كان لحن أشهر أغنية في مدح الرئيس غناها الثلاثة الكوكباني "عاهدنا الله" واحدا من الألحان التي اقتبسها فنانو الثورة من المنشدين وتحويلها إلى أغنية داعمة للثورة. فبعد أن سكنت ذاكرة الناس بكلماتها "عاهدنا الله وكتاب الله والثورة وعلي عبد الله. أصبحت كلماتها الجديدة "عاهدنا الله وكتاب الله لازم يرحل علي عبد الله". بذكاء تم استخدام اللحن للتأثير في ذاكرة تعودت على أغنية تمجد حاكم أراد الشعب إسقاطه.
بخصوصية تنتج الثورة اليمنية أغانيها وأناشيدها، مختلفة عن الثورات الأخرى.
بحسب عبد الله صاحب تسجيلات بلغ عدد الأناشيد المئات أداها المنشدون، ولم
يكن للفنانين الشباب دورا واضحا في دعم الثورة. الفنان جابر علي أحمد غنى 4
أغاني "قسما" "الصمت عار" "النصر لنا" اليمني الغيوب" ولم يوزع هذه
الأغاني إلا في نطاق ضيق.
"فؤاد" هو الآخر صاحب تسجيلات داخل الساحة التغيير، يأتي متصدرا في قائمة
مبيعاته سواء عن طريق الكاسيت أو تحميلها على ذاكرة الموبايلات الفنان محمد
الأضرعي بأعماله الثلاثة التي تتضمن حوالي 18 أغنية، يعتمد الأضرعي بشكل
كامل على الحان أغاني معروفة بكلمات جديدة ساخرة. للأضرعي طريقته في
تقديمها من خلال صوت ساخر. مثل أغنيته الأكثر شهرة "إيش عاد تشتي مننا، في
كل شيء غالطتنا، ضيعت حتى أحلامنا، دمرتنا أثقلتنا" ولا يغفل الأضرعي وهو
كاتب كلمات أغانيه أن يتعرض لتصريحات الرئيس وتقديم خيارات له للرحيل. وتقل
صوت المعتصمين عبر الغناء.
المنشد جميل قاضي يأتي ثانيا في القائمة منتجا لأناشيد فردية يمكن سماعها
في برامج على أجهزة الكمبيوتر، وتاليا يأتي الفنان أمين حاميم وأنشودته
"يمانيون" وتتصدر أغنية "عاهدنا الله" الأغاني التي يطلبها زبائنه. ويدخل
في ضمن القائمة أغاني المنشد عمار جعدان وأنشودة "الشرف والتحية للجنود
البواسل" أغنية المنشد الأردني عبد الفتاح عوينات غناها عن اليمن وكلماتها
تقول " كلما قلبك يماني السعادة تتبعك" – "كلما طبعك يماني الأمل يصفي معك"
وهي من الأغاني القليلة التي يمكن أن تبقى بعد نجاح الثورة، مثلها أغنية
يمانيون للفنان أمين حاميم.
الفنان جابر علي أحمد وهو ناقد موسيقي يقول: تفاعل الفنانون وتماهوا مع
أهداف الثورة السياسية مجسدين ذلك في أغاني وأناشيد تضمنت الموقف السياسي
الآني، لكنه في الوقت نفسه أدوا بأدوات قديمة ، وهذا يمكن أن يتم تجاوزه
مستقبلا" يضيف: " في جانب لا يمكن الانفصال عن الأدوات القديمة وإنما يمكن
التحاور معها واستنباط أساليب تتماهى مع المعطى الذي أنتجه المد الثوري.
يفسر جابر عدم مشاركة نجوم الغناء في دعم الثورة بأغانيهم بنقص وعيهم السياسي وهو ما عزز موقفهم السلبي من الثورة، كما أن النظام دجنهم وربطهم بمناسبات معينة وطينة. يضيف: بالتأكيد الثورة أسست لمناخ جاد انعكس على الأناشيد والأغاني لكن التفاعل لم يرتق للحدث. ولم يصل إلى إنتاج فن له مضامين حقيقة للثورة تحقق قيم المجتمع المدني. لكن يمكن الحديث عن إنتاج يجسد الحركات الثورية الشبابية في اليمن وهو أمر عبر عن نفسه بما نسمعه في إطار المرجعية الموسيقية.