أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

علي البخيتي: كيف خسر الحوثيون السلطة في إب؟ (مبادرة شخصية للحل)

- علي البخيتي
لا يتعامل أنصار الله الحوثيون بمنطق السلطة التي تحترم القانون، بل بمنطق المليشيات التي لا قانون يحكم تحركاتها، وما تزال الأمور ملتبسة حتى لديهم، ولا يعرفون هل هم سلطة دولة أم مليشيا مسلحة؟
 
أصدروا اعلانا دستوريا، وأنشأوا لجنة ثورية تُصدِر التعيينات في مختلف المرافق والمؤسسات الحكومية، وهم هنا يتصرفون كسلطة دولة، بغض النظر عن شرعيتها، لكنهم يعودون الى أصلهم سريعاً ويتصرفون كمليشيا عندما يفجرون منازل خصومهم، وآخر تلك التفجيرات منزل الشيخ الجمال في مدينة إب.
 
مهما اختلف أبناء محافظة إب، فإنهم لا يقبلون ان يتم تفجير بيوت بعضهم البعض، وزرع ثارات وانتقامات لعقود قادمة، لذلك قدم المحافظ عبدالواحد صلاح استقالته، وأنا أحييه على هذا الموقف الشجاع والحاسم، والذي أظهر فيه مسؤولية تجاه الوطن وتجاه محافظته اب وتماسك نسيجها الاجتماعي..
 
خسر أنصار الله بسبب تفجير منازل خصومهم، أغلب حلفائهم السياسيين وبالأخص من أعضاء وقيادات المؤتمر الشعبي العام في المحافظة، ووجاهات قبلية وحزبية من تيارات أخرى، بعد أن طالهم الضرر من التصرفات المليشاوية غير المسؤولة للحوثيين والأحقاد التي زرعوها في المحافظة بسبب فجورهم في الخصومة ولجوئهم الى تفجير منازل الخصوم، والتي كان من الصعب على أبناء المحافظة حتى من الحوثيين تقبلها وتحمل نتائجها المستقبلية.
 
من يفهم أنصار الله "الحوثيين"، الآتين من صعدة، أن حلفاءهم في إب يفكرون بمنطق غير منطقهم، وكذلك الحوثيون من أبناء المحافظة، فلا مكان لهم يغادروا اليه كصعدة أو عمران، لذلك لن يقبلوا بأن يفجروا في الخصومة الى درجة تفجير منازل داخل المحافظة، لعلمهم أنهم بذلك يعرضون بيوتهم ومنازلهم وأسرهم لعمليات انتقامية مستقبلية، بينما الحوثي القادم من صعدة أو عمران أو الجوف سيرحل إذا هُزم في المعركة.
 
على أبناء محافظة إب أن يتوحدوا، سواءً من كان منهم مع العاصفة أو كان ضدها، من وقف مع الحوثيين أو من عارضهم، جاءت اللحظة لتتسلموا محافظتكم وتستعيدوا قرارها، ليس لصالح طرف من الأطراف، إنما لصالح محافظة إب بكاملها، وحفاظاً عليها من مصير عدن أو تعز إذا ما استمر الصراع والحرب.
 
كيمني وكمحب للواء الأخضر أتقدم بمسودة مبادرة شخصية -قابلة للتعديل- لحل الصراع في محافظة إب:
 
1- عمل صلح عام لمدة سنة من الآن فيما بين الأطراف المتنازعة من أبناء المحافظة، تتوقف خلاله أي عمليات انتقامية أو ثأرية، وخلال هذه الفترة يسعى أهل الخير والسلطات الرسمية لمعالجة نتائج الحرب التي دارت في اب منذ سيطرة الحوثيين عليها، وأدت الى خصومات داخلية بين أبناء المحافظة.
 
2- تشكيل مجلس مشترك لإدارة المحافظة من كل التيارات السياسية، بمن فيهم حزب الإصلاح والمؤتمر والحوثيون –الذين هم من أبناء المحافظة- وبقية الأحزاب، ويصدر المجلس قراراته بالتوافق.
 
3- يعين مجلس إدارة المحافظة محافظا جديدا، وأقترح أن يكون الأستاذ يحيى منصور أبو اصبع، أو من يراه المجلس.
 
4- يقوم مجلس إدارة المحافظة بإصدار قرارات تعيين في الوحدات الأمنية والعسكرية المتواجدة في المحافظة على مستوى قادة الوحدات والكتائب ومديري العموم من الشخصيات العسكرية المخلصة والنزيهة والمستقلة عن كل التيارات، بما يؤدي الى أن يكون ولاء تلك الوحدات لقيادة المحافظة وتتلقى توجيهاتها منها، وفي مرحلة لاحقة تصدر تعيينات مماثلة في المكاتب والمؤسسات الحكومية المدنية تراعى فيها الشراكة الوطنية بين مختلف التيارات والأحزاب..
 
5- يصدر قرار من المجلس المشترك بإخلاء مدينة إب "عاصمة المحافظة" من كل المجموعات المسلحة، وينسحب الحوثيون وبقية الأطراف من المواقع والنقاط التي يسيطرون عليها في عموم المحافظة بالتزامن مع تسلمها من قبل وحدات الجيش والأمن بعد احداث التغييرات المذكورة في البند رقم 5، وتُخلى المحافظة بكاملها من المسلحين من غير أبنائها.
 
6- اطلاق كل المحتجزين لدى أنصار الله بسبب الأحداث سواءً من في سجونهم الخاصة أو في السجون الرسمية، وكذلك المحتجزين لدى الأطراف الأخرى.
 
7- تشكل لجنة تعويضات تكون أولى مهماتها تقدير التعويضات اللازمة لمن تم تفجير بيوتهم في المحافظة، ابتداءً من منزل الشيخ عبدالواحد الدعام، وصولاً الى منزل الشيخ الجمال، مروراً بمقرات الإصلاح وكل مبنى تم تفجيره، والعمل على سرعة صرف تلك التعويضات.
 
8 – النقاط السابقة حل مؤقت وجزئي لمحافظة إب، لحين إيجاد حل كامل لأزمة البلد بكاملها، ويمكن تطبيق ذلك الحل في تعز وبقية المحافظات الشمالية التي يدور فيها صراع.
 
كما أقترح على أنصار الله أن يعينوا قائداً لهم في إب من أبناء المحافظة، وهكذا في كل المحافظات، فإب فيها رجال وليسوا بحاجة إلى شخص من صعدة أو عمران أو أي محافظة أخرى، فأبناء المنطقة أدرى بشعابها، ولو كان مشرف الحوثيين في إب من أبنائها ما فجر بيوت الآخرين، لأن بيته وأملاكه ومكان عيشه الدائم في المحافظة وسيخشى عمليات الانتقام في المستقبل، أما الذين من خارج المحافظة لا يهمهم فجورهم في الخصومة، لأنهم في الأخير سيرحلون في حال تغيرت الأوضاع أو تعرضوا للهزيمة.
 
* مدونة علي البخيتي، 13 أغسطس 2015م

Total time: 0.3797