التهديد الذي خرج على لسان أطراف الأزمة اليمنية يزيد الأزمة اليمنية الحالية تعقيدا أكثر من اللازم ويصب في خانة الخوف الذي يُثقل كاهل اليمنيين ويزيد مخاوفهم أكثر.
تحذير من الانزلاق لاستخدام السلاح
وجاء حديث
الوزير اليمني أبو بكر القربي خلال لقاء جمعه اليوم بالممثلة العليا للشؤون الخارجية
بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون وذلك بمقر بعثة الاتحاد الأوروبي في لندن,
اطلع خلاله الجانب الأوروبي على تطورات الأزمة السياسية في اليمن, وجهود
الحكومة اليمنية في مكافحة الإرهاب في ضوء المواجهات المستمرة بين الجيش
اليمني والعناصر المشتبه بانتمائها للقاعدة في محافظة أبين جنوب البلاد.
وبحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" فقد عبّرت أشتون عن أملها
وتمنياتها في أن تخرج اليمن من هذه الأزمة بصورة عاجلة مؤكدة دعم الاتحاد
الأوروبي للحوار بين مختلف الأطراف في اليمن.
وقالت أشتون: "إن الاتحاد الأوروبي يدعم المبادرة الخليجية والجهود التي
يقوم بها مستشار الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر لتحقيق تسوية
للأوضاع في اليمن, مشيدة بالجهود اليمنية في محاربة الإرهاب".
وكانت المعارضة اليمنية قد جددت تأكيدها لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة
الى اليمني جمال بن عمر رفضها لأي حوار يسبق عملية نقل السلطة من الرئيس
إلى النائب، وتمسكها بموقفها الداعم لهادي لتسلم السلطة وممارسة كامل
صلاحياته كرئيس فعلي.
إلى ذلك توقع قيادي في المعارضة اليمنية احتمال الانزلاق الى استخدام
السلاح الذي سيؤدي إلى حرب أهلية, مؤكدا في الوقت ذاته أن الحسم الثوري
سيأتي لا محالة.
ونفى عضو اللجنة التحضيرية للحوار الوطني الدكتور عبدالله عوبل "أية
موافقة" من قبل أحزاب اللقاء المشترك وشركائه على أية صيغة للحوار مع من
سماهم "بقايا النظام" تحت مظلة الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
وقال الدكتور عوبل في اجتماع موسع في عدن للجنة التحضيرية للحوار الوطني
التي تضم تكتل اللقاء المشترك المعارض وشركائه: "إن الشرعية الحالية هي
شرعية التوافق مع كل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني لتشكيل ائتلاف
وطني واسع يدفع باتجاه مجلس وطني انتقالي بعد أن سقطت نهائيا إمكانية نقل
السلطة إلى نائب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي, نظرا لتشبث بقايا نظام
علي عبد الله صالح بالسلطة".
وأوضح الدكتور عوبل "أن هناك تنسيقا بين القوى الدولية واللقاء المشترك
وشركائه بشأن إيجاد صيغة للخروج من حالة الجمود, مشيرا إلى أن ما أخر الحسم
هو "وجود سلاح ثقيل بيد بقايا النظام فيما المجتمع الدولي والقوى السياسية
في البلاد لا ترغب في أية صيغة تؤدي الى العنف" على حد تعبيره.