أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

رسالة إلي سبونج بوب !

- فوزي صادق

أقف إجلالاً لك سيدي، وأنزل قبعتي «مع إنني لا ألبس قبعة»، إذاً سأنزل عقالي العربي إذا لبسته.

سيدي.. الكل يعرف إنك مجرد إسفنجة صفراء! والكل يعرف إنك الوريث الشرعي لبوكي مون رحمه الله إن صحت الرحمة عليه.. وأنك أستلمت العهدة منه، وأنك الوصي علينا لقبض أموالنا، فأنت الوحيد المستـشعر لهمومنا وأحاسيسنا.

سيدي سبونج بوب! أعلنها صرخة! وعلانية، وبدون مجاملة مني ككاتب أو مؤلف.. فأنا معجب بك وبذكائك اللامحدود واللامعدود، وحتى وإن كنت مجرد أسفنجة صفراء! وحتى وإن كانت أخواتك قابعات في مغاسل مطابخنا، أو ملطخات بسواد الطبيخ العربي.. لكن العبرة في النهاية، والذكي من يلعبها صح!

أولاً: أرفع الوشاح الأبيض إستسلاماً، وثانياً: إعترافاً وشكراً لعرفاناً علينا أنت صاحبه.. فلقد ذللت الصعاب سيدي، وأستعمرت كل زاوية في حياتنا.. وحتى دخلت بيوتنا وملأت محلاتنا وأفرغت جيوبنا، وحتى وجدتك أمامي في كل شؤون الحياة، وحتى بكى لك الطفل الصغير، وحتى توسد شبحك الأصفر الأب الكبير، وحتى أصبحت صورتك القبيحة المستطيلة معلقة في كل مكان من بقاع عالمنا الخليجي الجميل، وحتى أصبحت رمزاً لإثبات الحب والصداقة بين فتياتنا، وحتى ُوضعت هدية بين أزواجنا وزوجاتنا، وحتى جاورت صورتك صور أجدادنا وأسلافنا، وحتى فزت بجدراة بلقب الرمز الساحر الذي يفوق وزنه ذهبا.. إذ وجود صورتك على أي سلعة يرفع سعرها خمسة أضعاف.. لما لا! وأنت بحر من الذكاء لا شاطئ له!.. لما لا! وقد أصبح أسمك وأسماء أبناء عمومتك وأصدقائك على طرف كل لسان يقدح ويصدح بالعربية.. فهنيئاً لنا سبونج بوب، وسلطع أو ملطع.. سامحني فقد خانتني ذاكرتي من فرحة كلامي، ونسيت باقي الأسماء.

صدقني سيدي أسفنجة، لا أعرف إن كان حال باقي العرب كحالنا، فأنا لم أسافر مؤخراً، لذا لا أعرف مابقيت عليه عقولهم وعواطفهم، وهل استعمرتها كما فعلت بنا.. لكن أرجوك كن صريحاً معي وأجبني: هل أنت متعاقد مع بعض القنوات العربية كي يتوافق ظهور ألعابك وأمتاعك وصورك مع برامجك؟ هل نحن مستهدفون؟ وهل سحرك مقتصر على بعض الناس؟ أو هي غازات هستيرية تخـرج من ثـقـوب وجهك الأصفر فتخدرنا؟ «بحق لا أعرف وخائف أن أعـرف»

تريد الصراحة، أنا أستسلم، وسأنهي أعتذاري سيدي بقصة حدثت لي، وأعتقد إنها ستعجبك لتضحك على الأمة التي أدمنت رؤيتك، يوماً كنت أتسوق بمحل تجاري بالمنطقة، ورأيت عربة تسوق قد ملئت بأربعة من مجسماتك، ومثلهن من المخدات، وأربع أحذية عليها صورتك، وإذا بصاحبها يسأل البائع، لما سعرها أغلى من غيرها؟ فقال " صورة سبونج بوب العظيم "، وبعد دفع فاتورة الحساب بالمبلغ الفلاني، أستوقـفت الرجل عنوة عند باب الخروج، وسألته: هل تعرف مامعنى سبونج بوب بالإنجليزية؟ فقال لي: أعتقد إنه جبنة، نعم جبنة! اليس كذلك، فهو يشبه الجبنة الشيدر ذات الثقـوب.. فقلت له تشتريه ولاتعرف من هو، فقال لي، نعم أعرفه، إنه سبونج بوب، صدقني إذا لم أشتريه فلن أنام هذه الليلة من الصراخ والعويل.

سيدي.. سامحني إن تجاوزت الخطوط الحمراء وتكلمت في مقامك، فمن أنا ومن أنت؟ لكن هو شرف لي أن أضع مدادي رهناً لبطولاتك، فأنت الحق والأحق أن تستولي على حساباتنا المليونية التي تحول للخارج بأسمك، لكن أخر سؤال أطرحه عليك، وأعدك أني لن أخبر به أي مخلوق، وإني لن أستغله كي أتربع سلم الشهـرة: " من هي الشخصية القادمة؟ "
 
الكاتب : روائي وباحث اجتماعي

تعليقات الزوار
1)
نواف اليافعي -   بتاريخ: 13-06-2011    
جميل جدا ان كنت فخور بسبونج بوب فانا فخور بك . كنت اضن ان العرب قد نامو لكن هناك من هم باقون ليكتبوا عن تلك المعاناة . فهنيئا لنا كاتب مثلك اخي الحبيب وفقك الله على الخير وشكرا جزيلا لك

Total time: 0.3351