أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

سياسي يمني : يتهم صالح وكتلته بإدارة حروب الشبق السلطوي وتدخل «عاصفة الحزم »كان إجباري

في حديث شيق وصريح كشف خلاله الكاتب والسياسي اليمني -رئيس مركز الجزيرة العربية للدراسات نجيب غلاب أسرار المشهد اليمني المعقد، والأسباب التي أوصلت البلاد إلى ما نحن فيه.

وتطرق غلاب، في لقاء مطول إلى دور صالح في أزمة ٢٠١١م، موضحا أن اختراق الحوثيين لدائرته وطموحاته ونزعته المعتمدة على إدارة الفوضى بالتناقضات أفقده إنجازاته في ٢٠١١م، محذراً إياه من أن الحوثي قد يحوله إلى كبش فداء.

حزب الإصلاح كان حاضرا في حديث السياسي اليمني، والذي أكد أن الحزب لم يتمكن من حماية الشرعية وأسهم في إسقاطها بمواقفه المتخاذلة، ولم يكن واقعيا في إدارة المرحلة الانتقالية وظل يدير صفقات مع الحوثيين.

علي عبدالله صالح ودوره في المشهد السياسي اليمني

ويتهم غلاب الرئيس السابق علي عبد الله صالح وكتلته بإدارة حروب الشبق السلطوي وبأن ما يديره هو الحرب ضد نفسه كما هي عادته، ويقول: إن «صالح لم يتحالف مع أي طرف إلا من أجل نفسه ولا يفهم الوطن إلا إن كان مالكا له، أخطائه تتراكم وكلما تعقدت الأزمة زادت أخطائه وهي اليوم أقبح وأشد وطأة على الوطن وأكثر تأثيرا على مصالحه ومصالح الكتلة المؤتمرية».

ويستعرض دور صالح في أزمة ٢٠١١م الذي وصفه بـ «الدور الإيجابي»، وكان المفترض أن يتحول إلى طاقة إيجابية إلا أن استمرار الضغوط عليه وبالذات من الإخوان ونتيجة لاختراق الحوثيين لدائرته وطموحاته ونزعته المعتمدة على إدارة الفوضى بالتناقضات كل ذلك أفقده إنجازاته في ٢٠١١ ولم يعد قادرًا على بناء الثقة مع الداخل والخارج نتيجة إدارته السياسة بالحيلة والتناقضات.

ويرى -رئيس مركز الجزيرة للدراسات – أن صالح اليوم مشكلة لا حل كما كان قبل تحوث المؤتمر وهو اليوم يجر المؤتمر باتجاه العنف والحرب والدمار والعزلة، ويدير حربا لتفكيك المؤتمر والرضوخ لمقولات دينية عقائدية عمياء تنسجها النواة الصلبة لوكلاء إيران، مشيراً إلى أنه لا يوجد قيادي وسياسي محترف في اليمن لا عمل له إلا صناعة الخصوم وإدارة حرب ضد نفسه «كصالح».

صالح لا زال في جعبته الكثير لنشر الفوضى، لكنَّ غلاب يعتقد أن مغامراته كلها ستبوء بالفشل، ويُقدم نصيحة لصالح قائلاً: إن «التاريخ يتغير وينسج اليوم من جديد فإما أن تكون عربي مخلصا لليمن وللجمهورية والوحدة وأما أن تصبح لعنة لن ينساها تاريخ اليمن أيا كانت النتائج».

صالح كبش فداء الحوثي

السياسي اليمني حذر صالح أيضاً من أن الحوثي قد يحوله إلى كبش فداء، ويتبرأ من كل الجرائم، ويحمله هذا الخراب الشامل، ووجه النصح لصالح بالقول: «وسوف تسجل في التاريخ كمجرم خان وطنه وعروبته وهذا ما لا نرضاه لك .. والأبواب مفتوحة فهل لديك الحس التاريخي كي تتحول إلى بطل للمقاومة الشعبية ضد الاحتلال الإيراني، وفي الحد الأدنى المفاصلة مع هذا الدمار الحوثي والتحول إلى قائد عربي في مقاومة وكلاء إيران».

التجمع اليمني للإصلاح والمشهد اليمني

يواصل الكاتب حديثه متحدثاً هذه المرة عن حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذي قال إنه: «مازال مستمرا في مراكمة الأخطاء وبأن موقفه ضعيف ويعاني من إرهاب الحوثية».

