واعتبر الاقتصادي السعودي ثامر السعيد في حديث لـ"إيلاف" أن السياحة في السعودية لم تتقدم رغم الميزانيات الضخمة التي ترصد لكل منطقة، نظراً إلى افتقارها كيفية جذب السائح العربي والأجنبي، معتبرًا أن المسلك الذي من خلاله يجذب الأجنبي، الذي بطبعه يحرص على زيارة الأماكن الأثرية التاريخية غير مفعل.
استشهد السعيد بتجربة "إمارة دبي" التي حرصت على استقطاب العرب والأجانب أكثر من مواطنين دولة الأمارات أنفسهم مستدلاً بأعداد المسافرين الذين عبروا مطار دبي بزيادة عن صيف العام الماضي بأكثر من 13%.
وقال السعيد إن السائح السعودي يبحث بالدرجة الأولى عن الاستجمام والراحة النفسية، وهو السبب الذي يستبعد السعوديين فيه مصر وسوريا والبحرين هذا العام، وهذا ما أكدته الإحصائيات الأخيرة. وأوضح السعيد أن كل منطقة بإمكانها أن تكون وجهة سياحية في كل موسم "فالربيع في ينبع، والصيف في أبها والطائف وعسير، والشتاء جدة ومكة والمدينة، والخريف الرياض"، معترفاً بأن المواطن السعودي يفتقد المعلومة الجاذبة التي تجعله يغيّر وجهته من خارج السعودية إلى داخلها رغم المناطق المهيأة.
حول السياحية الدينية في رمضان من الداخل والخارج، أشار السعيد إلى أن هذه المناسبة صادفت موسم، ومن المتوقع أن ينفق محلياً في هذا الشهر نحو 17 مليار دولار، حسب رأيه.
هذا وقدرت حجم صناعة السياحة في السعودية بنحو 15.2 مليار دولار، وأوضح مركز المعلومات السياحية السعودي "ماس" أن أعداد المسافرين للخارج خلال إجازات الأعياد العام 2010 بلغت ما لا يقل عن 3.4 ملايين مقابل ثلاثة ملايين العام 2009، أي بزيادة 13%. متوقعًا نموًا بنسبة 27.5 % في عدد الرحلات السياحية المحلية خلال الصيف الحالي، وارتفاع إجمالي ما ينفقه السياح في الحركة المحلية 31% طوال فترة الموسم، مع زيادة عائدات الحركة المحلية الصيف الحالي إلى 10.4 مليار ريال (2.8 مليار دولار) مقابل دخل بلغ ثمانية مليارات ريال العام الماضي، أي بزيادة نسبتها 30%.
رئيس اللجنة السياحية في الغرفة التجارية الصناعية في جدة الأمير عبد الله بن سعود توقع في تصريح صحافي أن يصل حجم الإنفاق السياحي في جدة إلى مليار دولار. مضيفًا بأن عدد زوار جدة خلال فترة المهرجان سيصل إلى 4.5 مليون شخص، أي بزيادة بنسبة تزيد 200% عن الأهداف التي رسمت في البداية.
بدوره أوضح نائب رئيس لجنة السفر والسياحة في غرفة الرياض وليد السبيعي أن حجم الإنفاق السياحي الدولي للسائح السعودي خلال فترة صيف 2011 سيصل إلى قرابة 14 مليار دولار، ينفقها ما يزيد عن مليوني مسافر في الخارج، مشدداً على استمرار وتيرة الزيادة في الإنفاق السياحي، والتي سجلت خلال أعوام سابقة، وتراوحت بين 8 % - 10%.
بالعودة إلى نسبة نمو عدد السياح السعوديين في الدول السياحية، توقع مستشار الثقافة والإعلام في السفارة التركية في الرياض الدكتور صالح أوزار أن تزيد نسبة السياح السعوديين إلى تركيا خلال صيف إلى 84.934 سائحًا مقارنة بـ66.938 سائحًا للسنة الماضية، وعزا ذلك إلى ارتفاع عدد الذين زاروا بلاده من السعودية خلال عام، معتبراً أن تركيا تحتضن كل السياحات كالعلاج، والاستجمام، والرياضيات والمغامرات، والتعليم، والعمل والتجارة مصنفاً تركيا المكان الأمثل لممارسة كل الأنشطة المحبب لدى السائح.
هذا وصرح مدير الفعاليات في هيئة أبوظبي للسياحة فيصل الشيخ أوضح أن "عدد النزلاء السعوديين في أبوظبي ازداد بنسبة 44% في الربع الأول من العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها من 2010، ليرتفع من 9.083 إلى 13.119 نزيلاً، معتبراً أن الزوار السعوديين في مقدمة الضيوف المستهدفين في دول مجلس التعاون الخليجي، نظرًا إلى حجم السوق السعودي الكبير، حيث إن استثمار الفرص المتاحة في هذا السوق المهم مطلب لهيئة أبوظبي، خاصة مع افتتاح مكتبنا الترويجي في المملكة قبل نهاية العام الحالي". وشدد الشيخ على أن هدف هذا العام هو استضافة زوار تصل إقامتهم إلى مليوني ليلة فندقية.
أما بالنسبة إلى لبنان فما زال السائح السعودي محرك السياحة اللبنانية وفقاً لتقرير اقتصادي لبناني نشر يوم الأربعاء الماضي، حيث تصدر المركز الأول هذا الصيف بنسبة وصلت إلى 20% من مجمل السائحين، تلتها الإمارات 11%، والكويت 9%، والسوريين 8%، والمصريين بنسبة 6%.
وصنفت الأردن بالسياحة العلاجية، حيث أوضح رئيس جمعية المستشفيات الخاصة الأردنية الدكتور عوني البشير أن مستشفيات الأردن هذا الصيف شهدت أكثر من 100 ألف سعودي، فيما بلغ عدد المرضى السعوديين المنومين في المستشفيات الأردنية في عام 2010 تسعة عشر ألفاً و400 منوم، بزيادة تتجاوز 10% على أعدادهم في عام 2009.
وتوقعت تقارير سياحية في الأوساط
السياحية السعودية أن تصبح الأردن الوجهة الأولى للسياح السعوديين
المسافرين براً هذا الصيف، حيث توقع المهتمون بالسياحة أن يصل عدد السياح
السعوديين إلى الأردن هذا العام إلى ما يقارب مليون و700 ألف سائحًا،
بزيادة 30 % على العام الماضي 2010، والذي شهد من خلال إحصائيات وزارة
السياحة الأردنية زيارة تقدر بحدود مليون و300 ألف سائح سعودي بزيادة 13%
على عام 2009.
الجدير بالذكر أن السعودية تشهد إقامة 26 مهرجاناً سياحياً صيفياً موزعاً
على مناطقها تتضمن مئات الفعاليات الترفيهية والثقافية والاجتماعية
والرياضية والفنية والتراثية منها مهرجان أبها يجمعنا، مهرجان النماص، صيف
الطائف، سوق عكاظ، ملتقى صيف تبوك، حقلنا وناسه، ضبا دارك والبحر جارك،
أرامكو السعودية، الخطوط العربية السعودية، وعالم السعودية. مهرجان الرياض
للتسوّق والترفيه، مهرجان جدة غير، برنامج صيف الشرقية، صيف نجران، صيف
بريده، صيف المذنب، مهرجان صيف جازان، مهرجان الصيف بالقريات، والجوف حلوة.