وعلى الرغم من تهديدات المسؤولين بمحاسبة القائمين على تعذيب الحيوانات، فلا تزال مقاطع الفيديو التي تحتوي على التعذيب تتكرر كل فينة وأخرى على مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبح مرتكبوها يتسلوْن بفعلتهم ويوثقونها بالتصوير لِبَثّها؛ حتى بات الأمر يقترب من حد الظاهرة، وهو ما ينافي القِيَم الحضارية والإسلامية والإنسانية التي تحثّ على ضرورة الإحسان إلى الحيوان حتى حال ذبحه.

 

وفي الفيديو الأخير، يظهر أحد الأبناء خلال التصوير وهو يطالب والده بتكرار تصويب النار تجاه الجمل، في مقطع أثار غضب واستهجان رواد مواقع التواصل؛ مطالبين بتدخل الجهات المختصة للقبض على مرتكب هذا الفعل الذي وصفوه بأنه من الجرائم التي تستحق العقوبة؛ اعتراضاً على تعذيب وقتل الجمل بهذه الصورة التي وصفوها بالوحشية وعدم الضمير.

 

من جهته، علّق الباحث الاجتماعي عبدالله العمري على حادثة قتل "الجمل" بالرصاص بأنه تعذيب للحيوان دون مبرر، ويدخل ضمن الجرائم الخطرة، وقد يتأثر من الحادثة أبناء الأب الذين كانوا برفقته؛ فيتحول سلوكهم إلى عدواني تجاه الآخرين.

 

وأضاف: ما يقوم به مرتكبو هذه الأفعال لا يخلو من الاضطرابات السلوكية التي تجعلهم -لا شعورياً- يرتكبون أفعالاً عدوانية تجاه الحيوانات؛ مشيراً إلى أنه لا مبرر لأفعالهم، وأن البعض منهم قد يحتمل ارتكابه جرائم تجاه البشر؛ معتبراً أن ما يحدث من نشر لهذه المقاطع كل فترة أمر يحتاج إلى دراسة وتدخل جادّ من الجهات المختصة لمنع تكرار هذه الأفعال المنافية للإسلام، ولتفادي تكرارها في المستقبل، ولحماية الحيوانات من التعذيب الذي طالها بأشكال وطرق متنوعة الفعل.