أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

احمد الصوفي في حوار مع «عكاظ»: الرئيس طالب بضرورة انهاء ثقافة الانتقام والبدء في حوار سياسي لإنهاء الأزمة اليمنية.

- صباح الذيباني
أكد أحمد الصوفي المستشار الإعلامي للرئيس اليمني في حوار أجرته معه «عكاظ» بعد لقائه الرئيس اليمني في الرياض، أن الرئيس طالب بضرورة انهاء ثقافة الانتقام والبدء في حوار سياسي لإنهاء الأزمة اليمنية. وأكد الصوفي على ضرورة تشكيل لجنة تحقيق دولية لمعرفة من وراء استهداف النخبة السياسية في اليمن. وقدم الصوفي شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين وحكومة المملكة للتسهيلات الصحية التي قدمت بلا استثناء لجميع أركان الحكومة اليمنية وبشكل خاص للرئيس اليمني. وأكد أن ظهور الرئيس في الإعلام يعود لقرار الأطباء.

• بداية أطلقتم تصريحات مؤخرا، مفادها ان الرئيس اليمني سيظهر خلال 48 ساعة.. ما هي أسباب التأجيل، المفاجئ، والمتكرر لظهور الرئيس أمام الإعلام اليمني؟
ــ نعم هذا صحيح، أنا صاحب تصريح ظهور الرئيس خلال 48 ساعة لوسائل الإعلام، ولكنني عندما توجهت الى الرياض، اتضح ان حساب البيدر لا يتفق مع حساب الحقل، والإخوة الاطباء كانوا قد دخلوا في مرحلة دقيقة من مرحلة العلاج التجميلي للرئيس، وهو العلاج الذي يحتاج لأجواء طبيعية غير مكشوفة، وعليه اتضح انه لا يمكن نقل الرئيس صالح الى مكان خارجي للتصوير، تخوفا من تعرض جلده للأتربة والغبار واشعة الشمس، لأنه كما ذكرت في مراحل التجميل النهائية. وفي هذه المرحلة بالتحديد فإن الجلد يستطيع نقل أي نوع من الجراثيم من الجو وهو الأمر الذي قد يؤثر على الجلد، وبالتالي تم اسقاط فكرة ال 48 ساعة جملة وتفصيلا.. وكان أمامنا خيارات عدة تم مناقشتها مع الأطباء، ويمكنني أن أؤكد لكم ان الرئيس يستطيع ان يظهر امام الإعلام في أي وقت، ولكننا كإعلاميين وسياسيين علينا ان نهتم بظهوره المشبع للجمهور، لكي يفي برغبات الشعب اليمني، والمهتمين برؤية الرئيس صالح. وكما تعلمون هناك التزامات وبرتوكولات يفرضها هذا الظهور خاصة انه سيكون بعد انقطاع لفترة طويلة. 
ولكننا لم نكذب على الرأي العام، لأن صحة الرئيس تحتمل ظهوره في أية لحظة ولكن هذا الظهور يجب أن لا يكون على حساب توصيات الاطباء الذين وقفوا بحزم ضد الخروج عن السياق العلاجي المحدد له في برنامجه الصحي.
• هل هذا يعني أن الظهور الإعلامي للرئيس ما زال قائما؟
* بالتأكيد، ونجري حاليا ترتيبات دقيقة بالتوافق مع توصيات الأطباء ونصائحهم وبين متطلبات ورغبة الرأي العام اليمني الذي يتشوق لمشاهدة الرئيس.
• متى سيتم ذلك.
ــ هذا يعود لتوصية الأطباء وأعتقد انه سيتم قريباً ، وعندما يعطي الأطباء الضوء الاخضر سيتم ذلك نحن جاهزون فنيا وننتظر السماح من الأطباء المعالجين له.
• صدرت مؤخرا تصريحات من نائب الرئيس عن تدهور صحة الرئيس صالح، ما هي حقيقة هذه التصريحات؟
ــ في الحقيقة أن نائب الرئيس تحدث بأمانة وصدق، لشبكة «السي إن إن» حول اللحظات التي أعقبت حادثة التفجير، ولكن الإطار الذي تحدث فيه نائب الرئيس يكاد يكون اطارا قديما للحظة ما بعد التفجير.. وأعتقد ان التصريحات فهمت خارج سياقها حيث مضى على التفجير اكثر من شهر والحمد لله فإن الرئيس يتمتع بصحة جيدة جدا. ولهذا فهمت تصريحات نائب الرئيس بشكل خاطئ لأنه كان يتحدث عن مرحلة ما بعد التفجير. والأمر مختلف تماماً لأن الرئيس بدأ مهامه بشكل كامل وصحته ممتازة.
