حينما يفقد المتحاربون آدميتهم وتصبح أرواحهم في حالة جفاف.
وحينما تُفقأ عيون الحرب ويعمى المتحاربون ويحتفلون بقُدّاس فقدان ضمائرهم.
حينها...
ستدركون..وربما قد لاتدركوا حجم وفداحة ضياع الأمان ، وبشاعة موت الكثير من الأبرياء.
وسيسكن في القلب ألمٌ يدمّر النبض ، ويطفو في النفس وجعٌ لايعلمه إلا ربّ الكائنات.
فالألآم التي تعصف بالقلب يمكنها أن تتعافى بالبوح ، وتستكين الأوجاع بالأنين ، لكنها لن ترى طريقها للشفاء إلا إذا عادت وتشكلت حياتها مرّةً أخرى من غير سوء.

فتقاتلوا كيف شئتم..ولكن...
لاتنسوا أن داخل كل واحدٍ منكم روحاً تكسوها الرحمة ، وفي صدوركم ضميراً يختلج بالإنسانية
وياربّ...
أنزِل على القتلى الأبرياء رحماتٍ بحجم أكوانك وبعدد مخلوقاتك ، وكن مع عبادك الموجوعين ، وامحُ آهات شكوى الخائفين ، واشفِ آلام الوطن.
وسلامي بقدر احترامي.
... جمال شمهان ...