اشارت صحيفة "راي اليوم" في مقالها الافتتاحي الى عودة الاوضاع لوضعها الطبيعي في اليمن بعد فشل مفاوضات سويسرا موضحة ان المقصود من الوضع الطبيعي، استئناف القصف والاشتباكات الدموية على مختلف الجبهات، مما يعني انهيار اتفاق وقف اطلاق النار كليا، وهو الاتفاق الذي لم يتم الالتزام اساسا به، وجرى تسجيل اكثر من 300 اختراق له على مدى اسبوع.
واضافت الافتتاحية ان الجديد في المشهد اليمني تمثل في اطلاق تحالف الجيش اليمني واللجان الثورية خمسة صواريخ باليستية من طراز “قاهر ا” و”قاهر 2″ باتجاه مدن ونجران وجيزان وعسير جنوب السعودية.
وفي هذا الخصوص اعلن متحدث باسم حركة “انصار الله” ن اطلاق صواريخ باليستية يأتي ضمن تنفيذ المرحلة الاولى من الخيارات الاستراتيجية، وردا على اختراق تحالف العدوان لوقف اطلاق النار الذي دعت اليه الامم المتحدة”.
واعتبرت افتتاحية راي اليوم ان اطلاق صواريخ تصل الى مدن سعودية كبرى مثل جيزان ونجران تطور خطير في هذه الحرب، رغم ان صواريخ “باتريوت” اعترضت بعضها.. لان الكلفة “النفسية” لهذه الصواريخ باهظة جدا، خاصة ان نسبة كبيرة من الشعب السعودي تتساءل عن جدوى هذه الحرب وتشكك في امكانية كسبها، سلما او حربا.
وعزت الافتتاحية عدم سماع هذه الاصوات المعارضة للحرب في وسائل الاعلام السعودية الرسمية، او شبه الرسمية، ووسائط التواصل الاجتماعي ايضا واقتصارها على الجلسات والديوانيات الخاصة الى ان ان عقوبة اي انتقاد لسياسة الحكومة، في حرب اليمن او حتى القضايا الداخلية، يعرض صاحبه للسجن، وما حصل للمدون السعودي رائف بدوي، والكاتب السعودي زهير الكتبي ابرز الامثلة في هذا الصدد.
وعود على بدء فقد اكد المتحدث باسم حركة انصار الله ان الصواريخ الخمسة هذه هي جزء من المرحلة الاولى في استراتيجية الحرب، ولا نعرف ما هي مواصفات المرحلتين الثانية والثالثة، وادواتهما، وصواريخهما، فهل هذا يعني انها ربما تتضمن اطلاق صواريخ تضرب العمق السعودي، ومدن كبرى مثل خميس مشيط وابها، وربما جدة والرياض ايضا.
ما يجعلنا نطرح هذا السؤال هو ما لمسناه من فاعلية للصواريخ التي اطلقها “حزب الله” باتجاه "اسرائيل"، وكذلك حركات المقاومة الفلسطينية اثناء العدوان الاسرائيلي على غزة صيف عام 2014، التي وصلت الى تل ابيب والقدس المحتلتين، وفشل القبة الحديدية في تدميرها والمصدر واحد بحسب راي اليوم.
واشار الافتتاحية الى ان العميد الركن احمد عسيري المتحدث باسم ما تسمى “عاصفة الحزم” قال بأن التحالف السعودي سيتخذ اجراءات قاسية كرد على اطلاق الصواريخ متساءلة: لا نعرف ماذا بقي في جعبته من ردود، فهل هناك اكثر خطوات وردود قسوة من الحصار البري والبحري والجوي الخانق، الذي ادى الى مقتل اكثر من عشرة آلاف يمني، واصابة ثلاثين الفا آخرين؟ وهل هناك اكثر قسوة من قصف جوي متواصل على مدى تسعه اشهر من قبل طائرات حربية من طراز “اف 16″ الاحدث في الترسانة الاميركية، والمجهزة بصواريخ وقذائف على درجة عالية جدا من قدرات التدمير؟.
ورات افتتاحية راي اليوم ان ما لا يدركه العميد ركن عسيري وقيادته هو ان اليمنيين امتصوا الصدمة، او كادوا، وتعودوا على العيش في ظل هذا الوضع المأساوي، لانه ليس هناك اي خيارات اخرى امامهم، تماما مثلما فعل الافغان والعراقيون والسوريون اللبنانيون قبل الجميع اثناء الحرب الاهلية اللبنانية التي استمرت 15 عاما.
الفارق الرئيسي يكمن في ان الشعب السعودي لديه الكثير مما يمكن ان يخسره في هذه الحرب التي خاضتها قيادته دون ان تستشيره، بينما الشعب اليمني الفقير المعدم لم يكن، ولم يعد لديه، ما يمكن ان يخسره في هذه الحرب، طال امدها ام قصر.