الإصلاح بحاجة إلى أن يتحرر من الايدولوجيا الاخوانية

الإصلاح، في نظر غلاب، لم يتمكن من حماية الشرعية وأسهم في إسقاطها بمواقفه المتخاذلة، ولم يكن واقعيا في إدارة المرحلة الانتقالية وظل يدير صفقات مع الحوثيين، ورأى أن الإصلاح أحد العوامل المهمة في حوثنة المؤتمر وتفكيك الصف الجمهوري، جازماً بأن قيادات الحزب القديمة كانت أو الجديدة لم تنتهي من إدارة الصراع بأدوات عقلانية وإنما ميوعة وخوف أو تهور وتخيط بلا فعل إيجابي منظم.

ويلفت النظر إلى أن موقف الإصلاح مما يشهده اليمن، موضحاً أن حسابات الحزب الإسلامي خاضعة لتأثيرات الخوف التي ولدّها سقوط الإخوان في مصر، وأنه بحاجة لأن يتحرر من الايدولوجيا الاخوانية ليكون تيارا يمنيا عربيا.

ويضيف: «العرب يديرون معركة إنقاذ العرب وموقفهم غامضا ويبدو للمراقب وكأنه يسير باتجاه إضعاف الشرعية والانتصار بشكل خفي للتمرد الحوثي ومنظومة الفساد، الشعوب تحتاج قيادات قادرة على التضحية والتاريخ لا يصنعه التردد والارتهان ولا ألـ الأيدولوجيات التي لا تؤمن بالأوطان».

«عاصفة الحزم» والحرب العربية لتحرير الشعب اليمني

وفي قراءته للأحداث التي تشهدها اليمن خلال الفترة الراهنة، وبالأخص «عاصفة الحزم» يؤكد الدكتور غلاب أنها حرب عربية لتحرير الشعب اليمني من أجل اليمن، وهي حرب يمنية ضد الخراب والدمار، وحرب من أجل أن نكون.

ويصف «عاصفة الحزم» التي تقودها السعودية بأنها حرب إنقاذ مستقبل اليمن من الخراب والسقوط والتمرد والإرهاب، وحرب من أجل دولة يمنية ويمن عربي مكتمل بالعرب، منوهاً بأن أبناء اليمن إذا لم يتحركوا مع العرب فإنهم يدمرون مستقبلهم بأيدهم.

التدخل كان إجباري

ويضيف: «صحيح أن التدخل كان إجباري لإنهاء التمرد والانقلاب وتثبيت الشرعية باعتبارها هي الأمل لاستمرار فكرة الدولة بعد أن دمرها الحوثة والانشقاقات الفوضوية لقوى الفساد»، يقول غلاب، إلا أنه يلفت إلى ما هو أهم من ذلك وهو عدم تكرار تجربة سوريا والعراق، مفيداً بأن الحرب أساسا استباقية حتى لا تصبح داعش هي القوة المناهضة للحوثيين.

ويمضى بالقول: إن «ذلك ما تبحث عنها الحوثية لاستمرار الحرب وانتشار الفوضى والتخريب كما هو حال سوريا فيصبح الحوثي قوة حرب مدمرة مسنودة إقليميا ودوليا لمحاربة داعش والإرهاب وهذا مخطط إيراني، ويرى أن ذلك «يعني خراب ودمار اليمن وانتهاء فكرة الدولة وحرب طائفية تنفي السلم الاجتماعي وتقضي على الهوية اليمنية وعروبته وتهديد أمن جزيرة العرب ومصر والسودان بشكل خاص والعرب بشكل عام».

التدخل العسكري في اليمن بقيادة السعودية، بحسب غلاب، حرب إنقاذ من أجل اليمن ومن أجل العرب، ويعتقد الكاتب السياسي أن اليمن سينجو، وأن هناك مشروع تنموي لن يتخيله أبناء اليمن لإنقاذ البلاد، مشدداً على ضرورة إنهاء الفساد والتمرد وقمع أعداء بناء الدولة والحريّة ليكون مرشال النهوض العربي في اليمن قادر على العمل.

ويشير إلى أن الحوثيين وقوى الفساد ومنتجي الفوضى يمسخون العقول عبر دعايات غوغائية، لا يمكن أن يصدقها إلا جاهل أو من لا يفقه السياسة وليس مهموما بمستقبل الشعب والدولة وهمّه أن تكون اليمن أداة إيرانية في تخريب أمن العرب.

الجيش أصبح تابعا لحركة متمردة انقلابية

ويتابع غلاب حدثه قائلاً: «اعترضوا بقوة وصرامة على انشقاق الجيش في ٢٠١١م باعتباره دعم لحركة الإخوان المسلمين ومخالف للعقائد العسكرية الوطنية، ووقفنا بكل حسم ضد فعل توظيف الجيش في الصراعات السياسية، ما الذي حدث بعدها في زمن الحوثي أصبح جزء كبير من الجيش ليس منشقا لدعم طرف سياسي بل تكوينات تابعة لحركة متمردة انقلابية ولائها لملالي ايران ومخلصة بوضوح تام للدولة الإيرانية وأصبح جزء من جيشنا وأمننا يدير معركة ضد الشعب بأمر الميليشيات لتنفيذ أجندة دولة عدائها لوطننا وللعرب لا شك فيه».

