أخبار الساعة » السياسية » عربية ودولية

الأميرتان "روزان" و"ريفال" :عهد الملك عبد الله شهد حراكاً إصلاحياً تاريخياً خاصةً ما تحقق للمرأة السعودية

- الرياض - فراس اليافعي

قالتا صاحبتا السمو الملكي الأميرتان روزان وريفال حفيدتا ولي العهد السعودي الأمير مقرن بن عبد العزيز بن مقرن بن عبد العزيز أل سعود (حفظه الله)، إن عهد الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز شهد حراكاً إصلاحياً تاريخياً، خاصةً في ما يتعلق بالمرأة، بحزمة قرارات جسدت رؤية ملك تربع على عرش قلوب شعبه بلا منازع، وقائد امتلك عقيدة سليمة ورؤية حكيمة، وقلب نقي لم يرضخ لقوى التطرف بتهميش المرأة، بل سعى إلى تمكينها وتفعيل مساهمتها المجتمعية، من خلال عضويتها في مجلس الشورى ومشاركتها في الانتخابات البلدية.

 

وأضافتا "لم يقتصر دعم الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- على المرأة العاملة والقيادية فقط، بل وصل أيضاً إلى ربة المنزل و"الأُمية" ومتوسطة التعليم، بواسطة دعم برنامج الأسر المنتجة، وكذلك تأنيث محلات المستلزمات النسائية، لتُؤدي المرأة الدور المهم في المجتمع، فهي الأم والطبيبة والمعلمة وربة المنزل ".

 

مؤكدتان في سياق حديثهما لصحيفة (الحقيقة) الأسبوعية أن الوطن السعودي قد خسر برحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - راعياً للنهضة وقائداً لمسيرة مباركة تعهد شعبه فيها بالسمع والطاعة والإخلاص، ونذر الشعب نفسه لبناء الوطن وحمايته ورعايته وصون ثراه، ونذر هو نفسه يرحمه الله لخدمة وطنه وشعبه وأمته، مضيفةً: "ها نحن اليوم بفضل الله نعيش مسيرة زاخرة بالانجازات الحضارية المتميزة في وطن مستقر وراسخ وآمن متعاضد حكومةً وشعباً"، والسعودية شهدت خلال فترة حكمه الميمون نهضة عملاقة ابتداءً من إنشاء المدن الاقتصادية وزيادة نمو الجامعات، وكذلك مشاريع الإسكان وبرامج الابتعاث وتطوير التعليم، إضافةً إلى دعم المواطن للمشاركة في صنع القرار من خلال مجلس الشورى والمجالس البلدية، إلى جانب وجود دعم قوي ومتنامٍ ومنوع لكافة الوزارات والقطاعات الحكومية لتقديم أفضل ما لديها للمواطن .

 

متابعتان :"يحق للمرأة السعودية أن تفخر أن الأعوام العشرة الماضية من حكمه الرشيد يرحمه الله ، كانت سنواتها الذهبية بحق، فقد الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـيرحمه الله ـ بدور المرأة المسلمة الفاعل، ورفض تهميشها وإلغاء دورها، لذا رأيناه يوليها اهتمامه ورعايته بإعطائها الفرصة للمشاركة الحقيقية والفاعلة في المجالات كافة، حيث ابتدأ من الحياة السياسية بإشراكها في صنع القرار في مجلس الشورى بعضوية كاملة، ومن ثم في الترشح لانتخابات المجالس البلدية، وتقلدت المرأة في عهده -يرحمه الله- كثيرًا من المناصب القيادية والاجتماعية المؤثرة وفي المجالات كلها داخل الوطن وخارجه؛ لأنه آمن بحقها في الحصول على أفضل الفرص للعلم والعمل، لذا كان لها نصيبها في برامج الابتعاث، كذلك فتحت أمامها أبواب العمل ومجالاته المنوعة، مع الالتزام بثوابت ديننا وقيمه ".

 

وأشارت الأميرتان إلى إن عهد  الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يرحمه الله - شهد حراكاً إصلاحياً تاريخياً أذهل العالم من حولنا، خاصةً ما تحقق للمرأة السعودية، بحزمة قرارات جسدت رؤية ملك تربع على عرش قلوب شعبه بلا منازع، قائد امتلك عقيدة سليمة ورؤية حكيمة، وقلبا نقياً لم يرضخ لقوى التطرف وحشود الاحتجاج؛ لأنه يعرف أنه على حق، وتعلمت المرأة السعودية من هذا الملك الكثير؛ حيث تعلمت منه الاعتزاز بديننا والتمسك به؛ وتعلمت منه الولاء لوطننا والاعتداد بهويتنا وموروثنا الثقافي؛ وتعلمت منه أن ديننا وثقافتنا لا تعيق حراكنا وتطورنا؛ بل هي تدفعنا لنكون قدوة حضارية للعالم إن أردنا ذلك، تعلمت منه الشجاعة والثبات في الحق"، وتتذكر المرأة السعودية مواقف تلامس القلوب أكد فيها الملك الراحل الحبيب اعتزازه وثقته في المرأة، فقد أعلن في أكثر من مناسبة كان آخرها ذلك اليوم التاريخي الذي شهدته تحت قبة مجلس الشورى رفضه القاطع لتهميش المرأة وقال: "لا تهميش بعد اليوم"؛ فدفع من أجل تمكينها وتفعيل مساهمتها المجتمعية من خلال عضويتها في مجلس الشورى ومشاركتها في الانتخابات البلدية .

