وقفت أسفل الدرج تلتقط باقي أنفاسها التي انفرطت منها وتبعثرت على الارصفه وفي قارعه الطريق الذي قطعته وهي تيمم صوب بيت الموت لتقدم واجب العزاء وما أن التقطت أنفاسها حتى ارتقت الدرج حتى نهايته (كنا في امن و ثلام لولا هذا الهراء المثمى ثورة) هكذا بدأت الحاجة عزيزة حديثها لنسوه في المجلس وهي لا تزال واقفة عند الباب فوثبت أم احمد لاستقبالها بجسمها ولفظها قائله: صدقت يا خاله فما مات أخي خليل إلا برصاص الثورة المزعوم تفضلي بالجلوس قالت الحاجة عزيزة: عظم الله أجركم يا بنتي وجزى الله المتثببين ثوءً) فردت أمل :بل شهيد يا خاله انه شهيد الثورة )ردت الحاجة عليها :أي شهيد بل فقيد يا بنتي ذهب دمه هباء وقٌطفت زهرة شبابه ثدى) فأضافت أم احمد : وليتها وقفت عليه لوحده بل إن الكثير من أبنائنا غٌرر بهم لصالح أناس معلومين ومجهولين لهم مصالح معده سلفا) بالله عليك يا أم احمد لا تتحدثي هكذا فقد نلت قسطا من التعليم يخولك التمييز بين الأمور والبت فيها! عن أي مصالح اكبر من مصلحه الوطن تتحدثين وأي مجهولين أولئك الذين في مقدرتهم تحريك الجمهورية عن بكره أبيها وتجييش الملايين وأي ملايين! إنهم ابناء عشائر مسلحه تركوا سلاحهم الذي نشوء معه ليلتحقوا بساحات اليمن الجديد لتحريره من الظلم قالت أمل ،فردت عليها الحاجة باستغراب قائله: تتحدثين وكأننا في فلثطين عن أي ظلم وتحرير الدولة ليثت اثرائيل فليذهبوا للقدث إذن إن كان فهيم خيرا) فردت أمل قائله: لا تذهبي بناظريك بعيدا فها هي أم إسلام تجلس بيننا وزوجها مغترب منذ خمسه عشره سنه عمر يا خاله !! بربك لو كان النظام يأبه لأمر اليمن ومواطنيه ما احتاج أبو إسلام وغيره للغربة والذل في بلاد الغير لتوفير لقمة العيش فردت أم إسلام:وماذا فعلت الثورة ؟؟ بل على العكس تماما فقد ها تفني أبو إسلام ليعلمني انه لن يتمكن هذا العام من قضاء الإجازة هنا بسبب الأوضاع. التفت ابتهال للجالسات قائله : منذ نشوب هذه الأزمة ولم نهنئ جميعنا بالنوم ليله دون دوي المدافع وأزيز الرصاص وكم يطحنني الخوف من أن اخلد لنوم ليله أنا وزوجي وأولادي فتكون تلك ليلتنا الاخيره برصاصه غادره ،فردت سميه عليها: حتى أني بت أخشى أدنى صوت بل إني بت أتوجس من صوت الهاتف الذي اظنه سيحمل لي في أي وقت خبر موت احد الاحبه.
وقفت وفاء توزع القهوة على الحاضرات وهي تقول :ليت الأمر توقف عند هذا الحد بل إن الأزمات تتوالد وتتفاقم فمن أزمة الكهربا الى ازمة الغاز والبترول والديزل لقد تورمت قدما أمي يا جماعه من المشي يوميا إلي بيت جدتي للاطمئنان عليها بعد أن تعطلت حركه المواصلات ويعلم الله كيف سيأتي علينا رمضان هذا العام.فوثب تنبؤ الحاجة قائلا(اثوء يا بنتي نثأل الله الثتر) فما كان من أمل التي تشبعت من كل هذه الأحاديث إلا أن وثبت هي بدورها لتتوسط المجلس واقفة وبصوت ينضح منه العزم قائله : ما ذكرتموه كان موجودا بل ومتجذرا في واقعنا ولذلك قامت الثورة، أزمة الغاز ومشتقات البترول كانت تحيق بنا، ثم عن أي كهرباء تتحدثن هل نسيتن كيف كنا نقضي جل عامنا في ظلام دامس بل إن الأمر يسوء في المناسبات خصوصا في رمضان حتى كرهنا شهر العبادة الذي اختصه الله برحمات واختصه النظام بالأزمات. لقد قامت الثورة ليتمكن زوجك يا أم إسلام من العمل والعيش في وطنه وبين أطفاله، لقد قامت الثورة يا سميه حتى لا تخشِ بعد الآن صوت الباطل مهما زمجر وعن أي جهاز صدر، قامت الثورة يا وفاء حتى لا تتوالد الأزمات لدينا في وقت تتوالد فيه في دول الغير الإنجازات وقامت الثورة يا أم احمد حتى لا يٌقتل المزيد من أبناءنا بسلاح الثأر والاميه والبطالة والعجز والتهميش والغربة وقامت الثورة يا ابتهال وليست ألازمه لنثبت للعالم أن بلد الستين مليون قطعه سلاح يوم صنع ثورتها صنعها دون إطلاق رصاصه واحده من شباب الثورة .قامت الثورة يا خاله عزيزة حتى لا تفقدي باقي أسنانك بفعل لصوص جدد كأولئك الذين تسللوا بيتك فلم يجدوا ما يسرقونه سوى دبه الغاز ولم يجدوا من يقاوموه سوى صف أسنانك العلوي .