ويعتبر خطاب الحوثيين انعكاسا للخطاب الإيراني الذي لا يرى في العرب إلا شرذمة وعملاء وصهاينة، ويضيف: «اليوم إيران تعقد أكبر صفقة مع الشيطان الأكبر والأهم من الملف النووي انخراط إيران المالي في المنظومة العالمية الأمريكية وفتح البنوك التي يقولون أنها يهودية في مدن إيران»، ويستدرك: «اليوم العرب يتحركون لإعادة رسم التاريخ بما يمكنهم من الخروج من مأزق الحرب عليهم من الغرب والتي تحاول إيران أن تكون رأس حربتها بدلا من إسرائيل».

الحركة الحوثية وكراهية العرب

ويتحدث الدكتور غلاب في ثنايا حديثه عن الحركة الحوثية، قائلاً: «من اطلع على ملازم حسين الحوثي سيجد كراهية عميقة للعرب، فالقراءة التي قدمها للتاريخ الإسلامي كونه اعتبر أن بعد موت الرسول أصبح الإسلام وأهله أتباع لليهود وأن اختيار أبو بكر الصديق لم يكن سوى نتيجة لمؤامرة يهودية وكل قراءة للإسلام قدمها العرب وغيرهم لا تؤمن بالولاية الدينية والسياسية لآل علي بن أبي طالب أو بالأصح لأولاد فاطمة ليست إلا قراءات باطلة ويهودية حتى وان كانت صحيحة».

ويضيف: «بهذا التأسيس الذي اعتمدته الحوثة حيث أصلت للنفوذ الإيراني والولاء الديني والسياسي لهم واعتبار العرب أعداء بل يرى الحوثي أن العرب من بداية التاريخ الإسلامي ومن اتبع القراءات التأسيسية للإسلام التي أنتجها العرب من غير العرب أشد خطرا وعداوة للإسلام من اليهود، لذا لا تستغربوا العداء البشع والقبيح للعرب وتقديسهم للملالي إنها مؤسسة على أيديولوجية تضليلية»، داعياً أبناء اليمن وكل من وقع في فخ الحركة الحوثية إلى التحرر من هذه الايدولوجية الغبية العدائية الكارهة والحاقدة على العرب.

ويوضح أن تحرير اليمن من الأدلجة الحوثية والتعبئة الحاقدة على العرب والتي تهين كل يمني مسئولية الجميع وفي المقدمة الأحرار من بني هاشم.

نصائح من القلب إلى بني هاشم

وفي ختام حديثه بعث رئيس مركز الجزيرة العربية نصائح وصفها بأنها من القلب إلى قلوب بني هاشم، قائلا فيها: «هذه ليست معركتكم وإنما معركة النواة الصلبة التي تديرها إيران ولا هدف لها إلا تخريب وتدمير اليمن وتحويله إلى أداة وظيفية بأيدي إيران لضرب أمن العرب وإدارة ابتزاز لحماية لأمن القومي لنظام الملالي».

وتابع في نصائحه: «لقد تم خداعكم عبر تعبئة متقنة أثارت الغرائز والعصبية لتدمير نزعتكم المدنية ومحاصرتكم في زاوية ضيقة لتكونوا كتائب مقاتلة من اجل إنتاج الفساد والفوضى وخدمة النواة الصلبة التي تديرها إيران».

ودعا غلاب بني هاشم قائلاً: «يا بني هاشم أنتم في روح اليمن اكتمال طبيعي ومهم ولستم ضد العرب، راجعوا أنفسكم فكيف غاب ذكائكم وتقودون أنفسكم إلى صندوق خطير لا ينتج إلا الحروب والدمار لوطنكم ويخون عروبتنا».

وواصل نصائحه بالقول: «لن تنفعكم هذه الانفعالات ولا قوى الفساد ولا القتال الدائم ضد اليمن وضد العرب .. ستجدون أنفسكم في لحظة ما قادم الأيام بلا سند حتى من إيران وبان القبيلة اليمنية ستعود إلى رشدها قريبا فلا تكونوا أغبياء وخاطب بني هاشم في اليمن أن وابدءوا انتفاضتكم فأنتم في قلب النضال الوطني وفي قلب المدنية فلا تتحولوا إلى قبيلة انتحارية تديرها طموحات الأساطير التي تم صناعتها من قبل النواة الصلبة للحوثية»، منبه لهم بقوله: «أنتم ضحايا لمؤامرة إيرانية حاقدة فأنقذوا أنفسكم قبل فوات الأوان».

 

المصدر : الخبر

Total time: 0.0446