حوار مع مؤسس شبكة و منتدى القصة العربية الأديب السعودي: جبير المليحان
* موقع و منتدى القصة العربية حلم لم يكن إلا لي ، لكنه حلم مشروع، لذلك التقى بأحلام المبدعين.
* الورق جزء هام من ذاكرة البشر، و لا يمكن التخلي عنه بسهولة.
* نعمل حاليا (مايو) على الاستعداد لإطلاق النسخة الرابعة من ( شبكة القصة العربية
*على من يود الكتابة للطفل أن يتقمص رؤيته
"دائما يسكننا الحلم.. مثل هدهد يقرّب المسافات و يقدّم البشرى، دائما كنّا نحلم ببيت جغرافي كبير لأفئدتنا" كلمات دوّنها مؤسّس شبكة ومنتدى القصة العربية الأديب السعودي جبير المليحان في صفحة من صفحات الكتاب الورقي الصادر عن شبكة القصة العربية، أمّا نحن فنقول ليس فقط كالهدهد يقرّب المسافات إنّما نهر يجري بمائه العذب و يبعث الحياة على ضفافه خضرة و زرعا، إبداعا و رقيّا حضاريا . الأديب جبير المليحان الذي يعتبر من جيل الروّاد إذ بدأ إنتاجه القصصي في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات من القرن الماضي، يكتب القصة القصيرة و القصة القصيرة جدا و يعنى بأدب الطفل. هذا الرجل النّهر لا يكتفي بالكتابة فحسب بل يعمّم الخير و يفيضه على الجميع ، ابتداء من الأطفال رجال الغد الذين أهدى لهم كتابه الهدية الذي طبع في 150ألف نسخة وزعت مجانا على الأطفال إلى الإنجاز الرائع الذي حققه و هو تأسيس موقع و منتدى القصة العربية عام 2000م فبذل من ماله و من جهده لرعاية القصة العربية و التقريب بين الكتّاب العرب و منحهم فرصة الاطّلاع على فنّ القصة في كل قطر من الأقطار العربية فاستقطب كبار الكتاب و المبدعين العرب وصل عدد المتصفحين للموقع إلى 21مليون قارئ. هذا الموقع شدّ اهتمام هيئات ثقافية عربية و غير عربية. هدوء، سعة صدر عين تكاد لا تنام تتابع كل صغيرة وكبيرة في المنتدى، حسن الإدارة للموقع والمنتدى، التواضع، الأخلاق العالية، وسعي لخلق تواصل بين الكتّاب العرب من مختلف الأقطار العربية، رقيّ في التعامل مع هؤلاء الكتّاب كلّها ميزات استطاع بها الأديب جبير المليحان أن يكون محلّ احترامهم و تقديرهم.
الأديب جبير المليحان لديه عدّة مؤلفات:
كتاب الهدية: قصص للأطفال عام 2003 طبع منه 150ألف نسخة
مجموعة قصصية: الوجه الذي من ماء 2008
و مجموعة ( قصص صغيرة ) عام 2009
و مجموعة أخرى قيد الإعداد.
أصدر عن شبكة القصة العربية الكتاب: الأوّل (قصص من السعودية) لسبعين قاصّة و قاصا من السعودية، ويتم الترتيب للكتاب الثاني ليضمّ مئة وعشرة أسماء و قصص من مختلف الدول العربية. عيّن بقرار صادر من وزير الثقافة والإعلام السعودي عضوا في مجلس إدارة النادي الأدبي ثمّ تمّ انتخابه من قبل المجلس رئيسا للنّادي الأدبي بالمنطقة الشرقية.
يشرّفنا من خلال هذه الإطلالة أن نتقرّب من الأديب الكبير جبير المليحان ، كما ننهل من النهر العظيم.
- يقال بأنّ موقع الشبكة العربية كان حلمك منذ سنوات الشباب و كثيرا ما ردّدت الحلم أمام الرفاق و الأصدقاء و أنت في البدايات مع الكتابة و الإبداع، تمسّكت بالحلم و ناضلت من أجل تحقيقه ، هل كنت ترى في تأسيس الشبكة ضرورة ملّحة في إطار أوضاع صعبة متعلقة بالنشر و التوزيع أم أنّ الحلم كان أكبر؟
- كلما اقتربنا من أحلامنا اتسعت؛ ذلك ما أردده لنفسي، فبدون الحلم لا يمكن أن ننظر إلى الأمام. و كل تنفيذ لخطوة أخرى من حلم ما تتسع الخطوات لتمتد إلى أفق أرحب. وما كان حلما للذات يصبح شجرة تتسع لأعشاش الآخرين. وهكذا، تم فتح الفضاء بدون أية منّة من أية سلطة رقابية، فطارت الكلمات إلى فضاء مفتوح، وهي تبتسم للقيود التي خلفتها. حلمي لم يكن إلا لي، لكنه حلم مشروع، ولذلك التقى بأحلام المبدعين. ولم يكن لي الفضل في أي شيء غير أن أهيئ خيمة الكلمة بدون جدران الحدود بين من يبدعون بالضاد.
