تساؤلات حول تغيير الموقع العربي لهيئة الاذاعة البريطاني (BBC)، عنوان موضوع صحيفة "الانديبندنت"، حيث نشرته المرة الاولى تحت عنوان " "الأمير السعودي الساذج المتعجرف"، ثم عدلت العنوان في اليوم الثاني الى " الأمير السعودي الذي "يلعب بالنار"، مع الاحتفاظ بنفس المتن؟، فلماذا ترجعت (BBC) عن عنوانها الأول؟ ولماذا عدلته؟ فهل تغيرت سياسة الـ (BBC) أم انها أخطأت في عنوانها الأول لتعدله؟
موضوع صحيفة (الإندبندنت)، مقال عن مُذكّرة استخباراتية تنتقد ولي ولي العهد السعودي، للكاتب الصحفي باتريك كوبيرن جاء بعنوان "الأمير السعودي الساذج المتعجرف يلعب بالنار".
اشار كاتب المقال إلى أن الاستخبارات الألمانية نشرت مُذكّرة نهاية العام الماضي توضح "الخطر" من ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأضاف كوبيرن أن المذكرة ورد فيها أن "السعودية تعتمد سياسة متهورة في الآونة الأخيرة".
ونقلاً عن كوبيرن، فإن المذكرة وصفت "ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان - البالغ من العمر 29 عاماً، والذي يتمتع بنفوذ عال، والمعروف بأنه الابن المفضل للملك سلمان الذي يعاني من داء الخرف - بأنه سياسي مقامر يعمل على شل العالم العربي من خلال تورطه بحروب بالوكالة في سوريا واليمن".
وقال كوبيرن إن "وكالات التجسس لا تقوم بالعادة بالكشف عن مثل هذه المعلومات والوثائق لوسائل الاعلام وتنتقد فيها حليفا قويا ومقربا لها كالسعودية"، وأوضح كوبيرن أن "تحذيرات وكالة الاستخبارات الألمانية تعد إشارة على زيادة المخاوف من أن السعودية أضحت ورقة غير مضمونة".
وفي مقابلة أجراها كوبيرن مع وزير سابق في الشرق الأوسط - طلب عدم الكشف عن اسمه - قال إن "السعودية كانت تعمد في السابق إلى إبقاء جميع اختيارتها مفتوحة، وكانت حذرة"، وقال تقرير وكالة الاستخبارات الألمانية إن "السعودية أضحت تنتهج خيارات أكثر عدوانية وسياسة محبة للحروب، كالحرب في سوريا واليمن"، وختم كوبيرن بالقول إن "المغامرات الخارجية التي بدأها الأمير محمد لم تكن ناجحة وليس هناك أي بوادر تشير إلى نجاحها لاحقاً".
وكانت المخابرات الخارجية الألمانية، حذرت من جنوح السياسة الخارجية السعودية إلى الاندفاع، بينما يسعى نائب ولي العهد، محمد بن سلمان، إلى "فرض نفسه في هرم السلطة"، وجاء في التقرير السنوي لجهاز المخابرات الألمانية أن السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، "بدأت تفقد ثقتها في الولايات المتحدة، باعتبارها ضامنة للاستقرار في الشرق الأوسط، وهو ما جعلها تبدو مستعدة للمخاطرة في تنافسها مع إيران في المنطقة".
ويتولى الأمير محمد، نائب ولي العهد، منصب وزير الدفاع، ورئيس اللجنة العليا للاقتصاد، ويجمع الأمير الشاب العديد من السلطات منذ أن تولى والده الحكم، ووضعه نائبا لولي العهد، وقدمه على العشرات من أبناء عمومته.
ومنذ تولي الملك سلمان الحكم في السعودية، أنشأت الرياض تحالفا عسكريا للتدخل في اليمن للحد من نفوذ إيران، وزادت دعمها للمعارضة السورية المسلحة، وأدخلت الكثير من التغييرات في نظام توريث الحكم.
وترى السعودية إيران أنها "دولة عدائية توسعية. وتتهم الحركات الموالية لها مثل حزب الله في لبنان والمليشيا الشيعية في العراق، بتأجيج التوتر الطائفي والاضطرابات في المنطقة. ولكن الرياض في عهد سلمان أصبحت أكثر اندفاعا في مواجهة خصومها في المنطقة، حسب التقرير.
وأشارت المخابرات الألمانية إلى سعي الدولتين الغريمتين إلى توجيه الأحداث في لبنان والبحرين والعراق، منبهة إلى "استعداد الرياض المتزايد للتحرك عسكريا وسياسيا لضمان عدم فقدانها النفوذ في المنطقة".
وجاء في التقرير أن "الدبلوماسية الحذرة التي دأب عليها القادة السابقون في العائلة المالكة بدأت تترك مكانها لسياسة الاندفاع والتدخل"، وذكر أن السعودية لا تزال متمسكة بضرورة رحيل الرئيس السوري، بشار الأسد.
وتنفي إيران، الحليف الأساسي لنظام الأسد، أي نزعة توسعية لها، وتتهم السعودية بإثارة الاضطرابات في المنطقة، من خلال دعمها للمعارضة السورية، وتدخلها في اليمن.
ونبه التقرير إلى المخاطر التي تنشأ عن استحواذ الأمير، محمد بن سلمان، على العديد من السلطات، الذي قد ينشغل بجهود الوصول إلى الحكم.
وأضاف أن الأمير قد يثير غضب أفراد العائلة الحاكمة الآخرين، والشعب السعودي بالإصلاحات التي قوم بها، ويفسد علاقات بلاده مع الدول الصديقة والحليفة في المنطقة.
وتوجه السعودية عجزا في الميزانية، قدر بـ623مليار ريال مليار.