خطف مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن الاضواء من ازمة الحكم في اليمن وسط انتظار السياسيين عودة الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني الى صنعاء. وتم تشديد الحراسات والتدابير الامنية حول المباني والمقرات الديبلوماسية والشوارع المؤدية اليها. ولوحظت اجراءات امنية مشددة جداً حول مبنى السفارة الاميركية والسفارات الغربية والخليجية بعد إعلان الرئيس الاميركي باراك أوباما عن قتل أسامة بن لادن في عملية عسكرية خاطفة في باكستان.
وتتحسب السلطات الامنية اليمنية من عمليات إرهابية إنتقامية ينفذها انصار بن لادن وعناصر «القاعدة» ضد المصالح الاميركية والغربية وغيرها في اليمن، الخاصرة الضعيفة في الحرب على الارهاب.
وكان مسؤول يمني رحب أمس بالعملية الاميركية التي أدت الى مقتل بن لادن، معربا عن أمله في أن «تؤدي الى المزيد من الاجراءات الرادعة للقاعدة في كل أنحاء العالم، والى اقتلاع التشدد من جذوره».
وقال المسؤول اليمني لـ«الحياة» إن مقتل بن لادن «يُعد انجازاٌ مهماٌ وانتصارا لجهود مكافحة الارهاب، خصوصاٌ أن الحكومة لا تزال تخوض حرباٌ شرسة ضد القاعدة وأنصار بن لادن في اليمن. ونأمل بان يكون مقتله بداية النهاية للارهاب في شتى انحاء العالم».
وتخشى السلطات اليمنية أن تستغل عناصر «القاعدة» في اليمن الاوضاع السياسية والامنية المضطربة بسبب الأزمة الراهنة بين السلطة والمعارضة لشن عمليات إنتقامية ضد المصالح الاميركية والغربية وغيرها رداً على مقتل زعيم التنظيم الذي يحظى بأنصار يمنيين، ومن جنسيات مختلفة في إطار ما بات يعرف بتنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» الذي يتخذ اليمن قاعدة ويواصل منها تنفيذ هجمات إرهابية ضد قوات الامن والمراكز الامنية في عدد من المحافظات.
ويسود الامل أوساط اليمنيين بأنفراج قريب لأزمة الحكم من خلال المبادرة الخليجية، التي أقرها المجلس الوزاري لوزراء مجلس التعاون الخليجي عبر ترتيب انتقال سلمي للسلطة وتنحي الرئيس علي عبد الله صالح خلال 30 يوماٌ من تاريخ التوقيع على المبادرة الخليجية، في ضوء قرار المجلس الوزاري الخليجي الاحد معاودة المحادثات مع طرفي الأزمة لانجاح المبادرة وتوقيع الاتفاق المنبثق عنها.
ومن المتوقع أن يصل الى صنعاء الامين العام لمجلس التعاون الخليجي خلال ساعات لمعاودة الجهود الخليجية بعد يومين من فشل محادثات السبت في صنعاء وعدم الحصول على توقيع الرئيس صالح وأحزاب المعارضة على الإتفاق.
ويتخوف اليمنيون من تداعيات تصعيد الأزمة الراهنة التي باتت تشكل قلقا واسعاٌ بين اليمنيين وأن يؤدي عدم التوصل الى مخارج سلمية الى تفجير مواجهات دموية بين الفرقاء وانزلاق اليمن الى الفوضى وانهيار مقومات الدولة.
من جهة ثانية نقلت وكالة «فرانس برس» عن مصادر عسكرية وقبلية في عدن ان الجيش انسحب من معسكر في محافظة لحج اثر مواجهات مع مسلحين من القبائل اسفرت عن مقتل جنديين وشخص آخر.
وقال ضابط في قوات الحرس الجمهوري، التي يقودها نجل الرئيس علي عبدالله صالح، ان «المواجهات مع مسلحين من القبائل بدأت مساء الاحد واشتدت اليوم (امس) ما اسفر عن مقتل جنديين واصابة ثلاثة آخرين».
واضاف «نتيجة حدة المعارك وتعاطف قبائل اخرى مع المهاجمين، اضطررنا للانسحاب عصر الاثنين حفاظاً على ارواح الجميع فاخذنا السلاح وغادرنا المعسكر».
وقال الشيخ صالح اليافعي: «نحن قبائل يافع في لبعوس والحدى تمكنا من السيطرة على معسكر جبل العر بعد مواجهات عنيفة دامت اياما»، مشيرا الى مقتل احد المسلحين واصابة اثنين آخرين. واضاف «لم ندخل المعسكر حتى الآن، خشية وجود متفجرات او الغام او تعرضنا لقصف جوي لكنه يقع تحت سيطرتنا». وذكر ان «اكثر من سبعين جنديا سلموا انفسهم واطلق سراحهم فورا وفقا لاعراف القبائل».
واكد شهود عيان خروج «قوات عسكرية كبيرة عصرا من معسكر العر في اتجاه البيضاء».