بادئ ذي بدء رحم الله شهداء التفجيرات سواء الذين في جامع بدر أو الحشوش وقبل ذلك ضحايا التفجيرات التي دشنها الحوثي من صعده وصولا إلى عدن والله اساله لأهاليهم الصبر والسلوان ، ولكم قال الناصحون للجماعة الحوثية أنكم بأعمالكم التدميرية والتفجيرية والتشريديه تسُنون سنة سيئة وتُقعِدون لأعمال تخريبية تتناسب مع تصرفاتكم العبثية والبربرية [ فجرتم بيوت الله ودور كتاب الله ومنازل عباد الله وقتلتم خلق الله ] وكل ذلك ومركبكم يبحر في مستنقع مسيرتكم والتي تدعون أنها قرآنية ولقد قلبتُ المصحف مِرارا وتِكرارا وبكل قراءاته السبع والعشر وكذلك القراءات الشاذة ولم أجد ولا حرفا يُدلل على أن ما تقومون به مستوحى من القرآن (فمالكم كيف تحكمون ) ولم أقف في كتاب الله إلا على ان لكم قلوب لا تفقهون بها ولا تعقلون وأن لكم أيدِ تبطشون بها .
لم يتخيل صاحب عقل أنه سيأتي قومٌ آخر الزمان يجعلون من بيوت الله موئلا لحقدهم إلا في عهد الحوثيين ومرقصا تتباهى ميلشياتكم إلا في حقبتكم واليوم ها هي المساجد تصبح دورٌ للموت والقتل لمن جاءوا يعمرونها صلاة وذكرا إلا لسبب حقدكم وتصرفاتكم الخارجة عن نظام الكون الإنساني والشرعي والقبلي ، إنكم يا هؤلاء والقابعون خلف مضادات الرصاص وفي الغيبة وعدم الضهور وفي الكهوف لا تحسبون حسابا لأولئك المساكين والفقراء والبسطاء الذين سحرتموهم بشعاركم الزائف والذي يعلوه الموت لعدو خارج حدود سيطرتكم ويقبع في خيالاتكم ( أمريكا وإسرائيل ) فها هؤلاء البسطاء يتحملون فُحشكم الفكري وعهركم السياسي وجنونكم العسكري بعد أن جعلتموهم يمضون في مسيرتكم صما وبكما وعميانا خلا أنهم أُشربوا الصرخة وسَيدها ، إنكم اليوم وضعتموهم تحت مرمى غبائكم لا مرمى أعدائكم وجعلتموهم بين مطرقة غلوكم وسندان أفعالكم الشنيعة .
إن ما يجري اليوم على الساحة وتحديدا المساجد لم يكن عملا عشوائيا وإنما مدروسا و[مُتكتكا] وهي رغبة جامحة وجامعة من قوى الخارج معتمدة على ذيولها في الداخل لتنفيذ مخطط ( فارسي ) لاستنساخ ( العراق 2 ) وتحويل اليمن إلى بؤرة ملتهبة من الصراعات الطائفية تولى كِبرها الحوثي وولي أمره في طهران معتمدا على تحالفاته داخل الوطن والتي لاهم لها إلا الانتقام وأن تهد المعبد عليها وعلى أعدائها ، فمتى تُدرك الجماعة الحوثية والمسمية نفسها ( أنصار الله ) أن ما يجري اليوم هو بفعل شططها وغلوها فلا وِفاقا أعجبها ولا شراكة آمنت بها ولا سِلما جنحت له ومع كل ذلك فإن ليل باطلها وإن طال فإنه زائل فقد زالت من قبلها أممٌ أشد قوة منها وأنكى جرما وأكثر إثما .
آية عبدالرحمن الهادي
ماجستير علم نفس