اخبار الساعة - صنعاء
عقد مدير عام المؤسسة العامة للكهرباء المهندس خالد راشد، امس، مؤتمر صحفي تحدث فيه عن انقطاع التيار الكهربائي، والاعتداءات الأخيرة التي طالت خطوط نقل الطاقة التابعة للمحطة الغازية في محافظة مأرب.
وفي رده على اسئلة الصحفيين، قال المهندس خالد راشد أن قطاع الكهرباء يعتبر قطاع حيوي وهام لأي بلد من البلدان، وعندما تحصل فيه أي مشكلة فإن حياة الناس تتأثر بشكل مباشر سوء كانت الحياة العادية للمواطنين أو الحياة التجارية.
وأوضح المهندس راشد أن الذي يحصل اليوم في الكهرباء هو بسبب مشكلتين رئيسيتين؛ المشكلة الأولى تكمن في انعدام الوقود من مادتي المازوت والديزل التي تقوم بتغذية المحطات الرئيسية، فيما تكمن المشكلة الثانية في عملية القصف التي طالت عدد من خطوط نقل الطاقة الكهربائية في عدد من مناطق الجمهورية.
وأضاف: "وقود المازوت بالنسبة للمحطات الرئيسية اللي هي محطتي رأس كثيب، والمخاء، هناك انخفاض في مستويات خزانات الوقود، واصبحت في الفترة الأخيرة هناك صعوبة لنقل المازوت من المصافي إلى هذه المحطات بسبب الحصار البحري المفروض على مناطق الجمهورية اليمنية".
وأكد راشد أن هذا الحصار وعدم نقل المازوت اثر على تشغيل محطتي رأس كثيب، والمخاء، وانخفضت الاحمال فيها بشكل كبير، حيث تراجعت امكانية المحطتين من 200 ميجا إلى حدود 42 ميجا، مشيراً إلى أن احمال رأس كثيب انخفضت حالياً إلى 30 ميجا، ومحطة المخاء انخفضت إلى حدود 12 ميجا.
وفيما أفاد راشد أن مصفاة عدن اغلقت، ولا يوجد امكانية لشراء الوقود لهذه المحطات العاملة بالمازوت؛ أكد أن هذا الوضع هو نفسه الذي تشهده المحطات الكهربائية العاملة بالديزل.
وعن المشكلة الثانية، قال المهندس خالد راشد أنها ابتدأت مع قصف طيران التحالف، حيث تم في الايام الأولى قصف خطوط الربط الكهربائي (132) التي تربط بين محطتي عصر، وحزيز الواقعتان في أمانة العاصمة صنعاء.
وأضاف: "نتيجة تضرر هذه الخطوط انقطعت منظومة النقل، وانقطعت عملية التغذية لأمانة العاصمة، وحالياً لاتزال هذه الخطوط خارج العمل ولم نستطيع ادخال العمال والفنيين لاصلاحها بسبب استمرار فترات القصف خلال اليوم".
وعن ما إذا كانت هناك خطوط كهربائية تعرضت لقصف الطيران غير خطوط الربط بين عصر وحزيز، أوضح راشد أن قصف الطيران إدى إلى تضرر شبكة 33 والـ 11 في مناطق كثيرة بالعاصمة منها منطقتي الأصبحي، والجراف.
وأفاد راشد أن هناك اضرار لحقت بخطوط الكهرباء في محافظتي الحديدة وتعز، وفي محافظة عدن حصلت مشاكل كبيرة لخطوط الضغط الواطي، كما أن خط الضغط العالي ما بين عدن وجعار تضرر ايضاً.
وأضاف: "الخطوط التي تقع في أماكن يوجد فيها قتال واشتباكات تضررت بسبب القتال، لكن الخطوط التي تقع في أماكن ليس فيها قتال وتضررت، فإن ذلك يمكن يكون بسبب القصف الجوي أو في شظايا ناتجة عن القصف".
وفيما يخص خروج محطة مأرب الغازية عن الخدمة، صباح أمس، قال خالد راشد: "غازية مأرب تغذي اكثر من 35% من الأحمال، والذي حصل انه تضررت خطوط النقل (الضغط العالي) في منطقتي فرضة نهم، والجدعان".
وأوضح راشد أن الدائرة الأولى للمحطة الغازية خرجت في السادسة والنصف من صباح أمس، بسبب تضرر خطوط النقل في الجدعان، وخرجت الدائرة الثانية عند حوالي السابعة والربع بسبب قصف خطوط النقل في فرضة نهم.