 

وقالتا إن هناك قرارات فاجأت العالم وفاجأتنا قبلهم، قرارات جسدت نقلة تاريخية في النظرة للمرأة السعودية، باعتبارها شريكاً أساساً في صنع القرار المجتمعي، قرارات استندت في أساسها على مبادئ الشريعة الإسلامية السمحاء ورؤى العلماء، و تجسدت رؤية " أبي متعب " ـ يرحمه الله - على أرض الواقع في عدة محاور، كان أهمها المحور التشريعي والرقابي المتمثل في مجلس الشورى، والذي أعتبره نقطة تحول في تاريخ المشاركة العامة للمرأة السعودية، لتدخل بثبات وثقة بوابة المشهد السياسي والقرار المجتمعي، و أنه من خلال دورها في مجلس الشورى تمكنت المرأة من المشاركة في صياغة العديد من الأنظمة المتعلقة بالعمل والحماية من الإيذاء، وكذلك حماية الطفل والاستثمار والبيئة والصحة العامة وحقوق المتقاعدين والمسنين والتعليم والثقافة والأمن، كما أن المرأة السعودية تمكنت من إبداء وجهة نظرها حيال أداء جميع أجهزة الدولة، وتحت قبة مجلس الشورى أصبح صوت المرأة مسموعاً حيال مختلف القضايا المجتمعية والذي كان مغيباً من قبل .

 

وفيما يخص الإدارة المحلية بالمملكة، قالتا حفيدتا  ولي العهد السعودي الأمير مقرن بن عبد العزيز بن مقرن بن عبد العزيز أل سعود (حفظه الله)، إن المحور الثاني تمثَّل في الإدارة المحلية من خلال المجالس البلدية، التي تؤدي دور مهماً في تلمس احتياجات المناطق وتطوير الخدمات البلدية بما يواكب تطلعات المواطنين، لهذا كانت رؤية الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يرحمه الله - أن يحق لها المشاركة في الانتخابات البلدية بالترشيح والتصويت، ما أضفى بُعداً آخر لمشاركة المرأة على صعيد الإدارة المحلية، فيما أن المحور الثالث تمثَّل في تمكين المرأة من تولي مواقع صنع القرار في القطاعات التنفيذية المختلفة في الوزارات والجامعات والملحقيات التعليمية والمؤسسات الحكومية المختلفة، ولا شك أن دخول المرأة مواقع القرار انعكس إيجابياً على أداء هذه القطاعات وقدرتها على تلبية احتياجات مستفيديها وخاصةً النساء، كما ساهم في إيجاد ثقافة تحترم المرأة وتدرك إمكاناتها وقدراتها وتعترف بدورها شريكاً أساساً في جميع مناحي الحياة، و المحور الرابع هو تمكين المرأة تعليمياً وتشغيلياً وتجارياً من خلال جملة من القرارات المحورية أبرزها السماح للمرأة بالابتعاث لإتمام الدراسة، وهو قرار سنجني ثماره لأجيال قادمة -بإذن الله- من خلال تهيئة كوادر وطنية بعلوم متقدمة ومتطورة ومناهج وأساليب حديثة، مما يُسهم بإحداث نقلة جذرية في البيئة التنظيمية والثقافة المهنية في مختلف القطاعات .

 

لافتتان إلى أن رعاية الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يرحمه الله - لهذا النهج الإصلاحي مكنت المرأة من تبوؤ مواقع قيادية في كثير من قطاعات ومفاصل الدولة، فكرّم المبدعات من النساء في مختلف المناسبات بالأوسمة الرفيعة، ووجه باتخاذ العديد من القرارات المتعلقة بمشاركتها في النشاط التجاري وتشغيلها في القطاع الخاص؛ وأرسى بذلك قواعد ثابتة وراسخة للنهوض بالمرأة السعودية وتمكينها، و هذه القرارات تفتح آفاقاً جديدة للأجيال القادمة لتلامس بطموحاتها عنان السماء، ولاشك أن المستقبل أكثر إشراقاً للمرأة السعودية في ظل قيادة ودعم وثقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، هذا القائد التاريخي بحكمته وبصيرته وإنسانيته وشجاعته، له جزيل الخير والثواب من الله عز وجل ويحفظه لما فيه خير الوطن السعودي الحبيب .