- سنوات مرّت على تأسيس الشبكة، كيف تقيّمون التجربة؟
- في السادس من أبريل القادم نكمل العقد الأول من عمر الشبكة ـ عشر سنوات ـ المرحلة التطويرية الرابعة، وعليه فأنا أرى أن حديقتنا تتسع دائما، لأن إبداعنا العربي ( السردي) يتنامى ويتطور، و متى ما وضعنا حدا أعلى أعلنّا النهاية، وهذا لن يحدث.
- لم تكتف بالنشر الالكتروني و أصدرت الشبكة نسخة ورقية، و تجهز للنسخة الثانية، هل يعني هذا الوفاء للورق في عصر النشر الالكتروني؟
- الورق جزء هام من ذاكرة البشر، و لا يمكن التخلي عنه بسهولة، ولدينا في موقع القصة العربية ما يزيد عن ثلاثة عشر ألف نص قصصي، تزداد مع الأيام، ولذلك سيكون النشر الورقي رديفا للإلكتروني .
- و كيف يتمّ اختيار النصوص و الكتّاب الذين يحضون بفرصة النشر في الإصدارات الورقية للموقع؟
- في الكتاب الأول، طلب منّا الأخوة في وزارة الثقافة والسياحة اليمنية أعداد كتاب عن كتاب القصة السعوديين، ليكرم في عاصمة الثقافة العربية ( صنعاء) عام 2004، وقد تم ذلك، ونحن نشكر الوزير الجميل الأستاذ خالد الرويشان، و زملاءه على تكريم الأدب.
في الكتاب الثاني، كان من أهم الشروط موافقة كاتب النص، ثم الأولية في العضوية في الموقع، وعند صدور الكتاب الثاني سنعلن عن الثالث وهكذا.
- 21مليون قارئا و أكثر يتصفحون الموقع، هذا شيء يحفزّكم للتقدّم أكثر فماذا عن مشاريعكم المستقبلية؟
- نعمل حاليا (مايو) على الاستعداد لإطلاق النسخة الرابعة من ( شبكة القصة العربية ) التي تشمل: موقع القصة العربية، منتدى القصة العربية، المدونات، والجريدة الثقافية، وستكون ضمن بوابة تفاعلية جميلة تستخدم أحدث التقنيات في النشر الإلكتروني.
- نعود للأستاذ جبير المليحان الأديب ،لديك أسلوبك الأخاذ والآسر في القصة القصيرة والقصيرة جدا ، حدّثنا عن تجربتك في عالم السرد.
- بدأت كتابة القصة ـ دون فهم لها ـ في المرحلة المتوسطة. بعد الثانوية بدأت أكتب الكثير منها، و أجرب، و ما زلت أجرب أيضاً. السرد يعطيني مساحة حرية واسعة للتعامل مع الكلمات، ورسم المعنى الذي أريده. في منتصف السبعينات، جربت كتابة نصوص قصيرة جدا؛ مختزلة، و مكثفة، تعتمد ( اقتصاد اللغة )، و تتكئ على الكلمة، وليس الجملة، و أسميتها ( القصة الصغيرة)، وقد أصدرت العام الماضي مجموعتي ( قصص صغيرة ) والتي تحتوي على هذا الجنس الأدبي المميز .
- هذا الاهتمام بالطفل بالكتابة له في أحلى أسلوب و بأجمل إخراج و تقديم الكتب في النهاية بالمجان، هل هي محاولة منك لتوعية المجتمع بأهمّية الكتاب بالنسبة للطفل؟
- الكتابة للطفل صعبة؛ فحتى تنجح عليك أن تكون طفلاً في رؤيتك و أحاسيسك و أنت تكتب. الأطفال يرون الحياة بلون مغاير، وبسيط، يختلف عن رؤية الكبار؛ إن الحياة بالنسبة لهم لعبة جميلة، وكل شيء يمكنه التحدث والضحك و التواصل والبكاء. و لذا على من يود الكتابة للطفل أن يتقمص رؤيته، وأن يكون دقيقا في اختيار مفرداته، وألا يكون مباشرا أو واعظا، أو أن يتدخل في النص باعتباره الفاهم الكبير! القصة الموجهة للطفل تنجح إذا كتبت وفق الخصائص النفسية ومراحل النمو العقلي للطفل.
- ماذا عن المشهد القصصي السعودي؟
- يتنامى المشهد القصصي السعودي بشكل جميل جدا، والقصة القصيرة تتسع في مساراتها ، وتطرق أبوابا كثيرة وجديدة، وسط تحولات كبيرة في مجتمعنا بين رافض للجديد، ومدافع، وداعٍ له .
- كلمة للكتّاب و المبدعين في الجزائر.
- يشارك كتاب كبار، ومرموقون في شبكة القصة العربية، ونلتقي مع الأشقاء الكتاب والمبدعين الجزائريين في الهم والطموح والآمال في غد يتسع فيه ضوء الحرية، ويطبق القانون العادل، وتتحول جداول الديمقراطية إلى أنهار