اخبار الساعة - البيان
كشفت مصادر سياسية يمنية لـ«البيان» أن الرياض سوف تستضيف اول لقاء للحوار السياسي في اليمن منتصف الشهر الجاري بحضور تيار من حزب المؤتمر الشعبي العام المؤيد للشرعية، في وقتٍ تقدمت المقاومة في تعز وعدن وسط غارات مكثفة للتحالف العربي دمرت مواقع الانقلابين الحوثيين.
وقالت المصادر السياسية اليمنية لـ«البيان» أمس إن ممثلين عن كافة القوى السياسية في اليمن سيشاركون في مؤتمر الحوار بما فيهم حزب المؤتمر الشعبي بقيادته المؤيدة للشرعية بعد أن تم استبعاد الرئيس السابق علي عبدالله صالح من أي دور سياسي، كما أن الدعوة ستوجه للحوثيين مع أنهم سبق وأن رفضوها.
وذكرت المصادر أن نائب رئيس المؤتمر الشعبي أحمد عبيد بن دغر والأمين العام المساعد البركاني سيمثلان «المؤتمر الشعبي» في مؤتمر الحوار الذي سينعقد منتصف الشهر الجاري، في حين سيمثل حزب الإصلاح برئيسه محمد اليدومي والأمين العام عبد الوهاب الإنسي، والحراك الجنوبي سيمثله رئيس الوزراء الأسبق أبوبكر حيدر العطاس. وأشارت إلى أن جهودا دبلوماسية كبيرة تتم في الرياض لإقناع الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض بالمشاركة في المؤتمر.
ووفقا لهذه المصادر، فإن غياب الحوثيين سيجعل المشاركين يقرون رؤية للحل السياسي وفي مرحلة لاحقة يمكن التفاوض على تلك الرؤية معهم بإشراف المبعوث الدولي الجديد إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، مؤكدة أن أي حوار مع الحوثيين لن يتم إلا إذا أوقفوا هجومهم على المحافظات اليمنية.
وأكدت المصادر أن ضربات التحالف لن تتوقف اذا استمر الحوثيون في هجومهم على المدن, وان مهمة المبعوث الدولي الجديد ستنصب على إقناع الحوثيين بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الأخير باعتباره المدخل الوحيد لاستئناف العملية السياسية، وإلا فإن القوى السياسية ستمضي في التوافق على رؤية سياسية للحل تكون القضية الجنوبية أساسه ودعم المقاومة على الأرض لتصبح جيش الشرعية في مواجهة الانقلابيين.
الوضع الميداني
ميدانياً، شنت مقاتلات التحالف العربي سلسلة غارات على تجمعات الانقلابيين من ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح في محافظات لحج وأبين وعدن وصعدة ومأرب، وسط اندلاع قتال عنيف في مدينة عدن حيث سيطرت المقاومة الشعبية على أجزاء واسعة من مطار المدينة بعد معارك عنيفة. وشنت طائرات التحالف العربي أكثر من 30 غارة داعمة للمقاومة في عدن وتعز ومأرب.
وواصل الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح قصف الأحياء السكنية في مدينتي عدن وتعز بصورة غير مسبوقة كما واصلوا قصف القرى والمساكن في مدينة الضالع متجاهلين الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشها المدنيون نتيجة نفاد المواد الغذائية والوقود وانقطاع الكهرباء منذ ما يزيد على أسبوعين.
وقال سكان إن المقاومة المسنودة بطائرات التحالف تمكنت من استعادة أجزاء واسعة من مطار عدن الدولي بعد مواجهات عنيفة أدت إلى مقتل أكثر من 20 من المتمردين الحوثيين بينهم قائد جبهة كريتر هاشم القحوم.
هجوم واسع
ووسط قصف الحوثيين وقوات صالح للأحياء السكنية وسعت المقاومة هجومها إلى مديرتي المعلا كريتر ودار سعد والشيخ عثمان.
وذكر سكان في مديرية كريتر أن مقاتلات التحالف العربي شنت غارات على مواقع يتمركز فيها مسلحون حوثيون، وأن ألسنة النيران شوهدت تتصاعد من المكان. كما تحدث سكان في المعلا عن مواجهات عنيفة بين المقاومة وقوات صالح والحوثيين وأن طيران التحالف تدخل لإسناد المقاومة وقصف مواقع تمركز تلك القوات في الميناء.
وفي تعز، شنت طائرات التحالف سلسلة من الغارات الجوية على القصر الجمهوري ومعسكر قوات الأمن الخاصة في المدينة في ظل استمرار الاشتباكات في عدد مناطقها وقصف قوات الحوثيين وصالح للأحياء السكنية.
وقال شهود عيان إن المقاتلات نفذت غارات متتابعة على مواقع في محيط القصر الجمهوري بالاضافة الى معسكر قوات الأمن الخاصة. واضافوا أن المواجهات مستمرة بين قوات الامن الخاصة المعززة بمسلحين من الحوثيين والمقاومة الشعبية في أحياء حوض الاشراف وكلابة، وان الحوثيين قصفوا بالدبابات والمدافع الأحياء الواقعة تحت سيطرة المقاومة.
دحر الحوثيين
أما في مأرب، فأكدت المقاومة إنها تمكنت من دحر الانقلابيين والقوات الموالية للرئيس السابق من مركز مديرية صرواح واستولت على كميات من الأسلحة والعتاد العسكري بينها خمس دبابات وسبع آليات ودمرت أخرى. وأكدت أنها قتلت أكثر من 100 من المسلحين الحوثيين وقوات صالح في جبهة صرواح خلال اليومين الماضيين.
كما شن طيران التحالف خمس غارات جوية على كتيبة للدفاع الجوي قرب حقول صافر النفطية في مأرب، واستهدفت منصات لإطلاق الصواريخ في إحدى الكتائب التابعة لقوات الدفاع الجوي ما أدى إلى تدميرها.
وفي صعدة، أفاد سكان محليون بأن مقاتلات التحالف شنّت غارات عدة استهدفت من خلالها مواقع لمسلحي الحوثي في مديرية الظاهر والمجمع الحكومي في المحافظة الذي يديره الحوثيون. وذكر السكان أن أعمدة الدخان تصاعدت بشكل مكثّف من تلك المواقع.