يشهد العديد من المدن اليمنية تصاعداً لافتاً لحدة الأزمات المعيشية الناجمة عن التصعيد في تداعيات الأزمة السياسية القائمة في البلاد واتساع نطاق المواجهات المسلحة التي تخوضها القوات الحكومية الموالية للنظام الحاكم في جبهات عدة متفرقة ومتزامنة .
في شمال العاصمة صنعاء تفاقمت الأوضاع الإنسانية في مديريتي “أرحب ونهم “جراء تصاعد العمليات العسكرية العنيفة التي تنفذها ومنذ أيام متصلة، وفي توقيت متزامن، وحدات مكثفة من قوات الحرس الجمهوري التي يقودها العميد أحمد نجل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، الأمر الذي تسبب، وبحسب ما أفادت به مصادر محلية بالمنطقتين ل”الخليج” في نزوح معظم سكان القرى المستهدفة بعمليات القصف الصاروخي والمدفعي المستمر بخاصة في مديرية أرحب التي شهدت إخلاء جماعياً لست قرى وعمليات نزوح قسري للسكان المحليين باتجاه مديريات مجاورة بعمران .
وفي الحديدة، غربي البلاد، يواصل حشد من سكان مديريات “باجل” إحدى كبريات مديريات الحديدة قطع الطريق الرئيس الذي يربط الحديدة بالعاصمة صنعاء احتجاجاً على تفاقم الأوضاع الإنسانية والصحية نتيجة استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن الحديدة وهو ما تسبب في مصرع ما لا يقل عن 30 مدنياً وانتشار أعراض الإصابة بتسلخات جلدية في أوساط السكان وبخاصة الأطفال نتيجة الحرارة الشديدة .
وتشهد المدينة نفسها مظاهر انتشار أمني وعسكري واسع النطاق في أرجائها كافة عقب تصاعد الفعاليات الاحتجاجية المنددة باقتحام مجاميع عسكرية مسلحة من قوات الحرس الجمهوري لحرم جامعة الحديدة واعتقال ناشطين مناهضين للنظام الحاكم من طلاب الجامعة .
من جهة أخرى، تصاعدت حدة الاضطرابات في مدينة البيضاء (وسط البلاد) جراء تصعيد محافظ المدينة والوحدات الِأمنية والعسكرية الموالية للنظام من عمليات القمع المسلح ضد المعتصمين بساحة “الثوار” . وأكد عبدالجليل أحمد نصر القواس، أحد الناشطين بالساحة التي يعتصم فيها عشرات الآلاف من الشباب المطالبين بإسقاط النظام ل”الخليج” أن الساحة تعرضت لمحاولتي اقتحام مسلح نفذتها مجاميع مسلحة مدنية تابعة لمحافظ المدينة معززة بقوات من الحرس الجمهوري وقوات تابعة لمديرية أمن البيضاء . وأشار إلى أن ثمة مجاميع قبلية مسلحة تقودها وجاهات قبلية موالية للمعتصمين بالساحة بدأت فعلياً في ممارسة مهام الحراسات المسلحة لحماية المعتصمين من انتهاكات القوات الحكومية وأتباع المحافظ .
وفي ذمار، جنوبي العاصمة، تصاعدت مظاهر السخط والغضب الشعبي في أوساط سكان المدينة جراء الانقطاع التام للمياه لليوم الخامس على التوالي، فيما اعتبر وعلى نطاق واسع بأنه بمثابة “عقاب جماعي” للسكان جراء دعم قطاعات شعبية واسعة للثوار الشباب في ساحة التغيير . وتفاقمت أوضاع السكان الإنسانية والاجتماعية والمعيشية في معظم مديريات أبين، الواقعة جنوبي البلاد، جراء التصعيد المضطرد للحرب المتصاعدة بين القوات الحكومية الموالية للنظام ووحدات مكافحة الإرهاب ضد مجاميع مسلحة تابعة ل”أنصار الشريعة” لتهيمن مشاهد النزوح الجماعي وصور الجثامين المتناثرة في الطرقات والشوارع بمديرية زنجبار ومظاهر التراجع في مفردات الحياة العامة بمديريات “جعار” و”مودية” وغيرها من مديريات أبين نتيجة تصاعد المظاهر المسلحة في كل أرجاء هذه المناطق .
من ناحية أخرى، تعيش مدينة مأرب شرق البلاد أجواء من التصعيد المضطرد للأوضاع الأمنية عقب توافد تعزيزات مكثفة من قوات الحرس الجمهوري المعززة بمختلف الآليات والمعدات العسكرية والقتالية الثقيلة إلى العديد من المناطق المجاورة لمواقع المنشآت النفطية .
وأكدت مصادر قبلية بمأرب ل”الخليج” أن قوات أمنية وعسكرية بدأت حملة موسعة لملاحقة مطلوبين أدرجت أسماؤهم في قائمة تشمل 43 متهماً بالتورط في تفجير أنابيب النفط وإحراق أبراج الكهرباء بمأرب وذلك بالترافق مع حملة عسكرية تنفذها قوات الحرس الجمهوري لتأمين المنشآت النفطية وإزالة القطاعات القبلية المسلحة على الطريق الرئيس الذي يربط مأرب بالعاصمة صنعاء .