي أن يبتاعوا وأن يشتروا تفكيكاً أو تمديدا أو تقسيما أو غير ذلك، و يجب الرجوع للشعب، معتبراً قبول جماعة الحوثي مثل هذه المفاوضات السرية انتكاسة كبيرة لانصار الله، داعياً الجماعة إلى تدارك هذه الانتكاسة قبل فوات الأوان وإلا فإنهم سيسقطون حتماً مع الفاسدين.
 
وذكر العسلي أن جماعة الحوثي والرئيس هادي يتفاوضون على أشياء لا يملكونها، موضحاً ذلك بالقول: لا الحوثي يملك التمديد لهادي ولا هادي يملك أن يضيف الحوثيين وأنصارهم الى الحكومة، فهادي ليس لديه شعبية والحوثيون هم حركه مسلحة استخدموا القوة فلا شرعية لهم وأن عليهم جميعا الذهاب إلى الشعب ومن ينتخبه الشعب هو الذي سيقرر مثل هذه الأمور.
 
وقال: "لكن أن يتم استغفال الشعب وبيعه وشراؤه في سوق النخاسة فإن ذلك لن ينجح، فنحن في القرن الوحد والعشرين وعليهم أن يدركوا ما معنى القرن الواحد والعشرين, فالتضليل والتمثيل والشعارات لا يفيد، العمل على حل مشاكل الناس على أرض الواقع هو ما يفيد، لكن هذا لم نرَ له أي مؤشرات في الواقع.
 
وتحدَّث البروفيسور العسلي عن وهم الحوثيين بالانتصار, فهم يتحدثون عن إسقاط قوى الفساد وتركوا هادي يبتاع ويشتري لهم في الحكم ويقف إلى جانبهم، مضيفاً: أما إذا كان الحوثيون يتحدثون عن ثورة وإسقاط قوى الفساد؛ فهادي لا يحق له أصلاً أن يُصدر لهم أي قرار، لأنهم ثاروا عليه وبالتالي أي تنازلات منه لا قيمة لها، أما إذا لم يقوموا بثورة وإنما قاموا بحركة انقلابية فالشعب لم يتقبلهم بعد، فهم الآن في وهم.. يبتاعون ويشترون مع هادي رغم أن الذي باع لا يمتلك شيئا ولا الذي اشترى يستطيع أن يحافظ على هذا الشيء.
 
وأضاف متسائلاً: " ثم من فوّضهم يتفاوضوا باسم الشعب؟ وإذا كانوا كما قلت سابقاً قد ثاروا على هادي؛ فكل ما يتصرف به هادي هو باطل, هذا من جهة، وإن كان هادي يقول إنهم متمردون فكل ما تم الاتفاق عليه معهم باطل".
 
وفي رده على تأكيد الصحيفة بأن هادي يتعامل مع جماعة الحوثي كشركاء، بحسب تصريحاته، قال العسلي: كيف يمكن أن يكونوا شركاء ومن شاركهم؟، لا بد من الرجوع الى الشعب، فهذا البيع والشراء بهذه الصفقات لا قيمة له لأنها لا يقوم على أي أساس ولا أي شرعية ولا بموافقة الشعب. هادي والحوثيون لن ينجزوا شيئاً؛ سيفشلون لأن الوضع الاقتصادي في انهيار ولن يمكِّنهم من أن يستخدموا موارد الشعب للبيع والشراء, لا من هذا ولا من ذاك.
 
وختم العسلي تصريحه بتوجه كلمة للشعب اليمني قال فيها: " أقول, لا تضيقوا ذرعاً؛ فكل هذه المحاولات فاشلة وستفشل، والله سبحانه وتعالي سوف يجعل لليمن مخرجاً وما عليهم إلا أن يدعوا لله ولا يعوِّلوا لا على قوى سياسية ولا على الدول العشر ولا على أي قوة أخرى؛ ولكن الله هو القوي القادر الذي يستطيع أن يغيِّر الشيء في لمحة بصر.
 

Total time: 0.0583