وأفاد راشد أن هذا الأمر أدى إلى خروج محطة مأرب الغازية عن الخدمة بالكامل وبالتالي خرجت المنظومة الكهربائية في الجمهورية بشكل كامل عن الجاهزية بسبب القصف الذي تم على خطوط النقل في فرضة نهم، وبسبب الاضرار التي لحقت بخطوط النقل في الجدعان نتيجة الاشتباكات الدائرة هناك.
وأضاف: "امس (أمس الأول) جهزنا فريقين فنيين، احدهم لم يستطيع الدخول إلى الجدعان نتيجة استمرار الاشتباكات هناك، فيما الفريق الثاني تمكن من دخول فرضة نهم واستمر في العمل من وقت الظهر، إلى وقت المغرب، لكنهم لم يستطيعوا اعادة الدائرة الأولى إلى الخدمة بسبب ان خطوط هذه الدائرة في منطقة الجدعان تعرضت للقصف ايضا".
وزاد راشد: "كانت الدائرة الأولى جاهزة، وفجر اليوم تجدد القصف على فرضة نهم وخرجت الدائرة ثاني مرة، واصبحت خطوط النقل مفصولة في فرضة نهم، والجدعان".
وبخصوص تعرض خطوط النقل لعملية قصف من قبل طيران التحالف، قال راشد: "قد يكون هذا بسبب وجود هذه الخطوط في مناطق قريبة من المعسكرات، ونحن نحاول بقدر الامكان دخول هذه المناطق لإصلاح الخطوط من اجل ما تضررش معيشة الناس بشكل اكبر".
وواصل: "خطوط النقل في الجدعان تأثرت نتيجة اشتباكات وتبادل اطلاق النار وفصلت الدائرة رقم (2)، أما في فرضة نهم، كان الاستهداف حسب ما عرفنا انه صاروخ سقط على خطوط الضغط العالي وفصلت الدائرة رقم (1) وبالتالي خرجت محطة مأرب الغازية عن الخدمة بالكامل".
وعن الوقت الذي سيتم فيه إعادة التيار الكهربائي إلى المواطنين، قال خالد راشد: "هذا الأمر ليس بيد مؤسسة الكهرباء 100%، نحن أول ما حصلت هذه المشكلة، مباشرة حركنا فريقين، فريق إلى منطقة الجدعان، وفريق إلى فرضة نهم؛ فريق منطقة الجدعان لم يستطع الدخول الى المنطقة بسبب الاشتباكات، وكان الأمل عندنا أمس ان نعيد الدائرة الأولى عبر فرضة نهم، لكن الذي حصل انه عند محاولة تشغيل الخط اتضح ان هذه الدائرة تعرضت لقصف ثاني يمكن في الجدعان".
وأضاف: "تواصلنا مع الجهات الأمنية في مأرب من أجل تمكين الفريق الفني من الدخول إلى الجدعان، وإذا سمح للفريق سوف تعاد المحطة اليوم، ونحن الآن منتظرين السماح للفريق بالدخول واصلاح الخطوط كي نتمكن من اعادة المحطة الغازية إلى الخدمة".
وعن مشكلة الاعتداءات المتكررة على خطوط نقل الطاقة وما اذا كان هناك خطة لدى المؤسسة لوقف هذه الاعتداءات، اوضح راشد ان هذه قضايا أمنية ليست بيد مؤسسة الكهرباء وانما بيد الجهات الأمنية، وأشار إلى أن مهمة المؤسسة ليس حماية الخطوط وانما اصلاحها إذا تعرضت للتخريب والاعتداء.
وعن رسالته لجميع الاطراف في الداخل أو الخارج لنأي بالكهرباء ومصالح المواطنين عن ما يحدث، قال: "نحن نقول أن قطاع الكهرباء قطاع هام وحيوي للناس جميعاً، يعني عندما يتعرض قطاع الكهرباء للمخاطر تتضرر حياة المواطنين، وتتضرر مصالحهم مثل المستشفيات، والمياه".
وأضاف: "المستشفيات فيها مرضى وفيها جرحى ومصابين، هؤلاء تتعرض حياتهم للخطر بسبب انقطاع الكهرباء، هذا ناهيك عن أن المياه ممكن الآن تتوقف بشكل نهائي إذا لم تعاد محطة مأرب الغازية، وبالتالي هذه بتعمل مشكلة بيئية ايضاً. موضوع الكهرباء موضوع استراتيجي يمس حياة المواطنين مباشرة والمفروض أن الكهرباء تكون بعيد عن كل مايحدث".