وأخيراً قدم الرئيس الانتقالي منتهي مدة الولايه في فبراير 2014م استقالته التي لا يمكن لأي ممتهن للسياسة لا تسيره العواطف ألا يعتبرها (استقالة تكتيكية) قدمها لغرض العودة وبقوة للمنصب وليس لغرض المغادرة، استقالة (خلط الأوراق) حاولت إظهاره شخصاً تم الاعتداء عليه وعلى كرامته وعلى أسرته وعلى منزله وعلى ألوية حمايته وعلى جنوده الشخصيين، هذا كل ما أهتم له هادي، لكن حين تم الاعتداء على اليمن واليمنيين وعلى كرامتهم وعلى أسرهم وعلى منازلهم وعلى ألوية جيشهم كاملة وعلى كل الجنود والضباط في جنوب اليمن وشماله، لم يكن لكل ذلك قيمة لدى رئيس الأقلمة والتفتيت والهيكلة العظمية!!!منذ الاستقالة والعواطف تسيطر على عقول بعض اليمنيين، تعاطفوا مع هادي المحاصر ونسوا ألوية الجيش التي حوصرت حتى تم تصفية قادتها وجنودها ونهب أسلحتها، تعاطفوا معه لان ما يحدث انقلاب لكنهم نسوا أن فترة الرجل انتهت في فبراير وأنه أنقلب على إرادة الناخبين فمدد لنفسه عبر المرتزقة، تعاطفوا لإن جبلي النهدين سقطا ونسوا خطابه التاريخي (صنعاء لم تسقط ولم يكن لها أن تسقط) نسوا قهقهته فجراً (عمران عادت إلى حضن الدولة) نسوا أن من أقتحم النهدين هم أنفسهم من أطلق عليهم هو صفة (شركاء الجيش والأمن في المرحلة القادمة) تعاطفوا معه حين قتل من أسرته 11شخصاً كما زعم أحد موظفيه بدرجة مستشار فيما نسى المستشار والعاطفيون ألافاً قتلوا منذ تولى الشخص، نسي العاطفيون ذلك وأكثر وكان كل غضبهم لأن مهديهم المنتظر القابع منذ سنوات في بدروم السنينة قدم استقالته، والتي لن تغير من الواقع القبيح شيئاً سوى أنها ستخلص اليمنيين من سماع هذيانه المتكرر منذ3 سنوات (المعجزة – فاق التوقعات – العالم وقف مشدوهاً بالتجربة اليمنية- الحوار- التحول إلى الدول الأخرى(بلهجته)- مخرجات الحوار – الأقاليم السداسية – توزيع الثروة – اليمن الاتحادي – القادم أفضل) الخ الألفاظ التي صار أطفالنا يتهكمون على طريقة نطقها!!.
أما وقد حصلت الاستقالة والتي قدمت لغرض العودة وليس للرحيل، فإنها كشفت كثيراً من الأمور التي كنا نكتبها ونؤكد أن الرجل يديرها ويهندس مؤامراتها، صارت تلك الأمور حقائق بعد أن كان البعض يعتبر فضحنا لها تكهنات، وعلى رأس تلك الأمور التي صارت حقائق أن الرجل هو الداعم الرئيسي للحراك الجنوبي الابتزازي وهو الداعم الرئيسي للمليشيات في أبين وشبوه وحضرموت، ظهر جلياً أن المبتزين الجنوبيين زمرة وطغمة كانوا فقط مجرد موظفين لدى هادي يطلب منهم الخروج في مليونيات المطالبة بتقرير المصير وفك الارتباط كي يطيل فترة بقاءه في السلطة بداخل الشمال، صار جلياً أنه لم يكن يعنيه اليمن الشمالي الذي أختاره دون الجنوب ليرأسه دون كفاءه، صار جلياً أن الجنوبي النازح والهارب منذ86 في الشمال يهمه فقط أن يجمع من الشمال الغنائم ليرسلها إلى دولته الجنوبية!!.ظهر جلياً أن أخيه ناصر منصور وأبنه جلال عبدربه وأن الشدادي وصالح الجعملاني وعبدربه الطاهري وبن حبتور والعاقل والمجيدي وطالب، والنوبة وكل الجنوبيين الذين كانوا يتمتعون بالمناصب لم يكونوا يمثلون سوى الدولة العميقة التي أنشئها عبدربه وزمرته لتكون هي الوسيلة المثلى للابتزاز !!!.
سقط القناع عن القناع سقط القناع، ظهرت الأمور جلية (إما يحكم الزمرة أو سنبتزكم أكثر بخطوات عملية بالانفصال) حقائق كنا نكتبها منذ شهور، حذرنا من نقل صواريخ الأسكود إلى الجنوب حذرنا من نقل أغلب أسلحة الجيش وتوظيف كل أبناء أبين وشبوه ليكونوا مليشيات لعبدربه تقاتل لأجله حال طلب منه ترك السلطة ولو عبر الانتخابات!!
شكراً أيها المنتهي الولاية منذ سنة فقد كشفت استقالتك أنك بالفعل عشقت السلطة فجمعت فيها من الغنائم الكثير والكثير فجعلت أسرتك وأبناء دثينة أثرياء دون أدنى أحقية، شكراً لأنك أثبت لكل من له بصيرة أن شعاركم هو (إذا لم نحكمكم فسندمر البلد)!!!شكراً لكل الظروف السيئة التي جعلت المؤامرات الخفية ظاهرة، تباً لكل من لازال يدافع عن هذا الكائن الذي جاء ليسرق ويخرب ويدمر يمننا ثم يذهب ليتنعم بكل مانهبه، سحقاً له ولزمرته ولسنواته الثلاث العجاف، فليذهب إلى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليه وليستحي وليسكت المدافعين عن صانع أقبح سنوات اليمن منذ ألاف السنين
إما يعود هادي أو ندمر البلد!
اخبار الساعة - وضاح حسين المودَّع