لم تفض مهمة جون برينان مساعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما لشؤون مكافحة الإرهاب والأمن الداخلي، في إقناع أركان نظام الرئيس علي عبدالله صالح بالمضي في خطة نقل السلطة، إلى نتائج ملموسة رغم لقاءاته المكثفة مع المسؤولين المدنيين والعسكريين في إطار ما عرف بجهود الفرصة الأخيرة .
وشملت المباحثات التي أجراها المبعوث الأمريكي مسؤولين كباراً في الدولة، والعميد أحمد نجل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح قائد الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء أحمد الأشول .
وكشف دبلوماسيون عن ضغوط أمريكية تمارسها واشنطن حالياً على الرئيس صالح الذي يتلقى العلاج في العاصمة السعودية، تحضه على عدم العودة إلى اليمن والتوقيع على اتفاق لنقل السلطة بصورة فورية، لاسيما بعد التقارير التي تحدثت عن اعتزام صالح العودة إلى اليمن في 17 يوليو/تموز الجاري في الذكرى ال33 لتوليه الحكم في اليمن .
وأكدت دوائر سياسية أن مباحثات برينان مع العميد أحمد تركزت حول آليات نقل السلطة وفقاً للمبادرة الخليجية، مع تأكيد دعم واشنطن للاستقرار في اليمن، وحشد المانحين لتمكينه من تجاوز مشكلاته الاقتصادية، مشيرة إلى أن المسؤول الأمريكي أبلغ نائب الرئيس الفريق عبدربه منصور هادي ونجل الرئيس العميد أحمد أن واشنطن تأمل في إجراءات فورية لنقل السلطة نتيجة تفاقم حال عدم الاستقرار وتنامي تهديد تنظيم “القاعدة” .
وإذ رفعت أحزاب المعارضة سقف ضغوطها على النظام لضمان انتقال سلمي وسلس للسلطة، بدت رؤية هذه الأحزاب متفقة مع الرؤية الأمريكية الخليجية في شأن خطة الخروج من الأزمة، وأكد ناطقها الرسمي محمد قحطان أن عملية نقل السلطة تمثل قضية مركزية ذات أولوية في حل الأزمة اليمنية .
وانخرط شبان الثورة في العاصمة والمحافظات امس الثلاثاء لليوم الثاني على التوالي، في تظاهرات جابوا فيها شوارع المدن للمطالبة برحيل ما تبقى من أركان النظام وتأليف مجلس انتقالي . فيما دعت اللجنة التنظيمية لشباب الثورة جماهير الشعب إلى المشاركة في تظاهرات مليونية اليوم الأربعاء في إطار برنامج التصعيد في عموم المحافظات .
وقالت مصادر سياسية أن جون برينان سيلتقي في مجمع السفارة الأمريكية بصنعاء قادة أحزاب المعارضة في تكتل اللقاء المشترك للبحث في آليات نقل السلطة وتنفيذ المبادرة الخليجية غير أن معلومات لم ترشح بشأن الاجتماع .
وأكد سفير الاتحاد الأوروبي في اليمن ميكيلي سيرفونه وجود إجماع إقليمي ودولي لدعم مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي، التي قال إنها “لا تزال هي المبادرة الوحيدة على الطاولة والسبيل الوحيد للمضي قدما لحل الأزمة اليمنية” . ولفت إلى أن “الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي ستعمل جنباً إلى جنب مع مجلس الأمن والأمم المتحدة للإشراف على تنفيذ خطة دول مجلس التعاون وسوف يتم تحميل أي طرف مسؤولية الفشل” .
ودعا حزب المؤتمر الحاكم أحزاب المعارضة إلى “التعقل ووضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار وعدم التخلف عن الحوار استجابة لدعوة الرئيس وتقديرا للجهود التي يبذلها نائب الرئيس لتجاوز الأزمة الراهنة” .
وجاءت دعوة الحزب الحاكم غداة دعوة المعارضة جماهير الشعب إلى استنفار طاقاتها في إطار التصعيد السلمي للثورة الشعبية لحين اسقاط ما تبقى من أركان النظام المتمردين على الشرعية الدستورية .