اخبار الساعة - جمال شمهان
ونعلم أن سلطة إتخاذ القرار ، وقوة تنفيذه هو بيد قادة الصراع ، وما المتفاوضون إلا ناقلون لما يمليه عليهم أولئك القادة ، لكننا نتطلع إليهم من زاوية واحدة فقط..هي:
*- كونهم يمنيون ومصيرهم ومصير زوجاتهم وأولادهم وأُسرهم مرتبطٌ بمصيرنا تماماً ، سواء عادوا لليمن لينالوا ماينالنا من خيرٍ أو شر ، وحرب أو سِلم ، أو غادروا فُرادى أو مع أُسرهم لدول أجنبية ، فالسوء الذي سيلحق بنا ، سينالهم لامحالة ولو بعد حين.
لهذا...فإننا ننظر إليهم في جنيف على أنهم ليسوا مجرد ناقلين لتعليمات وقرارات قاداتهم ، لكننا نعتبرهم شركاء مع قاداتهم ، إما في إتخاذ قرار إنهاء الصراع السياسي ووقف الحرب ، أو في إستمرار الحرب وقتل اليمنيين ولن تستثني الحرب حتى أهلهم وأقاربهم ، ومناصريهم ومؤيديهم!.
فإما أن تكونوا أيها المتفاوضون عنواناً للمحبة والسلام والتسامح والتصالح.
أو أن تصبحوا في ذاكرة التأريخ من علّق عليكم الشعب آماله فخذلتموه ، ومن وثق بكم الوطن فدمرتموه.
فاحذروا من لعنة الشعب.
واحذروا من لعنة الوطن.
واحذروا أن يلعنكم التأريخ.
أويلعنكم الله وملائكته والناس أجمعين.
فكونوا صنّاعاً للسلام واحقنوا دماء شعبكم ، واحفظوا ما تبقى في وطنكم من الدمار.
★ وتذكّروا..
أن العظماء فقط...هم من يصنعون المواقف العظيمة.
فتقرير مصير اليمن وشعبه اليوم هو الموقف العظيم الذي سيجعلكم عظماء وأنتم أنفسكم من ستجعلون أنفسكم عظماء..أو عكس ذلك.
★ وتذكّروا أيضاً...
أننا كلما نرى الدقائق والساعات تتهاوى وتتساقط في ((جنيف2)) دون وصولكم لفك رموز شفرة الصراع ووقف الحرب في اليمن ، تتهاوى وتتساقط معها آمالنا التي لانزال نتمسك بما تبقى من خيوطها ، فتتسارع المخاوف لترتسم بين عيون عقولنا لتوحي لنا أننا على أبواب فشل جنيف2 ، ونقترب من أبواب جنيف3 ـ وجنيف4 ـ وجنيف5 ـ وربما ينقطع من أيدينا إخر خيوط الأمل ، وتنعدم أمامنا فرص أي جنيفات أخرى..وحينها لن يكون أمام الشعب اليمني بأكمله إلا أن يقول للمتفاوضين :
*- لقد كانت فرص تحقيق السلام لشعبكم ووطنكم بين أيديكم فأضعتموها.
*- أنكم شركاء رئيسيون في إستمرار قتل من تبقى من أبناء الشعب ، وشركاء رئيسيون في دمار ما تبقى من الوطن.
فلسنا وحدنا من تتطلع إليكم أنظارنا وقلوبنا ، بل يتطلع إليكم حتى زوجاتكم وأولادكم وأهلكم وأقاربكم وأصدقاؤكم فلا تخذلونا وتخذلوهم.
لأنكم ستكونوا أنتم أول الخاسرون..
فنحن والوطن في ذمتكم.
وسلامي بقدر احترامي.
... جمال شمهان ...