وعاد هادي إلى المشهد مجدداً، بعد أن حلف أيماناً مغلظة أنه لن يعود وأنه أقتنع من السلطة، عاد ليمارس نفس أدوار الدجل والكذب وترداد خرافات الأقلمة هي الحل ومخرجات الحوار هي الفردوس وأنه يريد تطبيقها وأنه سيلتزم بما عاهد به الشعب، ويعلم الله ماهي عهوده التي أوفى بها غير الأوهام!!أحد قادة حزب الإصلاح قال أن (هادي بطل قومي يمني)!!! يتعلق حزب الإصلاح بوهم هادي ويلمعه بعد كل مقلب ينفذه الرجل ضد الحزب وبعد أن يهاجمه بشده بعد كل لطمة يتلقاها منه، يلي الإصلاح في عشق هادي بعض الأحزاب (أبو موتور سيكل) أحزاب عدد أعضاءها أقل من الحواس الخمس يلهث قادتها خلف المناصب والسيارات المصفحة الهادوية، أيضاً من أكثر المطبلين لهادي حراك الابتزاز الجنوبي الذي خفت صيته بمجرد حصار داعم الحراك هادي ونجله وأخيه، هادي مثله مثل أي واصل لمنصب الرئاسة في دول العالم الثالث له مناصريه لأنه يدفع لمن يناصره، ليخسر أولئك المناصرون بغياب واهبهم المال كثيراً، لن يعدم هؤلاء مصطلحات وتبريرات تخفي الحقيقة وتزعم أنهم لا يهمهم سوى المبادئ، المبادئ هي الشماعة الأرخص في يمننا وكل من يريد أن يظهر بطلاً وهو مرتزق فعليه أن يردد أنه صاحب مبدأ!!!أكثر وأرخص الأشياء في بلدنا هم قادة الأحزاب وبالذات حين يشعرون أنهم يفقدون امتيازات وهبهم رئيس الدولة كيف لا وقد ذاقوا فراولة المال المدنس من الخزينة العامة، يعلم هادي ذلك جيداً ولذا مدد أبو جلال ولم يبال!!.
في المقابل تسير العاطفة اليمني العادي كثيراً فيقرر الفرار من المليشيا التي سيطرت على بلده إلى صانع المليشيا ومسهل عملها والمشرعن لكل مافعلته، نسي هؤلاء العاطفيون سريعاً عبارات السجع (عمران عادت إلى حضن الدولة) و(صنعاء لم تسقط ولم يكن لها أن تسقط) و(الحوثيون شركاء الجيش والأمن في المرحلة القادمة) نسوا مأساة تهجير أبناء دماج التي كانت هي الشرارة لكل المآسي التي نعيشها حالياً، نسوا إدخال هادي للمليشيات لتمارس العمل السياسي في مؤتمر الحوار قبل تسليم سلاحها، نسوا كذبات هادي التي لا يسعها كتاب حتى لو كان من عشرين مجلداً، نسوا فساد هادي الذي أزكم الأنوف، نسوا حقارة تسهيله لنجله ليدير إعلام الدجل والكذب في اليمن، نسوا فساد المعونات السعودية والقطرية التي دخلت جيب هادي والثقب الأسود لجلال نجله، نسوا مناطقيته وعنصريته في كل تعييناته، نسوا تدميره للجيش بزعم الهيكلة ، نسوا كذباته المليار واخرها قبل أسبوعين حين أدعى أنه يصارع الموت ليظهر أمام الكاميرات قبل أيام صحيحاً لايعاني سوى من حرمان الظهور الإعلامي، نسوا أن سنوات من عهده أعادت اليمن قروناً وحولته بالفعل ليصير مثل الدول (الأخرى) بطريقة نطق الرجل أي بفتح الألف، وسار اليمن في عهده إلى (الإمام) بكسر الألف فصرنا نشاهد عهد الأئمة في القرن الحادي والعشرين، نسي الجميع أن هادي أغتصب السلطة ولم يجر انتخابات في فبراير قبل عام بحسب المبادرة التي قبل بها الشعب بهذا الشرط أي سنتين فقط، بل يردد البعض أنه رئيس شرعي، بزعم أن مرتزقة موفنبيك كما قيل اتفقوا على التمديد له، المرتزقة غير الشرعيين أصلاً وغير المفوضين أو المختارين من الشعب وهبوا له تمديداً وهم لايملكون ذلك أصلاً، اغتصبوا إرادة اليمنيين التي تمنح الشرعية والتي لامقياس لها سوى صناديق الاقتراع، هادي غير الشرعي قانوناً يفرح به البعض حالياً بغضاً في المليشيات التي أستقدمها هو لضرب خصومه فخرجت على النص وداسته بعد أن تمكنت!!.
يمكن لكل متابع أن يقتنع تماماً أن المؤمن لايلدغ من جحر مرتين، ماعدا اليمني يلدغ من لسعات هادي ألف مرة بل يرحب بالثعبان ليكرر لدغاته بتلذذ، يا أمة ضحكت من جهلها الأمم تذكروا أن تجريب هادي المجرب خطأ والتصحيح بهادي الملوث خطأ مرتين فهل من مدكر؟.