نوبل لسلام وشباب الساحات اليمنية
لم ولن انسَ أبدا تلك الصور الحياتية بكل معنى الكلمة والتي صارت تحيط بنا من كل اتجاه وتظهر على كل تفاصيل حياتنا فمن صورة سكان الصفيح( الاخدام) في حارتنا وهم يصرخون ارحل في ذاك الرجل الذي كان يدير حنفية المياه والتي كانوا يتزودون منها باحتياجاتهم اليومية والذي أدارها ظلما عنهم وبدون مقدمات إلى حديث تناهى إلى مسمعي دون سابق نية في الشارع بين طالبات يتحدثن والفخر يملئهن كيف اطحن بعريفة الفصل الظالمة عندما صرخن فيها ارحلي وحتى عندما هُزمت برشلونة قبل عدة أسابيع من ريال مدريد كان هتاف مشجعي فريق ريال هو ارحل.
كلها صور تجعلنا جميعا نفتح أعيننا صباحا ونحن نشعر بأننا أحياء، تجعلنا نحيا تفاصيل يومنا بكل زهو لأننا بتنا نعرف طعم الحرية الحقيقية وقيمة الوطن ومعنى المواطنة والتضحية بعد أن علمنا شباب ساحات الحرية والتغيير معنى انبلاج الصبح وكيف ينقشع الظلام دون ظلم وكيف نجتث الظلم دون معول إلا معول الصبر والإرادة.
حقيقة ليس بالأمر اليسير على الأقل في الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة العربية سواء الاقتصادية أو حتى الاجتماعية وغيرها ليس من اليسير علينا كشعوب محاطة بالإحباطات المزمنة والمتتالية القسريه منها والاختيارية أن نعرف انه بمقدورنا أن نغير شي بل وأي شي بل انه من الثوابت ،وان نعرف فضلا عن ذلك أننا كنا قادرين على ذلك من زمن إلا أننا لم نكن نعرف أننا نستطيع والأحلى من ذاك وذاك أننا جميعا عرفنا طعم قدرتنا على التغيير والفضل في ذلك يعود بعد الله لشباب ساحات التغيير والحرية في يمننا.
هؤلاء الشباب كانوا هدية 2011 هم النبؤة التي عجز كل العرافين أن يتنبئوا بها ضمن أي سنه من السنوات ،شباب ادخرهم الزمن وأنضجتهم ظروف الوطن ليكونوا خير هدية للوطن وخير مثال يحتذي به عالميا لعام 2011 وحتى آخر الزمن. كلهم جاءوا من قبائل وقبائل عريقة معروفه بتعصبها لأبنائها إلا أنهم و عندما سقت دماء أبنائهم الزكيه تراب الوطن بينما كانوا يحصدون ثمار الحرية المبذورة أصلا في اليمن من غابر الزمن لم يطلقوا رصاصة واحده بل إن منهم من دفع بابنه الثاني ليكمل ما بدأه أخوه فتحية إجلال واحترام لهذه القبائل ولتضحيتها ولرباطة جأشها ولحكمتها فليس من السهل أن تحمل ما يحملوه من موروث ضخم من العادات زائد السلاح والفطرة الأبوية وتكبح وتلجم كل ما نشأت عليه لعقود في أيام.
حقيقة هؤلاء الشباب بقبائلهم التي أهدتنا إياهم وبيمنهم الذي يفخر بهم جميعهم يستحقون نوبل لسلام .يكفينا شرفا أن تُزكى ثورتنا من قبل أكثر من محلل وخبير سياسي بأنها الثورة الأجدر بأن تٌدرس دوليا مع الثورة المصرية كوننا شعب مدجج بسلاح إلا أننا لم نستعلم منه أي سلاح لا ابيض ولا اسود ولا حتى احمر. ويكفينا فخرا أن نكون أول بركان أسلحة يثور وبدل أن يلفظ حمما ورصاص وعنفا إذ به يلفظ زهورا شابه تضوع بالمدنية وتتلفع برباطه الجأش وتهتف حرية.. سلميه
ياسمين العثمان
كاتبه من اليمن