اخبار الساعة - محمد داوود
بعيدا عن أعين الاستخبارات وسيطرة الحكومات، تمكن "الجهاديون" والقائمون على التنظيمات الإرهابية من التواصل بسرية تامة.
ومن المؤكد أن التواصل بين هؤلاء الأشخاص لن يتم عبر حسابات "تويتر" و"فيسبوك"، التي يمكن ببساطة اختراقها وتحديد مواقعهم أينما كانوا، وإنما لجأوا إلى الجانب المظلم من الانترنت الـ"دارك ويب"، حيث يمكنهم العمل بعيدا عن الأنظار.
ولا تستخدم "الشبكة السوداء" المتصفحات العادية التي تعرض من محتوى الانترنت القشرة الخارجية فقط، بل تسخر أنظمة معقدة تسمح لمستخدمها أن يسرح ويمرح دون حسيب أو رقيب.
ففي هذا العالم المظلم يتم استخدام برامج ومتصفحات خاصة كـ "Onion Tor"، التي يدخل عبرها المستخدم عالما مرعبا، والجزء الأكثر إثارة للرعب هو الـ "ديب ويب - Deep Web"، أو الانترنت العميق، الذي يحوي كل ما يخطر على البال من الممنوعات.
ويمكن لأي شخص الولوج إلى الـ"دارك ويب"، ولا يمكن نفي الجوانب الإيجابية له، حيث يؤمن تواصلا كامل السريّة للمستخدمين الذين يعيشون في بلدان تحكمها أنظمة قمعية، وذلك من أجل التواصل وتبادل المعلومات مع الخارج.
ويرتبط الجانب المظلم من الـ"دارك ويب" بكل ما هو غير قانوني، إذ يمكن الحصول على أيّ شيء.
وتعيش في قاع الإنترنت كذلك مواقع مرتبطة بالطقوس الشيطانية وجرائم القتل، وصولا للأكثر بشاعة، وهي مواقع التحرش بالأطفال، والتي ينشط أصحابها ويطالبون من قبل القائمين عليها بأن ينشروا ممارساتهم ضمن الموقع.
ويعتبر الـ"دارك ويب" متطورا لدرجة أنه يمتلك عملة خاصة يمكن أن تشترى وتتبادل وتسمى الـ"بيت كوين". وتتم التعاملات المالية المرتبطة بالحسابات البنكية للمستخدمين بصورة سرية، وتعتبر موثوقة إذا كان الموقع على الـ"دارك ويب" الذي يتعامل معه المستخدم.
وبالرغم من المحاولات الدائمة من قبل أمن المعلومات في البلدان المختلفة لتحديد أماكن المخدمات وإغلاق المواقع والقائمين عليها واعتقالهم، فإن الجانب الأخطر للـ "دارك ويب" مرتبط بالتنظيمات "الجهادية"، التي تستخدمه للتواصل ونقل تفاصيل العمليات وإحداثياتها.
وحاليا يعج موقعي "فيسبوك" و"تويتر" بحسابات وهمية وحقيقية لإرهابيين و"جهاديين" وتنظيمات مسلحة، إلى جانب منتديات متنوعة، لكن التواصل بين التنظيمات في مختلف أنحاء الأرض لا يتم عبرها، أو على البريد الالكتروني والوسائل "التقليدية"، بل تلجأ التنظيمات إلى مواقع ومنصات خاصة بها تقوم بتغييرها بانتظام أو قرصنتها.
ومؤخرا قامت مجموعة "انونيمس Anonymous" بقرصنة أحد المنصات الخاصة بتنظيم "داعش"، والتي تبين أنها مزيفة، لكن لاحقا وإثر هجمات باريس العام الماضي، تمت أيضا قرصنة موقع آخر لهم من قبل المجموعة ذاتها واستبداله بمنصة لبيع مضادات الاكتئاب والمقويات الجنسية.
إلا أن تنظيم "داعش"، وبعد إغلاق الموقع، غير النطاق الذي يستخدمه، بل ونشر تعميما على الـ "دارك ويب" يفيد بتغيير الموقع الجديد ومعلومات التواصل بعنوان "إصدارات الخلافة" وتم تعميم الموقع الجديد.
وحسب الكثير من التصريحات والأبحاث، هناك قسما خاص في تنظيم "داعش"، مسؤول عن التواصل واستخدام الـ "دارك ويب" بصورة احترافية تحمي تنظيم "داعش" من الملاحقة والاختراق وتأمين تبادل المعلومات والتمويل، وهذا ما تحاول الاستخبارات الأميركية التصدي له، وخصوصا أن هناك العديد من الملفات النصية التي تشرح كيفية التبرع لتنظيم "داعش"، وتتحدث الملفات عن أهمية التبرع للجهاد ويشرح آلية تحويل النقود عبر الـ "دارك ويب".
المصدر : وكالات