عندما أدرك قادة الخليج أن أمريكا أدارت ظهرها لهم وباعتهم لإيران بثمن بخس دراهم معدودة ، وسلَّمت الخليج لإيران ليكون لها ما فوق الأرض ولأمريكا ما تحت الأرض عبر إتفاقية ما تعرف بالاتفاق النووي ، كان لابد لقادة الخليج وعلى رأسهم السعودية أن يوجهوا عدة رسائل منها لإيران ومنها لأمريكا عبر هذه العاصفة ،
الرسالة الأولى التي أرادوا وصولها لأمريكا أننا قادرون على حماية أمننا وأرضنا وعرضنا دون الرجوع إليكم أو الاعتماد عليكم ، بل قادرون على تشكيل تحالف عربي للدفاع عن أمننا القومي العربي ، وفي حقيقة الامر هم يُشكروا على هذا التحرك الجاد بعد ما رأو غدر حليفهم الاستراتيجي لهم وان كان هذا التحرك متأخر ، أقنعت أمريكا قادة الخليج أن تدمير القوة العراقية وإزاحة حركة طالبان عن السلطة في أفغانستان كان خطأ إستراتيجيا عمل على تقوية نفوذ إيران في المنطقة بل سهل من تمدد إيران في المنطقة ، والذي أدركه قادة الخليج وللأسف كان متأخرا أن تدمير العراق واحتلال أفغانستان كان مقصودا مع سبق الترصد والاصرار من قبل حليفهم الاستراتيجي أمريكا لتسهيل مهمة إيران وتمددها في المنطقة .
الرسالة الأخرى التي أرادوا ان يوجهونها إلى إيران عبر هذه العاصفة أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام أحلام وأطماع إيران التوسعية في المنطقة وأنهم قادرون أن يُكرروا هذه العاصفة في أماكن أخرى في المنطقة لكبح أطماع إيران التوسعية ،
وكذلك من ضمن هذه الأهداف تدريب الجيش الخليجي الذي لم يخض حربا حقيقية منذ عشرات السنين وإعداده وتجهيزه عبر هذه العاصفة ليكون قادر على حماية أمنه القومي من أطماع الطامعين وعبث العابثين .
كذلك من ضمن هذه الأهداف سحب مليارات الدولارات من بنوك أوربا وأمريكا التي عجزوا عن سحبها من قبل عبر صفقات أسلحة بحجة إستمرار العاصفة ،
كذلك أدرك قادة الخليج أن داعش صناعة أمريكية إيرانية لزعزعة أمن الخليج وان امريكا غير جادة في محاربة داعش ، فكان من ضمن أهداف هذه العاصفة تكوين تحالف عربي واسلامي لتدمير وإنهاء أسطورة ومهزلة داعش أو ما يُسمى بدولة الخرافة في العراق والشام .
أما أهداف هذه العاصفة داخليا ويمنيا فهو يتمثل في الآتي :
سماح الرئيس السابق علي صالح لقوى التحالف بعمل هذه العاصفة على أرضه مقابل تدمير جماعة الحوثي التي تأكد صالح أنها وراء الحادثة التي وقعت في دار الرئاسة وأرادت قتله ، وكذلك ضرب حزب الإصلاح الذي هو سبب رئيسي في الإطاحة بصالح من على كرسي السلطة في اليمن ، وما يحدث في تعز لهو خير دليل واكبر شاهد ولا داعي للتوضيح اكثر فالحليم تكفيه الإشارة والعبد يُقرع بالعصى ، وقد صرَّح مراسل الجزيرة في اليمن سمير النمري أكثر من مرة أن علي صالح ونجله أحمد هما غرفة عمليات التحالف في اليمن لتدمير القوى السياسية المناوئة لهم لفرض واقع سياسي جديد في اليمن ، والذي يظهر أن دول الخليج ستدعم عودة أحمد علي صالح إلى اليمن وستدعم ترشيحه بقوة وكذلك ستعمل دول الخليج على دعم الاقتصاد اليمني وربما دخول اليمن المنظومة الخليجية على المدى البعيد لمواجهة تمدد إيران وأطماعها التوسعية في المنطقة .