كشفت مصادر يمنية خاصة لـ "العربي الجديد" أن "سلطنة عمان نصحت زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي، بالتراجع عن قرار الحرب واجتياح الجنوب، كونها مخاطرة غير محسوبة العواقب، وحماقة ستجعله يخسر الانتصارات التي حققها في الشمال". ووفقاً للمصادر نفسها، فإن سلطنة عمان التي باتت في موقف محرج للغاية بسبب علاقتها مع جماعة "أنصار الله"، حذرت الحوثيين من "أن الجنوبيين لم يعودوا كما كانوا عليه في السابق، في ظل المتغيرات السياسية والميدانية التي يتفوق فيها الجنوبيون".
رسالة عمان تضمنت التأكيد أن اجتياح الجنوب مخاطرة غير محسوبة العواقب
" وذكرت المصادر أن العمانيين صارحوا الحوثي بأن "ارتكاب الجماعة مغامرة اجتياح الجنوب قد يجعل عمان تقف مع القرار والموقف الخليجي المتشدد ضد الحوثيين". وحسب مصادر سياسية يمنية، فإن الموقف العماني الجديد يأتي وسط اتهامات توجه لسلطنة عمان خلال الفترة الأخيرة، من أطراف سياسية يمنية وعدد من الدول الخليجية والعربية بدعم الموقف الحوثي في اليمن، على الرغم من أنّ أمنها القومي بات في خطر مع توسعات الحوثيين التي تزيد من احتمالية انفجار الأوضاع على شكل حرب أهلية شاملة، ولا سيما أن عمان لديها حدود مع اليمن.
جا ذلك بعد أن ارتفعت وتيرة الانتقادات لموقف سلطنة عمان حيال التطورات في اليمن، إذ إنها الدولة الخليجية الوحيدة التي لم تتخذ موقفاً يدعم شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، إذ لم تنقل بعثتها الدبلوماسية إلى عدن، ولم تشارك مع الوفود الخليجية التي زارت هادي بعد خروجه من صنعاء. بل إن مصادر دبلوماسية عربية كانت قد كشفت في تصريحات سابقة أن عمان رفضت دعم شرعية هادي، على الرغم من الضغوط التي تعرضت لها وفضلت التزام الصمت. وباتت اجتماعات مجلس التعاون الخليجي بخصوص اليمن تعقد في غياب عمان، على غرار الاجتماع الذي عقد في السعودية يوم السبت الماضي، في خطوة بدت وكأنها استبعاد لها بسبب موقفها في اليمن وعلاقتها مع إيران.
وكانت سُرِّبَت أنباء في الأشهر الماضية عن نية السلطنة القيام بوساطة بين الفرقاء اليمنيين وطرح مبادرة خليجية ثانية. كما أدت السلطنة دوراً في الإفراج عن رئيس جهاز الأمن الداخلي في جهاز الأمن السياسي، اللواء يحيى المراني بعد أسابيع من اختطافه، بحسب ما أكدت أسرة المراني في حينه. وتحظى سلطنة عمان بعلاقات جيدة مع عدد من الشخصيات في جنوب اليمن، ولا سيما أنها استضافت نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض على أراضيها لسنوات.