دعا وزير الإدارة المحلية بالحكومة المستقيلة, عبد الرقيب فتح، المواطنين إلى تنظيم وقفة احتجاجية الخميس أمام منزله بالعاصمة صنعاء لرفع الحصار المفروض عليه من قبل المسلحين الحوثيين منذ أسبوع.
ووجه الوزير عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك "دعوة لكل المواطنين والأحرار والرافضين لظلم الإنسان وحصار الأطفال والنساء التظاهر أمام منزله لفك الحصار عنه".
وتأتي هذه الدعوة بعد فشل مناشدات الوزير للجهات المختصة والمنظمات الحقوقية بالتدخل والمحامين برفع دعوى قضائية باسمه ضد محاصريه, إلى جانب عجز حزبه التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري عن فعل شيء عدا بيان صحفي واحتجاج سياسي لأمينه العام.
وقالت مصادر مقربة من الوزير للجزيرة نت إن مسلحي الحوثي يمنعونه من مغادرة منزله، ويقومون بتفتيش الداخل والخارج معتبرين وجودهم حماية للوزير.
ووجد الوزير في فيسبوك وسيلته الوحيدة لكسر العزلة المفروضة عليه وإبقاء جسور التواصل مع الناس, حيث ينشر فيها مناشداته ودعواته ويوافي متابعيه بأي جديد يطرأ عليه، وكان آخره انفجار قنبلة ألقاها مجهول أمام منزله يوم الاثنين ما أدى لإصابة شخصين أحدهما من حراسته.
مسلحون حوثيون بملابس عسكرية على متن شاحنة أثناء دورية أمنية بشوارع صنعاء (أسوشيتد برس) |
حصار مطبق
وكانت حكومة خالد بحاح قدمت استقالتها يوم 22 يناير/كانون الأول الجاري بعد عجزها عن القيام بدورها في ظل سيطرة الحوثيين على مؤسساتها والتحكم بمقاليد الأمور على الأرض، قبل أن يتبعها الرئيس عبد ربه منصور هادي ويقدم استقالته لمجلس النواب لتدخل البلاد فراغا سياسيا غير معروف تداعياته.
ومنذ ذلك التاريخ، يفرض الحوثيون حصارا على منزل الرئيس وعدد من وزراء حكومته ويمنعونهم من الدخول أو الخروج ويفتشون الزائرين، ومن أبرز الوزراء وزير الدفاع اللواء الركن محمود الصبيحي ووزير الشؤون القانونية محمد المخلافي قبل أن يرفعوا عنه الحصار الاثنين.
ومع انهيار مؤسسات الدولة خاصة الأمنية والعسكرية، لم يجد الوزراء غير المواطنين لفك الحصار عنهم وكسر عزلتهم بعد تحول منازلهم إلى مزارات شبه يومية يقصدها الزائرون من مختلف الانتماءات من باب التضامن والتنديد بما يتعرضون له.
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن, جمال بن عمر ، قال في اتصال هاتفي مع قناة الجزيرة مساء الثلاثاء إن الحوثيين يطوقون منزل الرئيس المستقيل ويفتشون كل من يدخل إليه، وإن عددا من الوزراء تحت الإقامة الجبرية.
دعوة وهدف
بدوره, اعتبر مختار الرحبي الصحفي بمكتب الرئيس المستقيل دعوة وزير الإدارة المحلية أمرا طبيعيا في ظل غياب وانهيار مؤسسات الدولة، ولا سبيل غير تحرك المواطنين لفك الحصار عن المنزل.
وأرجع الرحبي، في حديث للجزيرة نت، الهدف من حصار الحوثيين لمنزل الرئيس وأعضاء حكومته إلى ممارسة الضغوط على القوى السياسية التي ينتمون إليها أو الجهات الداعمة لهم لقبول خيارهم بتشكيل مجلس رئاسي لإدارة البلاد.
كما أشار إلى أن الحوثيين "سقطوا أخلاقيا بهذه الأعمال وظهروا على حقيقتهم أمام الجميع باعتبارهم عصابة مسلحة تفرض ما تريد بقوة السلاح".