أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

تقرير يحكي قصص مؤلمة من تعز: " نزوح التعليم " إمتحانات : خارج أسوار المدينة

- طاهر الشلفي
تقرير لـ مركز الدراسات والإعلام التربوي  يكشف جزء من معاناة طلاب مدينة تعز . 
 
مع استمرار الحرب في محافظة تعز ،و الحصار المضروب على سكان المدينة ، تتقلص فرص آلاف الطلاب من إكمال عامهم الدراسي السابق، ناهيك عن فرصة مواصلة التعليم ،والالتحاق بعام دراسي جديد؛ أعلنت الوزارة موعد بدء الدراسة الفعلية فيه الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني .
 
 *إطار قانوني 
 
-يمنح القانون الدولي لحقوق الإنسان،والقانون الدولي الإنساني ،والقانون الجنائي الدولي   الحماية القانونية الدولية لكل من الحق في  التعليم بصفته أحد حقوق الانسان  وللتعليم بصورة أعم خصوصا في ظروف انعدام الآمن ونشوب النزاعات المسلحة وتجرم تدمير المنشأت التعليمية، أو استخدامها لاعمال عسكرية .  
-كما تنص مخرجات الحوار الوطني على تحيد المؤسسات التعليمية وتجنيبها الصراعات السياسية والعسكرية . 
 
*أرقام مخيفة 
بحسب تقرير صدرمؤخرا عن وزارة التخطيط  فإن 2.9 مليون طفل محرومين من التعليم في اليمن.
 
أما نسبة الالتحاق بالتعليم الاساسي فقد انخفضت بشكل حفيقي من 72./ إلى 58./.
 مع بداية العام الدراسي 2014-2015م . 
 
كما أن هناك قرابة 1000مدرسة غير جاهزة لبداية عام دراسي جديد .
 
* طلاب تعز اكثر حرمانا 
 
و في تقرير سابق أصدره  المركز في منتصف سبتمبر الماضي بعنوان :"إغتيال جيل " حول وضع التعليم في تعز قال المركز ان  أكثر من  160مدرسة في تعز تعرضت للانتهاك منها : 60 مدرسة تعرضت للقصف المباشر وتضررت بشكل كلي أو جزئي و62مدرسة تستخدم مراكز لايواء النازحين، و38مدرسة تستخدم لاعمال عسكرية 
وأن 92 من مدارس مدينة تعز لم تستكمل نتائج إمتحانات طلاب النقل للعام الدرسي الماضي 2014- 2015م وتوصلها إلى الإدارات التعليمية في المديريات أو المحافظة .
 
و فيما يخص الإمتحانات الوطنية، لطلبة الصفين التاسع والثالث الثانوي ،فقد أجلت الوزارة إمتحانات 7مديريات بمحافظة تعز ضمن المديريات والمحافظات المؤجلة امتحاناتها ؛ لعدم توفر الاجواء الآمنة و هي: شرعب السلام ، مشرعة وحدنان ، صبر الموادم ،  التعزية ،المظفر، القاهرة ،صالة . 
-يمثل طلاب هذه المديريات 50./.من إجمالي طلاب المحافظة  المتقدمين للامتحانات ذاتها ،الذين يزيد عددهم على  (100.000) ألف طالب وطالبة . 
 
*معالجات الوزارة
تقول وزارة التربية والتعليم أنها اتخذت عدد من الإجرات لضمان عدم حرمان الطلبة  من أداء إمتحاناتهم وعلى رأسها إعتماد نظام المركز الامتحاني الواحد الذي أتاح للطلاب النازحين فرصة إجراء إمتحاناتهم في الأماكن التي يتواجدوا فيها .
إضافة الى امتحانات المرحلة الثانية للمناطق التى صعب اجراء امتحانات فيها بسبب الحرب .
 
 *مرحلة ثانية في  تعز !
 
في 17أكتوبر الجاري ،دشنت الوزارة المرحلة الثانية من الامتحانات في المحافظات والمديريات المؤجلة ؛ غير أن الوضع الذي تعيشه مدينة تعز جعل مكتب التربية بالمحافظة يرجى يومين إضافيين لاستكمال التجهيزات اللازمة .
منذو أغسطس الماضي وحتى أكتوبر الجاري لم يحدث في الوقع أي تغير ايجابي، في تعز الزمن هو المتغير الوحيد !
 أما الوضع الذي أجلت لأجله الإمتحانات فقد إزداد سوءا ،فيما الحرب لم تضع أوزارها بعد ،و وما زال استخدام المدارس والمؤسسات الإعلامية للتمترس .
 
