اخبار الساعة - عبد الكريم الحزمي
رغم شعبيته الكبيرة، وحماس شبابه إلا أن حزب الإصلاح في اليمن لم يكن في يومٍ من الأيام إلا كرت فقط بيد غيره، يستخدم لمنافعهم.
في عام 1994 استطاع صالح من استخدامهم لتعزيز صفه لمواجهة الانفصاليين، فكانوا يسيرون جنباً إلى جنب بجانب الجيش، حتى دخول مدينة عدن، فاستمر تحالفهم مع صالح إلى ان انفض ذلك التحالف عام 97 اثر احتكامهم إلى الانتخابات والتي فشلوا فيها.
حزب الإصلاح طيلة تلك فترة ممارسته السياسة كان يتفاخر بتنظيمه، وفهمه للواقع متباهياً بذلك على الجماعات الاخرى، (فأوكلهم الله إلى فهمهم).
منذ بدء حروب صالح ضد الحوثيين عام 2004 رفض الإصلاح المشاركة في تلك الحروب خشية من استخدامه كرت مرة آخرى، كـ كرت 94 ضد الانفصال التي خرجوا منها دون فائدة حتى أتى عام 2011 لتبدأ اولى شرارة ما يسمى بالربيع العربي.
بداية تلك الاحتجاجات كان حزب الإصلاح له مظاهراته الخاصة والتي حسمها بموافقته على مبادرة صالح، التي أعلنها في حينه، لكنه اضطر لاحقاً إلى لحق ركب الثورة خشية ان ينفرد غيره بالسلطة، فدخلها إلى جانب الحوثيين ظناً منهم ان صالح هو همهم الوحيد وكان تركيزهم على إزاحته من السلطة، لكنه حدث مالم يكن بالحسبان، فما حدث لم يكون في واقعهم الذي ادعوا وزعموا فهمه.
رغم ادعاء الإصلاح سلمية مطالبهم إلا ان الصراعات في أرحب ونهم وخولان وغيرها كانت تقول عكس ذلك، لكن ذلك كله لم يكن ولا حتى 5% مما فعله الحوثييون بحق الدولة والشعب، والأطراف الاخرى.
الإصلاح تهرب كثيراً من ان يكون كرتاً يستخدمه صالح لمواجهة خصومه، لكن ما عجز صالح عن تنفيذه استطاع ان يستخدم هادي لتمريره وتنفيذ ما يريد، ومنها استخدامهم كرت ضد جماعة الحوثي تحت حجة دعم شرعية هادي.
فالمراقب للوضع الحالي، يجد ان ما يدور من معارك حاليا هي بين الحوثيين والإصلاح، بدعم ودفع من صالح وهادي، دون ان يكون اي طرف منهم سعي نحو السلطة، لانهم على علم ان هناك اخرون يعشقون السلطة، كما يعشق غيرهم المال، لذا يظل الصراع بين الطرفين عبثي هدف كل طرف منه هو ضرب قوى الآخر.