اخبار الساعة - المصريون
وردد المعتصمون هتافات موجهة للمشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة، منها" "يا مشير مش هنخاف.. إحنا معانا راعي الخراف.. يا مشير مش هنطاطي إحنا كرهنا الصوت الواطي". كما قام المتظاهرون الأقباط بمنع دخول مسلمين مؤيدين لهم وقاموا بطرد عدد كبير من بينهم واصفين إيهاهم بأنهم "عملاء وخونة".
جاءت هذه التطورات على الرغم من طلب البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية من الشباب المعتصمين أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون بماسبيرو فض اعتصامهم أمس الأحد، بعد اندلاع مواجهات مساء السبت بين المعتصمين، وبعض الأفراد من منطقة بولاق أبو العلا الذين أبدوا تضررهم من استمرار الاعتصام؛ ما أدت إلى سقوط 78 مصابًا دون أية وفيات.
وقال البابا شنودة مخاطبًا المعتصمين: "يا أبنائي المعتصمين أمام ماسبيرو، إن الأمر قد تجاوز التعبير عن الرأي وقد أندس بينكم من لهم أسلوب غير أسلوبكم، وقد أصبح هناك شجار وضرب نار وكل هذا يسيء إلى سمعة مصر ويسئ إليكم أيضا ولذلك يجب فض هذا الاعتصام فورًا، وهذا الذي حدث لا يرضى أحد وإن صبر الحكام قد نفذ وأنتم الخاسرون إذا استمر اعتصامكم"، بحسب بيان صدر عنه.
وكشف مصدر مقرب من البابا شنودة، أن طلب البابا بفض الاعتصام جاء إثر تلقيه اتصالاً هاتفيًا من مسئول بالمجلس العسكري أبدى فيه غضبه بشدة من موقف الكنيسة ودعاه إلى التدخل لفض الاعتصام خاصة وأنه لا يوجد مبرر لاستمراره بعد الوعد بإقرار قانون دور العبادة خلال شهر.
وكان عشرات الأقباط بدأوا الأسبوع الماضي اعتصامًا أمام مبنى التلفزيون بماسبيرو للمطالبة بمحاكمة مرتكبي أحداث "صول" و"إمبابة"، وإقرار قانون دور العبادة الموحد، وقد شهد في البداية مجاولة بعض المشاركين اقتحام مبنى التلفزيون وتحطيم واجهته الزجاجية بالحجارة، قبل أن ينطور الأمر إلى اشتباك دام مع بعض المعترضين على استمراره من سكان منطقة بولاق أبو العلا مساء السبت.
من جهته، قال القمص فلوباتير جميل كاهن كنيسة الطوابق بفيصل وعضو اتحاد شباب ماسبيرو: "حتى الآن لا يوجد حصر للجرحى جراء هجوم عشرات البلطجية علينا من ثلاثة اتجاهات"، نافيًا ما رددته بعض المواقع علي شبكة الانترنت بخصوص سقوط قتلي، وأكد أن البابا شنودة يصلي من أجل الجرحى والمصابين، وأشار إلى أن الشباب يرفضون فض الاعتصام.
وكانت الاشتباكات بدأت بين المعتصمين الأقباط في ماسبيرو قرابة الساعة العاشرة من يوم السبت من كوبري 15 مايو و 6 أكتوبر وبدأت بإطلاق أعيره نارية على المعتصمين وإلقاء زجاجات مولوتوف عليهم.
ورد المعتصمون بإلقاء الحجارة عليهم ما دفع قوات الأمن إلى التدخل وإلقاء قنابل مسيلة للدموع لفض الاشتباكات، وتم عمل الإسعافات اللازمة للمصابين أمام مبنى ماسبيرو دون الحاجة إلى نقلهما لإحدى المستشفيات وقد تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة من إلقاء القبض على أحد مطلقي الأعيرة النارية.
من جانبه، أكد الدكتور حسام أبو البخاري الناطق باسم "ائتلاف المسلمين الجدد"، أن "الاشتباكات لم تكن ذات صبغة طائفية على الإطلاق"، وأكد أن "المسلمين بصفة عامة والسلفيين بصفة خاصة أبرياء مما حدث".
وأضاف إن الاشتباكات اندلعت بين أهالي بولاق أبو العلا الغاضبين والمعتصمين الأقباط أمام مبنى ماسبيرو بسبب تعطيل مصالح ومعيشة أهالي بولاق وقيام الأقباط بمنع الأهالي من المرور من المنطقة المعتصمين فيها، رافضا وصفهم بـ "البلطجية" أو "فلول النظام"، واعتبرهم ضحايا وليسوا جناة,.
وندد المتحدث باسم "ائتلاف دعم المسلمين الجدد" بالدعوات المتكررة للولايات المتحدة بالتدخل والتظاهر أمام السفارة الأمريكية لتحريض الأمريكيين ضد مصر, واعتبرها "خيانة لمصر وللشعب المصري, وأقوى تعبير عن الثورة المضادة".
وكشف أبو البخاري أنه هو وعدد من السلفيين قاموا بالاتصال باللواء حمدي بدين قائد الشرطة العسكرية وقدموا بلاغًا لمدير مكتبه قبل اندلاع الاشتباكات التي شهدتها منطقة إمبابة بخمس ساعات للتحذير من تفاقم الموقف، الأمر الذي يؤكد براءة السلفيين من أحداث إمبابة. ودافع أبو البخاري عن قيادة ائتلاف دعم المسلمين الجدد" والسلفيين عامة، وقال إنهم أبرياء مما حدث وأنهم المجني عليهم في حين أن الجاني يلبس ثوب الضحية.
وأيد الدعوة التي أطلقها القس فلوباتير جميل بضرورة محاكمة كل من اشترك في عملية ظهور كاميليا شحاتة في قناة "الحياة" القبطية, وندد المتحدث بمحاولة البعض لـ "إرهابنا ببلاغات فشنك على صفحات الجرائد وشاشات التلفزيون"، فيما وصف هذه التصرفات بأنه "نوع من الإرهاب".
من جهة أخرى، يسافر البابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية إلي مستشفي كيفلاند بولاية أوهايو صباح الأحد 22 مايو لإجراء الفحوصات الدورية للاطمئنان علي صحته وهي الزيارة المقرر أن تستمر قرابة أسبوعين