لم يكد التليفزيون السعودي ينهي بيان إعلان وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز، حتى أعلن مشفوعا بذلك بيان إعلان سلمان بن عبد العزيز ذي الثمانين عاما ملكا للبلاد، ليصير بذلك العاهل السابع في المملكة، وهو معروف بتوجهاته المحافظة، ورؤيته الحذرة تجاه الديمقراطية، كما أنه يرى أن الإصلاحات الاجتماعية والثقافية يجب أن تمضي ببطء خشية أن ترتد عكسيا.

وسلمان هو الابن الخامس والعشرون من الأبناء الذكور للملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، لُقِّب بأمين سر العائلة، هو ورئيس مجلسها، والمستشار الشخصي لملوك المملكة.

كما أنه أحد من يطلق عليهم السديريون السبعة من أبناء الملك المؤسس، وهو لقب يطلق على أبناء الملك من زوجته الأميرة حصة بنت أحمد السديري، والذين لم يبق منهم –إضافة إلى سلمان-إلا الأميرين عبد الرحمن وأحمد أبناء عبد العزيز آل سعود، وينتمي للسديريين أيضا الملك الراحل فهد.

الملك الذي ناهز عمره الثمانين (يرجع مولده إلى أواخر عام 1935) خضع في أغسطس 2010، لجراحة في العمود الفقري في الولايات المتحدة وبقي في الخارج لفترة قبل أن يعود إلى المملكة.

وبدأ سلمان حياته السياسية عام 1954 عندما عين أميراً لمنطقة الرياض بالنيابة عن أخيه الأمير نايف بن عبد العزيز، وبعدها بعام تم تعيينه رسميا أميراً لمنطقة الرياض، وظل في إمارة منطقة الرياض إلى أواخر عام 1960 عندما استقال من منصبه. وفي عام 1963 أصدر الملك سعود بن عبد العزيز مرسوماً ملكياً بتعيينه أميراً لمنطقة الرياض مرة أخرى.

وبعد وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام في 2011، أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أمراً ملكياً بتعيينه وزيراً للدفاع.

وبعد وفاة الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في يونيو 2012 أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أمراً ملكياً باختياره ولياً للعهد وتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع.

الديمقراطية غير مناسبة

حسب برقية دبلوماسية أميركية في عام ٢٠٠٧ م نشرها موقع ويكيليكس، فإن سلمان يرى أن الديمقراطية لا تناسب المملكة «المحافظة» ويتبنى نهجا حذرا في الإصلاح الاجتماعي والثقافي.

كما كشفت تسريبات الويكيليكس أن سلمان قال في اجتماع مع السفير الأميركي في آذار ٢٠٠٧ إن الإصلاحات الاجتماعية والثقافية التي يحث عليها الملك عبد الله يجب أن تمضي ببطء خشية أن تثير ردا عكسيا من المحافظين.