اخبار الساعة - متابعة
فجرت كوريا الشمالية قنبلة هيدروجينية محذرة كل من "يهدد سيادتها"، ليرصد العالم زلزالاً بموقع التفجير، ولكن ما هي خواص القنبلة الهيدروجينية، وما هو الفرق بينها وبين القنابل الأخرى، كالقنابل النووية.
إن القنابل النووية تعتمد بقوتها على شطر ذرات كبيرة الحجم مثل البلوتونيوم وتحويلها إلى ذرات أصغر حجماً، مما يعطي قوة تفجير كبيرة، مثل تلك التي أطلقتها الولايات المتحدة على هيروشيما وناغازاكي عام 1945، والتي أدت إلى مقتل أكثر من 200 ألف شخص، وهي الحادثة الوحيدة في العالم التي تم فيها إطلاق قنبلة ذرية على الإطلاق.
لكن القنبلة الهيدروجينية تعمل بآلية معاكسة، إذ تعتمد على دمج الذرات الصغيرة، وتستمد قوتها التفجيرية من انشطار ذري يمد ذرات الهيدروجين بالحرارة اللازمة للانصهار، لتتحول لجسيمات أكبر مما يمكن أن يمنح قوة تدميرية أكثر بمئات المرات من تلك التي يمكن أن تنتج من تفجير قنبلة ذرية واحدة، لذا يطلق عليها تسمية القنبلة النووية الحرارية أي أن القنبلة الهيدروجينية الواحدة تتألف من تسلسل قوة تفجيرين مرتبطين ببعضهما.
وتملك أمريكا وبريطانيا وروسيا وفرنسا والصين ترسانة حربية تتضمن القنابل الهيدروجينية فيها، لكن لم يسبق لأي دولة إطلاق قنابل هيدروجينية على الإطلاق، غير أن أزمة الصواريخ الكوبية ضد الولايات المتحدة في الستينيات قد نبهت العالم لمدى خطورة هذه القنابل وكم كان خطرها وشيكاً.
استعراض كوريا الشمالية لقوتها ليس بالأمر الجديد، ففي عام 1998 قام الزعيم الكوري الشمالي الراحل كيم جونغ إيل، بإطلاق صواريخ على اليابان لإظهار مدى قوة كوريا الشمالية بإطلاق صواريخ بعيدة المدى في المنطقة.
وفي أكتوبر/تشرين أول عام 2006 أعلنت كوريا الشمالية أول تجارب نووية لها تحت الأرض، حينها أطلقت الأمم المتحدة عقوبات على الدولة، لتطالب البلاد برفع العقوبات مقابل إيقاف البرنامج النووي، لكن ذلك لم يستمر لتعود العقوبات ويستمر البرنامج.
وفي عام 2012 قامت كوريا الشمالية وسط معارضة من العالم بإطلاق أول قمر صناعي لها، لتعلن وسائل الإعلان المحلية عام 2013 عن إطلاق البلاد لتجربة نووية ثالثة، وفي شهر مايو/أيار عام 2015 أعلنت كوريا الشمالية بأنها قامت بتصغير الرؤوس النووية بحيث يمكنها أن تتواجد داخل صاروخ حربي عادي.
ويبدو ان كوريا الشمالية مصرة على تطوير برامجها النووية رغم من العقوبات المفروضة عليها، إذ عدلت مؤخراً قاعدة سوهي لإطلاق الصواريخ، وتظن الاستخبارات الأمريكية بأن السلطات تعمل على نقل المواد من تحت الأرض، وأن هنالك مبان تُحركها في الخفاء حتى لا تظهر نشاطات الدولة النووية للأعين المراقبة في الفضاء، لكن علماء فضاء من البلاد أصروا بأن برامجهم الفضائية هي لأهداف سلمية بحتة، لكن لا أحد يعلم النوايا الحقيقية وسط التهديدات المتتالية التي تبثها الدولة على لسان زعيمها الشاب كيم جونغ أون.
المصدر : CNN