كشف مصدر ديبلوماسي عربي ان جهودا حثيثة تبذل حاليا لايجاد تسوية تؤدي الى انهاء الازمة التي يمرّ فيها اليمن، مؤكدا ان محور التسوية، التي تشارك في التوصل اليها اطراف يمنية وخليجية بينها السعودية وقطر فضلا عن الولايات المتحدة، تشكيل حكومة وطنية برئاسة محمد سالم باسندوة وهو من زعماء المعارضة اليمنية الممثلة بـ «اللقاء المشترك».
واستنادا الى المصدر، ستضم الحكومة الجديدة ممثلين عن مختلف احزاب المعارضة واطرافها وآخرين يمثلون الحزب الحاكم حاليا، اي «المؤتمر الشعبي العام».
واوضح ان «هناك سلسلة من العقبات لا تزال تعترض التسوية. من بين العقبات اقناع الرئيس علي عبدالله صالح بتوقيع اتفاق في شأن انتقال السلطة في غضون 30 يوما تلي مباشرة التوقيع». ولاحظ ان الرئيس اليمني «لا يعارض تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ولكن من دون توقيعه الاتفاق المتعلق بنقل السلطة».
اما الامين العام للحزب «الاشتراكي» اليمني، ياسين سعيد نعمان، الموجود حاليا خارج اليمن، وهو من ابرز وجوه «اللقاء المشترك»، فانه يعتبر ان لا قيمة لحكومة وحدة وطنية في حال لم يتنازل الرئيس عن صلاحياته إلى نائبه الفريق عبدربه منصور هادي.
ونقل عن نعمان: «ماذا اذا قرر علي صالح استخدام صلاحياته في مرحلة ما واقالة الحكومة؟».
واشار المصدر الى ان «من بين العقبات الاخرى التي تواجه التسوية اعتراض علي صالح على شخص باسندوة اذ يعتبر ان الرجل طعنه في الظهر بعدما تحول من احد الموالين له الى خصم لدود».
وسبق لباسندوة، وهو من عدن، ان عمل مع علي صالح منذ ما قبل الوحدة اليمنية وشغل في الماضي مواقع وزارية، اذ تولى الخارجية والاعلام، كما كان سفيرا في الامم المتحدة ودولة الامارات.
واكد المصدر ان «الاميركيين يدفعون في اتجاه دخول افراد من عائلة الرئيس اليمني الحكومة شرط تخليهم عن مواقعهم في القوات المسلحة والاجهزة الامنية. وهذا امر يبدو انه لن يحصل الا اذا شعروا انهم يواجهون ضغوطا قوية».
وكشف ان «الاميركيين يعتبرون ان من بين الضغوط التي يمكن ان تقنع افراد العائلة بالتخلي عن مواقعهم العسكرية التلويح بتجميد ارصدة الرئيس اليمني والقريبين منه في مختلف المصارف العربية والعالمية». ورجح ان يكون الاثنين المقبل «يوما حاسما» بالنسبة الى معرفة ما اذا كان علي صالح سيوقع اتفاق انتقال السلطة ام لا. وقال ان «امورا كثيرة تتوقف على الوضع الصحي للرئيس ومدى استعداده لقبول فكرة انتقال السلطة».
ويولي المصدر اهمية للاتصالات التي يجريها مبعوث يمني مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الذي يمضي عطلة في جنوب فرنسا والمفاوضات التي يجريها مبعوث يمني آخر مع ياسين سعيد نعمان المصرّ على ربط تشكيل الحكومة بنقل السلطات الرئاسية الى نائب الرئيس.