ذكرت صحيفة محلية، أن المعلومات تتضارب بشأن مصير قوات الاحتياط العام، أحد أقوى التشكيلات العسكرية في الجيش اليمني، ومقرها في جنوب العاصمة صنعاء.
ونقلت يومية "الشارع" في عددها الصادر الخميس، عن مصادر عسكرية مختلفة إفادتها، أن مسلحي جماعة الحوثي تمكنوا من وضع أيديهم فعلاً على قوات الاحتياط بأساليب توزعت بين المفاوضات مع قيادة هذه القوات لاختراقها، بدعوى الشراكة أو الرقابة الثورية، أو الاقتحام دون أي مقاومة من قبل الجنود.
وأضافت المصادر، أن "عشرات الأطقم العسكرية التابعة لمسلحي جماعة الحوثي، والتي كانوا قد استولوا عليها من عدة معسكرات اقتحموها خلال الفترة القليلة الماضية في العاصمة صنعاء، انتشرت في عدة أماكن داخل ألوية قوات الاحتياط، الواقعة في منطقة السواد جنوب العاصمة".
غير أن معلومات ومصادر عسكرية أخرى نفت سقوط ألوية قوات الاحتياط في قبضة مسلحي جماعة الحوثي، وأن كل ما في الأمر هو أن عدداً من المسلحين جاؤوا الثلاثاء، ودخلوا إلى مستشفى 48 وتمركزوا فيه.
ونقل موقع "26 سبتمبر نت" الناطق باسم وزارة الدفاع، عن مصدر مسؤول في مكتب اللواء علي الجائفي، قائد قوات الاحتياط أن هذه الأخبار لا أساس لها من الصحة وهدفها الإثارة والتضليل.
وقال مصدر عسكري مطلع للصحيفة إن مسلحي جماعة الحوثي انتشروا حول معسكر 48 (مقر قوات الاحتياط الواقع على المدخل الجنوبي للعاصمة صنعاء)، وطلبوا من قائد قوات الاحتياط، اللواء علي الجائفي، إدخال عدد منهم لـ"الرقابة الثورية" داخل هذه القوات، فرفض الأخير؛ إلا أنه رضخ فيما بعد لهذه المطالب.
وأوضح المصدر، أن اللواء الجائفي وافق على تجنيد 500 مسلح من جماعة الحوثي في معسكر ضبوة، الذي يقع مقابل معسكر 48، ويتبع قوات الاحتياط كما وافق على تعيين أحد مسلحي الجماعة رئيساً لعمليات "الاحتياط".
وأفاد المصدر، أن الـ500 مسلح، الذين وافق الجائفي على تجنيدهم في معسكر ضبوة، سيتم إحلالهم بدل جزء من الفرار، مشيراً إلى أن الجماعة فرضت على الجائفي تعيين رئيس لعمليات الاحتياط شخصاً يدعى (ع.ج)، الذي ينتمي إلى "بيت حاضر"، التابعة لـ"سنحان"، ويحمل رتبة نقيب، وكان مديراً لميز الضباط والجنود عام 2005 في معسكر 48.
وقال: "هذا الشخص غير مؤهل لتولي منصب رئيس عمليات قوات الاحتياط؛ فهو كان مدير ميز الضباط والجنود؛ إلا أن الحوثيين مصرون على تعيينه ويقولون إنه من قاد ثورة 21 سبتمبر التابعة لهم. وطلب الحوثيون من الجائفي تجنيد مئات منهم، لأنهم اكتشفوا أن هناك أكثر من 5 آلاف جندي فرار من قوات الاحتياط تأخذ رواتبهم قيادة هذه القوات وتجند بدلاً عنهم، بشكل سري، من قرية ومنطقة الجائفي، وعرف الحوثيون هذه المعلومات عبر الشؤون المالية لهذه القوات".
وأوضح المصدر، أنه تم الثلاثاء الماضي، إدخال العشرات من مسلحي الحوثي إلى مقر قيادة قوات الاحتياط، وتوزعوا على جميع الشعب والتخصصات فيها، للقيام بمهام "اللجان الثورية" الرقابية التابعة للجماعة، كما تمركز عدد منهم للمشاركة مع الجنود في حراسة بوابات المعسكر ونوباته.
وأضاف: "الجائفي ما زال يرفض دخول هؤلاء المسلحين، وتواصل مع قيادات من جماعة الحوثي لمراجعتهم من أجل سحب هؤلاء المسلحين بحجة أنه لم يقاتل جماعة الحوثي والتزم الحياد أثناء مقاتلتها للواء علي محسن الأحمر، ثم لقوات الحماية الرئاسية، إضافة إلى أنه اعتمد للجماعة تجنيد 500 من مسلحيها في معسكر ضبوة. وتوزع عدد من مسلحي الجماعة في الدائرة المالية لقوات الاحتياط لمراقبة جميع عمليات الصرف المالية، ويخشى الجائفي من ذلك؛ كون الجماعة ستتدخل في عملية الصرف المالية, وستفرض عليه رقابة كبيرة لن يتمكن معها من الصرف المالي كما يريد".
وقال للصحيفة مصدر طبي في مستشفى 48 إن العشرات من مسلحي جماعة الحوثي سيطروا على المستشفى تحت مسمى (فرض الشراكة)، وكلفوا أحدهم بالإشراف على "اللجان الثورية"، في المستشفى، وقيل إنه يدعى (أبو عمار)، مشيراً إلى أن المستشفى، والذي يقع بالقرب من ألوية الاحتياط، بات تحت سيطرتهم".
في حين قال مصدر عسكري ثان: "حصلنا على معلومات تشير إلى أن اللواء الركن علي الجائفي، قائد قوات الاحتياط، التقى قبل ثلاثة أيام بعدد من ممثلي جماعة الحوثي في مكتبه بقيادة الاحتياط، وطلبوا منه تجنيد ما نسبته 350 جندياً تابعين للجماعة، بالإضافة إلى إشراك ممثلين لهم في الشعب والدوائر العسكرية، مشيراً إلى أن الجائفي وافق على مطالبهم شريطة أن يعطوه مهلة بالنسبة للتجنيد".
وأضاف: "طلب الجائفي من ممثلي جماعة الحوثي الانتظار حتى تأتي حصة الاحتياط من التجنيد، والتي عادة ما تتم عملية التوزيع من قبل وزارة الدفاع، وبالتحديد قطاع القوى البشرية في الوزارة، وأكد لهم بأن حصة الاحتياط ستكون من نصيب جماعة الحوثي".
وقال مصدر عسكري ثالث: "اليوم(الأربعاء) وجه الجائفي بتسليح كتيبة (ك3) التابعة للواء الرابع والتي تقع بالقرب من قيادة الاحتياط"، مضيفاً صرفوا لهم البنادق والذخائر كما تم تسليح اللواء 61 بأسلحتهم الشخصية والذخائر".
وأوضح المصدر، أن الجائفي وجه قادة الألوية والكتائب العسكرية بمنع خروج الجنود والاستعداد لأي طارئ.