أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

ذواكرنا ليست مثقوبة يا علي البخيتي !

- طارق البنا
الهمجية الحوثية لم تستطع السيطرة على نفسها أكثر أمام مجموعة من الصحفيين الذين اعتصموا اليوم مع أسرة البطل محمد قحطان للمطالبة بالإفراج عنهم .. 
 
تعرضت المجموعة للضرب المبرح والإعتداء العنيف ، محمود ياسين وعبدالرشيد الفقيه وماجد المذحجي وآخرون تعرضوا للاختطاف بعد الاعتداء ولا أحد يدري أين هم الآن !!
 
بين ضحايا الهمجية الحوثية اليوم ، علي البخيتي ، اللسان السليط للحوثيين منذ زمن ، وأكثر من تغنى منهم وصنع من وجوههم القبيحة معلقات شعرية وأغان وطنية وملاحم بطولية استطاع التدليس من خلالها على كثير من الناس.. 
 
البخيتي ، وفي إطار مهمة محدودة مرسومة له من أسياده ، صار ينتقدهم مؤخرا ، وحتى في انتقاده يعمل على دس السم بالعسل ..
 
حتى اليوم وهو يتعرض للضرب تعرض من معه للاختطاف فيما لم يختطف هو ، استمر علي البخيتي في مغالطاته ، قال إن أسلوب الاعتداء على أهالي المختطفين هو تكرار للجرائم التي كانت ترتكب ضد الحوثيين وأهاليهم ، وكأن الحوثيون ينتقمون فقط لما جرى لهم ! 
 
البخيتي يكذب ، وهذا ديدنه ، لمحاولة خلط الحابل بالنابل، وإظهار الجميع متساويين في الخطأ ، وأن الصراع الحالي مجرد انتقام ، وليس صراع بين مرحلة ومرحلة ، بين جماعة باغية تريد استعباد الشعب من جديد ، وإعادة الدولة إلى تحت قدم (الإمام) والسيد ، وبين شعب يبذل كل ما بوسعه للحفاظ على جمهوريته ، ويعرض نفسه للموت أو الاختطاف ، كي لا تموت أو تختطف "الجمهورية" ! 
 
ولأن ذواكر الكثيرين مثقوبة سينسى هؤلاء كل أفاعيل البخيتي ، سيذرفون الدموع حين يرون صوره وهناك خدش في فخذه ، الصور التي انتشرت فور الحادث مباشرة وكأن (المخرج عايز كده) .. 
الصور التي يحاول البخيتي من خلالها التغطية على مواقفه، وكتاباته، وتصريحاته،  وسفرياته،  وسائر أنشطته التي دعم من خلالها جماعة الحوثي والتي صنعت آلاف الصور لبلد منكوب على كل المستويات ، ووطن جرى الدوس على كرامته بأقدام متسخة خرجت من الكهوف مباشرة إلى قلب العاصمة لتمارس مهام الدولة ، 
حتى غدا اسم الدولة المغتصب في حضن هذه الجماعة النزقة مرادفا لكل ما هو سيء ! 
 
وبتتبع مواقف البخيتي يدرك كل ذي لب أن مهمة الرجل محصورة في تعميم الخطأ على الجميع ، ومساواة خطايا الحوثيين التي لا تغتفر بأخطاء مارسها حليفهم الحالي ضدهم سابقا .. 
الأخطر من هذا هو محاولة تصدير كل ما يحدث على أنه صراع بين الإصلاح والحوثيين ، وكأن الصراع سياسي بحت انتقل الى مربع العنف ، قافزا من على حقيقة أن الشعب اليمني بكل أطيافه - ومنهم بعض الحوثيين المتعقلين والذين جرى تكميم افواههم بطريقة أو بأخرى- ضاقوا ذرعا بهذه المليشيا اللعينة وفي مدة وجيزة ، لم يستطع فيها الحوثيين الحفاظ على مكياج الحداثة والمدنية الذي ظل البخيتي ومن معه من الجوقة يزينون به وجه الجماعة ، ويلبسونها فساتينا جميلة ويرشون على صدرها أفخم العطور ، فيما الأصل في أنها ليست سوى "عبارة مجاري" أو "غرفة تفتيش" ! 
 
 
ومن يركز ويسبر أغوار المواقف الاخيرة والتي هاجم البخيتي جماعته من خلالها ثم عاد لمدحها بحجج مختلفة ، في ظل السماح له بفعل ما يشاء ، يدرك تماما أنه يجري تلميع البخيتي بصورة خطيرة لأداء أدوار مستقبلية ، وضرب اليوم والإعتداء الذي تعرض له هو فصل من فصول هذا التلميع لا أكثر ! 
 
لست غبيا لأؤمن بالبخيتي كملاك أو حتى إنسان سوي ، سيل من المواقف السابقة يجبرني على التعامل معه كمرتزق ، مرتزق ذكي فقط ! 
 
حاليا نحن أمام أمر جلل ، البخيتي تعرض للاعتداء وذهب إلى بيته ليرسل الينا صوره وهو بالشورت القصير ، هذه الصور والحبكة الدرامية والكلام المؤثر قد تجلب له جائزة ذات يوم ، فيما تم اختطاف ثلة من أبرز الشخصيات النقية مهما تفاوتت مواقفها واختلف الناس حولها ،  محمود ياسين وعبدالرشيد الفقيه وماجد المذحجي وغيرهم ! 
 
هل الاعتداء على البخيتي تم للتغطية على اختطاف هؤلاء ؟! 
 
ربما.

Total time: 0.0457