 

كما أكدتا أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ يرحمه الله ـ كان أول ملك تبايعه المرأة، فعند توليه مقاليد الحكم حضرن منسوبات التربية والتعليم وبايعنه، فكانت هذه الخطوة الأولى التي أكدت للمرأة السعودية أن دورهن قد حان، وكأنه وجه لهن رسالة مضمونها: "حان دور المرأة"، كما أن الملك عبدالله وطّد الطريق للمرأة ومهده، لتبدع بعد أن كانت مهمشة تحت الظل، حيث فتح أمامها المجال، وجعلها تشارك بالتنمية، بل وتقلدت عددًا من المناصب القيادية، وفتح لها المجال في التعليم والابتعاث، إلى جانب اهتمامه بالمدن الجامعية للطالبات، واهتمامه بالكوادر التعليمية، وفتح المجال لها بالدخول في المجال السياسي والتمثيل الدولي لبلدها في المؤتمرات الدولية، وما زالت المرأة من ذوي الاحتياجات الخاصة والمتقاعدة بانتظار دعمه الذي سيصلها دون شك .

 

وقالتا إن المرأة السعودية تعيش الآن في عصرها الماسي، لا سيما بعد التمكين الذي لاقته في جميع النواحي التعليمية والصحية والسياسية والإنسانية والاجتماعية والاقتصادية، و الملك عبدالله - يرحمه الله - انتصر لقدرات المرأة التي كان يشكك فيها البعض بالسابق، حيث أعطاها الحق في الابتعاث، وفتح لها الأبواب داخل المملكة وخارجها، وكم من امرأة عينت في مناصب قيادية ودبلوماسية وأثبتت نجاحاتها وجداراتها بمزيد من الثقة، و لم يقتصر الدعم على المرأة العاملة والقيادية فقط، بل وصل أيضاً لربة المنزل والأمية ومتوسطة التعليم من خلال دعم برنامج الأسر المنتجة، وكذلك تأنيث محال المستلزمات النسائية، و المرأة أصبحت تدلي بصوتها بجرأة، وتؤدي الدور التوعوي في المجتمع، فهي الأم والطبيبة والمعلمة وربة المنزل، باختصار هي نصف المجتمع .

 

ولم تغفل  سمو الأميرتان روزان وريفال القفزات الواضحة التي تحققت عهد " أبي متعب " ـ يرحمه الله ـ للمرأة، حيث أكدتا أن المرأة السعودية لم تشهد مرحلة سابقة أكثر من مرحلته حكمه دسامة في إشراك المرأة، وفترته المباركة يجب أستُثمِرَت بنظرة متوازنة بلا فئوية أو مناطقية، و الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يرحمه الله - فتح الباب على مصراعيه لدعم المرأة والرجل في ظل تعاليم الدين الإسلامي والالتزام بالضوابط الشرعية، وما حدث من قفزات تجعلنا نحرص على الالتزام الشرعي، لنثبت لأنفسنا وللعالم أجمع أن المرأة السعودية على قدر الثقة، مشيرةً إلى أنهن لن ينسلخن عن دينهن إذا تولين أي منصب أو انخرطن في العمل. و المرأة السعودية لن تتحدى الرجل، فهي مكملة له وليست متحدية، وهي ليست في منطقة صراع، ويجب ألاّ نسمح بأن تكون المرأة في جبهة مضادة للرجل، فالمرأة السعودية مكملة لأشقائها، و نجاح مشروع تأنيث محال المستلزمات النسائية التي أثبتت فيها الفتيات حرصهن وتمسكهن بتعاليم الدين ليكونن واجهة مشرقة،  فالملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ يرحمه الله ـ عندما أعطى فرصة إثبات النجاح ومشاركة الرجل في دفع عجلة التنمية كان على يقين بأن المرأة السعودية تستحق ذلك .

 

واختتمت صاحبتا السمو الملكي الأميرتان روزان وريفال حديثهما بالإشادة باهتمام الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يرحمه الله - بالمرأة السعودية الأم، والذي لا يقل عن المرأة العاملة، و وجود الأم في المنزل هي العامل الأول في زرع الوطنية داخل نفوس أولادها ، فهي تلك التي تحتضن طفل الأمس لتخرجه رجل وامرأة المستقبل، ذاكرةً أن التربية هي من أولويات المرأة، لذلك هي تتحمل مسؤولية إنشاء جيل صالح يخدم المجتمع على عاتقيها، و أهمية زرع المرأة السعودية حب الأرض والوطن والوالي في نفوس أبنائها، فتبتدئ بنفسها أولاً وتُغري في أطفالها ذلك، ولا أجمل من حب الوطن شيء ، و يجب على المرأة الأم أن تشرح هذا الحب لطفلها وتترجم هذه العاطفة إلى مفردات توضح له أهمية كونه فردًا من هذا المجتمع، وأن عليه العطاء لهذا الوطن الغالي، و توجد أمثلة وأسماء نساء رفعن اسم الوطن عالياً دليل على دور أمهاتهن في زرع حب الوطن داخلهن، وأن خدمته واجبه على الجميع

Total time: 0.0515