* اتجاه إجباري ومصير مجهول !
 
أ/محمد الجلال نائب مدير مكتب التربية والتعليم بالمحافظة يقول :للمركز " لم نستطع إقناع أطراف النزاع بإخلاء المدارس من المسلحين وتوفير أجواء آمنه، اتخذنا قرار نقل إمتحانات طلاب مديريات المدينة "القاهرة ،المظفر ،صالة " الى المديريات الريفية المؤجلة ، و عممنا على مدراء المدارس ومدراء التربية بإبلاغ الطلاب بذلك . 
يضيف "الجلال "ان هذه المرحلة نهائية ولا صحة عن دورة ثالثة لطلاب هذه المديريات  . 
 
أ/عادل العليمي مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية المظفر.قال للمركز أن غلب طلاب المديرية لم يتمكنوا من اجراء امتحاناتهم وأن هناك اتفاق مع الوزارة على مرحلة ثالثة  لكنه لم يحدد لنا تاريخ ذلك  .
 
 حاولنا التواصل مع مدير الإمتحانات بالمحافظة ليقول الفصل ؛غير أن محاولتنا بأت بالفشل نظرا لانقطاع التلفون الارضي وضعف التغطية في شبكات المحمول .
 
*  مقومات الحرمان 
 
 تعد تعز المحافظة الأولى من حيث عدد الطلاب المسجلين بالتعليم العام  فبحسب احصائيات الوزارة للعام 2012 -2013م بلغ عدد طلاب التعليم العام بمحافظة تعز (798.851) ، 25./.منهم يتركزون في مديريات المدينة الثلاث "القاهرة -المظفر- صالة "
فضلا عن نوعية التعليم الذي تحضى به هذه  المديريات مقارنة ببقية مديريات المحافظة .
 
كما أن مدارس المعاقين بالمحافظة تنحصر في هذه المديريات دون غيرها .
 
 تقول الارقام الواردة إلينا أن عدد الطلبة المتقدمين للإمتحانات في مديريات المدينة الثلاث  " القاهرة-المظفر ،صالة" لا يقل عن(23) ألف طالب وطالبة يمثلون 24./.من إجمالي الطلاب المتقدمين بالمحافظة للامتحانات ذاتها نصفهم طالبات .
كما تصل نسبة الطالبات الى 26/من  اجمالي الطالبات المتقدمات للامتحانات على مستوى المحافظة  الى 11./. من إجمالي الطلاب والطالبات .
فيما يقدر المتقدمين للامتحانات من ذوي الاحتياجات الخاصة (المعاقين) بالعشرات  .
 
* صور من الحرمان
 -" رفضت أسرتي النزوح الى القرية حتى لا أحرم من الامتحان ..وبالاخير اكتشفت أن زملائي قد امتحنوا 3مواد دون ان أعلم ..أنا ذكية ومجتهدة ولا أريد أن أعيد عام دراسي "
هكذا تلخص "فاطمة صادق" طالبة بالصف التاسع- مدرسة الشهيد الحكيمي بالمظفر ،معاناتها وهي تكفف دموعها .
 
- يقول أ/(أ. ع.م ) 
 
يوم الخميس 21أكتوبر الجاري قرابة الساعة العاشرة صباحا وأثنا مروري بجوار إحدى المدارس وجدت ثلاث فتيات يقفن بتسمر أمام بوابة المدرسة وفي الداخل يقف أحد الشبان المدجج بالاسلحة
 و حين أقتربت منهن لاسمع ما يدور اكتشفت أنهن من طالبات الصف التاسع بالمدرسة اتين ليستوضحن عن موعد امتحانهن ومكانه ويبحثن عن ارقام جلوسهن"
 
- " لا استطيع توفير مصاريف الاكل والشرب كيف بنوفر 2000ألفين ريال يوميا  لكي نصل الى مراكز الامتحانات.."
هكذا لخص حرمانه ،محمد فؤاد  -طالب تاسع - أستشهد أبوه في ثورة فبرائر 2011م  .
 
- تقول إحدى الأمهات 
بأن قرار إجراء الامتحانات خارج المدينة كلفها 300ثلاثة ألف ريال يوميا لاننا لا نقدر على إرسال بناتنا دون مرافق .
 
  - " عبير ،سمية ،نوره " 
من طالبات مديريات المظفر يقطعن كل يوم قرابة 20 كيلوا متر ذهابا وإيابا لاداء إمتحانهن يجبرن على التوقف للتفتيش في 6نقاط حتى يصلن إلى قاعة الامتحان .

Total time: 0.0548