ألمح قائد عسكري إماراتي رفيع إلى تغيير في استراتيجية ودور بلاده في عمليات التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن منذ 26 مارس، تنتقل من "العسكري" إلى العمل "الانساني".
وقال القائد السابق للقوات الجوية والدفاع الجوي في دولة الإمارات، اللواء متقاعد خالد عبدالله البوعينين، إن "هناك أموراً توازي بأهميتها الجهد العسكري، وتتمثل في إعادة شريان الحياة في جميع القطاعات المعطلة"، لافتا إلى أن "قوات المقاومة الشعبية "أصبحت الآن أكثر تنظيماً وأكثر قدرة على الإمساك بزمام الأمور".
وأضاف "استبدال قوات بلاده في اليمن بأخرى، "لا يمكن أن يكون انسحاباً"، لافتاً إلى أن الإمارات أخذت دوراً كاملاً في إعادة الأمن والاستقرار في اليمن، من خلال ما قدمته لإعادة تأهيل البنية التحتية التي دمرتها الحرب، بحسب ما أوردته صحيفة "الامارات اليوم".
وتابع "هناك اقتصاد مدمر، والإمارات تأخذ دوراً مهماً في إعادة تأهيل البنية المدمرة من خلال المساعدات الإنسانية التي يقدمها الهلال الأحمر في جميع القطاعات التعليمية والصحية وفي مجال المواصلات والنقل".
وأكد أن "هناك جهداً كبيراً في هذا السياق الإنساني والمجتمعي، لا يحظى بتغطية إعلامية بالحجم والمستوى نفسيهما".
وشدد على أن الحوثيين "سرطان خطير، ولهم سجل طويل في محاولات التخريب في اليمن"، مشيراً إلى أنهم "ليسوا أصحاب قرار، إذ إن أمورهم بيد إيران التي أوكلت مهمة توجيههم لـ"حزب الله"، كدأبها في التدخل في شؤون منطقتنا، حيث تدفع العرب إلى مقاتلة بعضهم بعضاً.
وقال إن الرئيس السابق علي عبدالله صالح "بنى جيشه على أسس لا وطنية".
ولفت إلى أن "ما يقوم به التحالف من إعادة بناء الجيش الوطني، سيكون له مردود كبير من خلال جمعه جميع اليمنيين، بغض النظر عن طوائفهم وأديانهم وتنوعاتهم".
وكانت دولة الامارات العربية المتحدة، أعلنت أمس (الاثنين)، سحب الدفعة الاولى من جنودها المشاركين ضمن قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، واستبدالها بدفعة ثانية، "لتنفيذ مهامها في اليمن".
والتقى الرئيس عبدربه منصور هادي، مساء أمس، في مقر إقامته المؤقت بالعاصمة السعودية الرياض المبعوث الخاص لدولة الإمارات لدى اليمن مبارك الجابري؛ مثمنا الدعم الايجابي الذي تقدمه بلاده لليمن ،لافتا إلى أنها "لعبت دوراً هاماً اتسم بالقوة والشجاعة والأخوة المتمثل في إغاثة الشعب اليمني وتأهيل عدد من المدارس والمستشفيات والكهرباء وإصلاح شبكات المياه".
يشار إلى أن راديو "RCN" الكولومبية كشف في 23 اكتوبر الماضي، أن الإمارات تكفلت بتدريب 800 من الجنود الكولمبيين المتقاعدين تمهيدا لنشرهم في اليمن.
وذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن الجنود الكولومبيين سيرتدون الزي العسكري الإماراتي وينفذون دوريات راجلة في العديد من المواقع المهمة في عدن.
الجدير بالذكر أن الامارات خسرت حوالي 60 من جنودها في معارك ضد الحوثيين في محافظتي عدن ومأرب.