اعتبر الكاتب والمحلل السياسي اليمني سامي نعمان صدور قرار جمهوري بتعيين العميد ثابت جواس قائداً لقوات الأمن الخاصة، يحمل علامات بؤس وتعاسة وخسة هذا الرئيس وفهلوته،وعجز خياراته، خصوصاً أن جواس كعسكري محنك كان أولى بمنصب في قيادة منطقة عسكرية وليس في جهاز أمن أقرب للتعامل مع المدنيين والمهام الخاصة..
مضيفا بان هناك العشرات من الضباط الأمنيين المحترفين الجديرين بمنصف قائد قوات الأمن الخاصة بعدن، عوضاً عن استيراد قائد عسكري متخصص في الجيش.
مؤكدا بان لهادي الحق كرئيس شرعي في تعيين جواس قائداً، خصوصاً أنه لم يكن ضده أي حكم أو إدانة، لكن مجرد إشهاره في وجه الحوثيين وتكريس خصومته معهم، هو وجه الخِسَّة والنذالة..
وأشار نعمان إلى النذالة والخسة تجلت في أبشع صورها من خلال تعيين جواس قائد للقوات الخاصة في عدن وذلك بشكل أخر يختلف يختلف عن الخطوات المتخذة من قبل هادي في صنعاء وعمران وقبلها في دماج .
وقال تجلت الخسة ذروتها قبحاً في ترك لواء عسكري ترك يستباح حتي يقتل قائده وتنهب معداته، ثم يذهب رئيس الدولة إلى عمران ليشهد زوراً أنه استعاد سلطة الدولة عليها.
الأغرب أن يأتي بعض مشجعي الانتكاسات المتمثلة في شخص هادي، ليثيروا خبر تعيين جواس وكأنه انتصار للقضية الوطنية.
وتابع ذلك حظ هادي في هذا الموضوع، الذي يعزز مع كل فرصة تاريخية ساقتها الاقدار اأو المخططات لانقاذ البلاد أن من الحماقة التعويل عليه كقائد ورئيس في ابسط الأمور.. ورغم ذلك نستمر في الحماقة كثير منا، أملاً في أن يكون رئيساً لأجل السلم الأهلى فيما يمضي طريقه بوعي أو بدون وعي مع أنداده الطائفيين في الشمال لإنجاز مشروع الاقتتال والاحتراب الأهلي والطائفي.
واستطرد نعمان إذا كان الحوثيون يتحسسون من تعيين العميد ثابت جواس، فالأولى أن يتحسسوا من حليفهم وزعيمهم علي عبدالله صالح، صاحب قرار الحرب والسلم حينها. أم أن جموح الثأر والانتقام مناطقي ومذهبي وعنصري أيضاً.
وأشار نعمان بقوله إذا كان علي عبدالله صالح حليفهم، وبما أن جواس كان احد رجاله في صعدة، كغيره من القيادات، فالأولى أن يكون جواس حبيب قلوبهم أيضاً، خصوصاً أنه لا ينتمي لحزب الإصلاح..
موضحا بان جواس كان يعمل قائداً في إطار ألوية الجيش، ولم يكن بينه وبين حسين الحوثي ثأراً شخصياً.
ولفت نعمان بان جواس قائد عسكري بلا إيديولوجيا، وكل ما وقع، إن كانوا ينفذون أجندة انتقامية، أو ثأرية، فإن من يتحمل مسؤوليته هو نظام سياسي بأصحاب القرار فيه، وليس أفراد.
واعتبر بان الأعجب والأغرب أن تكون هناك حساسية انتقائية تجاه الانتقام والثأر وتصنيف الخصوم، وبل والثأر من أشخاص وأحزاب وجماعات لا علاقة لها بقتال الحوثيين.
مؤكدا بان حساسية الحوثيين كاذبة، ولا تحضر إلا كمبرر سخيف وساذج لارتكاب حماقات وإثارة نعرات طائفية ومناطقية وعنصرية بحق البلاد.
مختتما منشوره على صفحته «الفيسبوك» تلك الروح الانتقامية ستكون نكالاً على البلاد، ولن ينجو منها أحد، حتى أولئك المتغطرسون بقوة سلاح وعتاد وقلة مسؤولية والتزام ومحاسبة، وضمير..
وان البلاد تمضي حثيثاً إلى نفق الطائفية، ولا يوجد رجل رشيد يوقفها حتى الآن حتى وإن امتلك المشروعية..