• أنتم من أكثر الشخصيات التصاقا بالرئيس، وكما أنكم التقيتم به في جناحه الخاص بالمستشفى هل يمكن وصف وضعه الصحي بشكل دقيق؟
ــ قد يكون كلامي مجروحا في صدقيته، ولكن أقول انني التقيت الرئيس في جناحه. وكنت أسمع صوته قبل اللقاء يناديني عندما علم أنني بالقرب من الجناح باسمي ثلاث مرات، والتقيته بحضور وزير الخارجية القربي ووزير الصحة عبدالكريم راصع، وكان عليه بعض الشاش الابيض وابتسم وسألني عن اوضاع اليمن.. وأبلغته ان الشعب يرغب في رؤيته، وعلمت بعد مشاهدته على الطبيعة ان بعض المتوهمين في اليمن الذين يراهنون على صحة الرئيس هم في الحقيقة الآن في وعكة صحية، لأن الرئيس تماثل للشفاء و في صحة جيدة. ونحن نرى أن التركيز فقط على صحة الرئيس وتجاهل عملية الاغتيال الفاشلة احد الأخطاء الرئيسية التي يجب معالجتها ولهذا نحن نرى ضرورة تشكيل لجنة تحقيق دولية لمعرفة من وراء استهداف النخبة السياسية في اليمن ومن يرغب في تدمير المكتسبات اليمنية.
• هل يمكن إعطاء تفصيلات عن ملامح وجه الرئيس اليمني؟
ــ في الحقيقة لا يجوز لي التحدث في تفاصيل هذا الامر، لان هذا يعود للأطباء ولا أملك صلاحية الحديث. وكما تعلمون ان الرئيس تعرض لمحاولة اغتيال مدبرة وكبيرة وحدثت عملية شديدة الانفجار داخل المسجد، كما ان الهواء تحول الى غازات داخل المسجد والحق اضرارا ملموسة على جسده ووجهه.
• ماذا دار خلال لقائكم مع الرئيس؟
ــ لقد ناقشت خلال لقائي معه مضامين الخطاب السياسي الذي من المفترض ان يلقيه وهو أصدر توجيهات لوزير الخارجية أبو بكر القربي تتضمن جملة من الافكار السياسية وقال بالحرف الواحد «اذهبوا والتقوا بالقوى السياسية لوضع آليات تنفيذية للمبادرة الخليجية» وهذا يعكس حرصه على اعطاء الأولوية لتنفيذ المبادرة الخليجية.
• ذكرت بعض التقارير أن الصاروخ الذي سقط على دار الرئاسة هو امريكي النوع كما تناقلت الأنباء ان عبوة ناسفة كانت موضوعة في المسجد ما هي صحة هذه التقارير؟
ــ نحن ننتظر نتائج التحقيقات وقد يشارك في التحقيقات خبراء من امريكا وروسيا لمعرفة المزيد من المعلومات حيال التفجير خاصة أن القذائف التي سقطت كانت تتمتع بكثافة التفجير وتحول الهواء الى غازات. ولا اعتقد ان أي طرف في اليمن يملكون هذا النوع من التقنية وقد تكون هناك اطراف داخلية شاركت في هذا التفجير عبر تقديم معلومات عن الاحداثيات وتسهيل عملية التفجير. ونحن نطالب بتشكيل لجنة تحقيقات دولية على غرار لجنة التحقيقات في اغتيال رفيق الحريري لمعرفة من وراء الحادثة.
• ماذا عن صحة بقية أركان الدولة؟
ــ الجميع بصحة جيدة ولقد التقيت رئيس الوزراء ورئيس مجلس الشورى والنواب وكبار المسؤولين، والبعض منهم يتأهب للعودة الى اليمن وفي الحقيقة هناك سباق ماراثوني للعودة خاصة من جانب رئيس مجلس النواب الراعي، الذي يريد ان يسبق الرئيس صالح في العودة الى اليمن والذهاب الى مكة لأداء العمرة، واعتقد ان هذا التنافس يعكس الروح المعنوية العالية التي يتمتع بها الجميع. وأنتهز هذه الفرصة لكي أتقدم بالشكر لخادم الحرمين الشريفين وحكومة المملكة للتسهيلات الصحية التي قدموها بلا استثناء لجميع أركان الحكومة اليمنية وبشكل خاص للرئيس اليمني.
• ماهي أولويات الرئاسة في المرحلة القادمة؟
ــ أولوياتنا تكمن في إنهاء ثقافة الاغتيال من الخطاب اليمني وتجاوز فكر الانتقام السياسي والدخول في برنامج عمل واضح للخطوات اللاحقة لتنفيذ المبادرة الخليجية وبناء المؤسسات عبر الانتخابات الديمقراطية .

Total time: 0.044