أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

‘فورين بوليسي‘: الخوف على ‘السيسي‘ يلوح في الطريق عندما تذهب أموال الخليج

- متابعات
تلك المؤسسة.وبدلا من مجرد الاستحواذ على عقود، باتوا يتحدثون عن تولي إدارة مشروعات كاملة.وعلى المستوى النظري، فإن ذلك يستهدف تشجيع الاستثمار الأجنبي، وتقديم إجراءات أكثر بساطة للمستثمرين، لكن الأمر يتجاوز ذلك الخطاب البلاغي، وفقا لشانا مارشال، المدير المساعدومدربة البحوث بمعهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة واشنطن.

ومضت تقول: “هذا كليشيه لجذب الاستثمارات الأجنبية. عبر جعل مكان واحد مركزا لتسهيل الإجراءات الروتينية. البنك الدولي يحب استخدام تلكاللغة. لذلك فإن مصر تقوم بمداهنة كلا مية لفكرة محاربة البيرقراطية.

وفي حالتنا هذه فإنها تمثل فقط تمركزا للفساد”.إنها ليست مشروعات عديمة الأهمية. فعلى سبيل المثال، مشروع توسعة قناة السويس الذي تبلغ قيمته 9 مليار دولار ، تشرف عليه القوات المسلحةالمصرية بشكل كلي.

ومع وجود فريق بحري على رأس هيئة قناة السويس، استطاع الجيش الاستحواذ على عقود أعمال الحفر في البداية لشركاته الهندسية، ثم لشركات تنتمي لحلفائه السياسيين.

وعلقت مارشال قائلة: “هذه الجهود تمكن الجيش من الاحتفاظ بسيطرة على المشروعات، ومنح عقود لشركات خليجية، والعمل كبرنامج وظائف للأفراد المجندين”.مشروع السيسي الضخم المقبل يتمثل في استصلاح 1.5 مليون فدان من الأراضي القابلة للزراعة في الصحراء.وأثار الخبراء الشكوك إذا ما كان هنالك عمالة كافية مستعدة لمغادرة مسقط رأسهم على امتداد النيل للعمل في صحراء خاوية، ناهيك عن مدى وجود مياه جوفية كافية لري تلك الحقول.لكن السيسي لا يبدو أنه ينظر إلى الأمام كثيرا، وتتركز رؤيته على المدى القصير، وتحديدا على خطة منح عقود للجيش والخليج، والفوز باستثمارات أجنبية.ومن أجل ذلك، يفضل السيسي مثل هذه المشروعاتالضخمة، لأن بإمكانها الاحتفاظ بثراء وسعادة الجيش، ، الدائرة الأكثر تأييدا له، وتعبئتهم في غلاف سميك من الوطنية، كما يستطيع إنعاش نسبة التأييد له على امتداد الطريق.


واستطردت مارشال: “الاختبار الحقيقي لمهارة السيسي السياسية سيأتي عندما تنضب الأموال”.وهذا ما يحدث بشكل دقيق، فمع هبوط أسعار النفط للحد الأدنى في 10 سنوات، باتت المملكةالسعودية مجبرة على إعادة تقييم إنفاقها المحلي، واتخذت مؤخرا قرارا بزيادة أسعار الوقود على مواطنيها بنسبة 50 %.

ومنذ 2013، استمتعت مصر بمساعدات تزيد عن 12 مليار دولار من المملكة السعودية، معظمها علىشكل استثمارات، مع تعهدات بضخ المزيد من المليارات.

ولكن كلما تزايد تراجع دخل المملكة من النفط، كلما أضحت تلك التعهدات أكثر وهنا.وزادت مارشال بقولها: “لا يوجد قتال في الوقت الحالي، لكن التوتر يلوح في الطريق عندما تذهب أموال الخليج”.وعندما يأتي هذا اليوم، سيتعين على السيسي إدراكحقيقة أن مشروعاته الكبرى لم تفعل إلا القليل لحلحلة المشاكل الاقتصادية اليومية للمصريين.ثورة 25 يناير ما زالت تذكرنا بأن المصريين وحياتهم اليومية يمكن أن يشكلوا قوة لا يستهانبها.

Total time: 0.047